الزواج ليس مشروع حياة فقط، بل هو رحلة مصيرية لأنه يعتبر نقلة نوعية في حياتك ولا بد لها من التخطيط والاستعداد المسبق للإقدام على تلك الخطوة، ولا بد من عملية تهيئة نفسية واجتماعية قبل الإقبال على مرحلة حياتية جديدة، فهذه المرحلة هي البوابة للدخول إلى عالم الحياة الزوجية ولتكوين وبناء أسرة سليمة ومتماسكة.

- انجذاب الرجل للمرأة غريزة طبيعية

لقد غرس الله سبحانه وتعالى حس انجذاب الرجل للمرأة وحاجة المرأة للرجل من أجل التكامل الطبيعي، وهي غريزة متواجدة عند الجنسين من أجل الاستمرارية، ويُعد قرار الزواج مصيرياً ومهماً للغاية في حياة كل فتاة، وهو يتطلب استعداداً للتغيّرات التي ستطرأ على حياتك القادمة، حيث سيشاركك فيها شخص لديه طباع وآراء مختلفة، لذلك لا بد من الاستعداد للزواج بشكل صحيح للإقبال على مرحلة حياتية جديدة، وسأقدم لك مجموعة من التفاصيل الهامة، خاصة بالاستعداد للحياة الزوجية، تمكنك من اتخاذ قرار مهم تتوقف عليه حياتك المستقبلية.

- تفاصيل هامة لتتأهلي للحياة الزوجية

• الثقافة الزوجية

الثقافة الزوجية لازمة لزواج ناجح وتعني اكتساب المهارات والآداب الصحيحة في المعاملة والمعاشرة، ولإنقاذ زواجك والتعامل مع كافة المشاكل التي تعاني منها، وتبرز أهمية هذه الثقافة بشكل لافت في هذا الزمان بسبب تغير الكثير من المفاهيم الدخيلة من ثقافات أخرى وشيوع مفاهيم جديدة وتوقعات زائدة من الزواج كانت سبباً كبيراً في انهيار الكثيرمن العلاقات الزوجية وانتشار الطلاق.

• لفروق النفسية والبدنية

تقبل اختلاف الآخر عنك في الطباع واحترام هذا الاختلاف، ومعرفة أنكما مكملين لبعض، وكل منكما يكمل ما ينقصه من طباع وصفات، سيكون اللبنة الأساسية لبناء أسرة متكاملة ما بين صفات الرجولة ومحاسن الأنوثة، وإدراك هذه الفروق سيحد من سوء الفهم الذي قد يعكر صفو الحياة الزوجية لتنعما معاً بحياة مستقرة.

• تعلمي فن حل النزاعات الزوجية

ولا بد أن تتعلمي من جانبك قبل الزواج فن حل النزاعات بينكما، والتعاطف، والاستماع والاعتراف أو الاعتذار، والتوصل إلى حل، هي مفاتيح يمكن استخدامها لحل النزاعات، ومعرفة متي يمكنك الهدوء وامتصاص الغضب والثبات الانفعالي وقت الغضب، ومعرفة أن النزاعات والخلافات شيء وارد في العلاقة الزوجية ولا بد من حدوثها بين أي زوجين، وعدم معرفتك وامتلاك المهارة لحلها يسبب انهيار العلاقة.

• اقتني معلوماتك من مصادر موثوقة

لا تستمعي لتجارب الآخرين الشخصية، فقد تكون خاطئة أو سلبية وذات نظرة تشاؤمية، لأن ذلك سيعطيك توقّعات سلبية عن الزواج، فحاولي أن تحصلي على المعلومات من مصادر موثوقة، كالكتب مثلاً، أو الندوات الخاصة بذلك والتي تقدم النصح والإرشاد للمقبلين علي الزواج وأعطي لنفسك وقتاً كافياً للتفكير والتخطيط وتحديد أولوياتك.

• رسم صورة واقعية عن الزواج

رسم صورة واقعية عن الحياة الزوجية بما تحمله من مسؤوليات والتزامات، ولا بد من تحملها وعدم الهروب منها، وتعرفي حقوقك وواجباتك، وتُدركي أيضاً أهمية التعاون بين الزوجين، وتقبل فكرة قابلية عدم الاتفاق على بعض الأمور، والاستعداد لأي تغير قد يطرأ في الحياة الزوجية.

• فتح النقاشات مع الأشقاء من الشباب

الحوار مع الأشقاء من الذكور في قضايا أسرية هام جداً، يفيد في تعلم كيفية إدارة النقاش والنجاح فيه مع شريك الحياة الذي سيكون تفكيره قريباً من تفكير أشقائك من الذكور، فغالباً ما يكون للشباب تفكير مشترك، كما أن الاستفادة من الحوار مع الطرف الآخر في جو هادئ بعيد عن التوتر يعطيك خبرة جيدة في كيف يفكر الشاب وكيف يحكم على الأمور.

• الحب لا يصنع المعجزات

ولا بد من فهم طبيعة الحب الرومانسي وإدراك أن الكمال لله وحده ولا يوجد كمال في المحبوب ورؤيته كائناً مثالياً بدون عيوب اعتقاد خاطئ وهو بعيد عن الواقع، فالوهم ما يلبث أن يزول بعد الزواج بشهور قليلة وتعود عوامل كثيرة أخرى لتحدد مصير هذا الزواج، هل سيتحول العشق إلى حب وصداقة ومودة ورحمة وتفاهم وحياة زوجية سعيدة أم ستظهر العيوب في الحبيب العاشق وينتهي الزواج بالطلاق عند أول أزمة كبيرة يمر بها، فإن الحب لا يصنع المعجزات إلا في الأفلام السينمائية فقط.

• اعتمدي روتيناً يومياً يقضي بتمارين رياضية

قومي بممارسة التمارين الرياضية بدون تكاسل، فهذا أمر ضروري بلا شك لبقائك بصحة جيدة، حيث تساعدك بالتحكم في الوزن وتحسين حالتك المزاجية وتُخفف القلق والتوتر، فيمكنك أن تمشي لمدة 15 دقيقة يومياً، أو أن تختاري ألعاباً رياضية أخرى كالسباحة، أوممارسة رياضة اليوغا يومياً، ويكون ذلك من خلال الجلوس في وضعية التربع مع التأكد من إرخاء أجزاء الجسم كافة بداية من الرأس وحتى أصابع القدم.

• قومي بإجراء الفحوصات الطبية

قومي بإجراء بعض الفحوصات الطبية للتأكد من أن وضعك الصحي بخير، للاطمئنان على صحتها وحمايتها من مضاعفات الإصابة بأي من الأمراض الخطيرة، ولا تؤجلي الاهتمام بصحتك بسبب الانشغال بتحضيرات الزواج الأخرى، فيمكنك استشارة طبيبك بأنواع الفحوصات اللازمة لك للاطمئنان.

• التعرف على المشكلات التي تعكر صفو الحياة الزوجية

الحياة الزوجية علاقة بشرية لا تسلم من المشكلات والخلافات، والمنغصات أحياناً، فقد يحصل في حياتك الخصام والوئام، فعليك فهم هذه الخلافات ومعرفة حلها عن طريق حضور الدورات التدريبة المتخصصة والتدرب على التعامل مع كثير من هذه الحالات.