في الوقت الذي تستعد فيه غزة لاستقبال عيد الاضحى المبارك فان الفوج الرابع والاخير من حجاج القطاع وصل يوم الجمعة السادس عشر من حزيران الى مكة لاداء فريضة الحج حيث يبلغ عدد اعضاء بعثة قطاع غزة اكثر من ٢٩٠٠ حاجا وحاجة ممن توفرت لهم الامكانيات لتوفير أجرة السفر والتذاكر الخاصة بالحج نظرا لارتفاع الاسعار حيث يتوجب دفع مبلغ يتجاوز اربعة الاف دولار للحصول على فرصة الحج للشخص الواحد وهو مبلغ مرتفع جدا جدا ولا يستطيع توفيره الا جزء بسيط من سكان قطاع غزة ..
نعود الى غزة ونبدأ مع الجدل المثير بداية مع ارتفاع اسعار موسم الحج لهذا العام بحوالي ٧٠٠ دولار مقارنة مع العام الماضي حيث تشكل تلك معضلة كبيرة امام السكان وجلهم من الفقراء ، ولكن هذه الوضعية تعتبر جزئية واحدة وفريدة في اطار مجموعة تحديات جسيمة اخرى تواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم قرابة مليوني مواطن فالفقر وارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة كلها عوامل تقلق راحتهم وتتسبب باثر سلبي على الاقتصاد الفلسطيني في القطاع الذي يضطر لخلق حالة من التوازن مع الاقتصاد المجاور بناءً على حركات التبادل التجاري وعليه فان الخلاصة لوضع ما قبل عيد الاضحى يمكن وصفه بالكارثي على مواطني القطاع نظرا لان حرب الغلاء وارتفاع الاسعار قد بدأت بالفعل …
تبدو الحركة مزدهرة صوب الاسواق والمراكز التجارية في قطاع غزة ومدن القطاع قاطبة وخاصة الرئيسية لكن هذه الحركة لا تعدو كونها محاولة اخرى من المواطن الغزي لاقتناء الحاجيات الضرورية فقط من اجل رسم بسمة العيد على وجوه الاطفال والابناء والكريمات الصغار الذين يجب ان توفر لهم عائلاتهم هامشا ولو بسيطا يجعل من العيد مناسبة للفرح والسعادة …
تتوجه عائلات كثيرة الى أسواق القطاع فتضطر لشراء اليسير جدا وبما ان عيد الاضحى يأتي بعد عيد الفطر السعيد بسبعين يوما فان معظم العائلات لا تشتري ملابس جديدة للعيد لاطفالها مفضلة الاعتماد على ما تم شراؤه في العيد السابق وتشير لنا سيدة فلسطينية من عائلة البلبيسي ولديها سبعة اطفال ان الاسعار مرتفعة والتجار لا يتعاونون ومعاملتهم غير جيدة الامر الذي يزيد من الاعباء على العائلات المستورة ..
ورغم المراقبة من قبل الجهات المسؤولة الا ان اسعار بعض الاصناف من الماكولات الخاصة بالعيد اضافة للملابس ترتفع بشكل كبير الامر الذي يرهق المواطنين ..
ولا يقابل ارتفاع الاسعار وغلاء جدول المعيشة اي تحسين على الرواتب غير الموجودة اصلا او المساعدات التي تراوح في نفس المكان حيث يتساءل المواطنون : هل هناك رواتب وزيادة فيها حتى يتم رفع الاسعار بهذا الشكل الجنوني متمنين ان ينتهي حصار القطاع حتى تتحسن الظروف وتعود الاسعار الى طبيعتها ..
وعن الأسباب التي تقف خلف ارتفاع أسعار ملابس العيد،يوضح تجار الملابس أن هناك العديد من الأسباب منها؛ ارتفاع سعر الدولار مقابل الشيكل وأيضا انخفاض سعر الليرة التركية مقابل الدولار، ما تسبب في ارتفاع أسعار الملابس داخل تركيا التي تستورد منها غزة الكثير من قطع الملابس اضافة لاثار وظلال جائحة كورونا في الفترة الماضية، حيث أثر هذا على صناعة الملابس في الصين التي لم تنتج كما كان سابقا، حيث أنها أنهت إجراءات الوباء مع نهاية العام الماضي فقط ،وبالتالي لم تتوفر بضائع من الصين الرائدة في مجال تصنيع الملابس …
ومن بين الاسباب ايضا الاجراءات الحكومية التي تفرض جمارك وضرائب على البصائر المستوردة من الخارج اضافة الى محاولات دعم المنتج الوطني ووضعه في لائحة اسعار تقترب من الاسعار العالمية والعربية المحيطة بقطاع غزة كما ان الحصار الاسرائيلي حتى اللحظة يحد من قدرة المصانع الوطنية على تغطية حاجة الاسواق المحلية حيث يعاني القطاع المحاصر، من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية جراء حصار الاحتلال المتواصل والمشدد، والعقوبات التي فرضتها السلطة على القطاع، ما تسبب في تفاقم الفقر والبطالة واستمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي تزيد من معاناة مختلف الفئات.
ورغم موقف وزارة الاقتصاد بغزة من ارتفاع الأسعار وحالة التذمر الشعبي منها، ورغم متابعة وزارة حماية المستهلك، بشكل مستمر الأسواق خاصة في الأيام التي تسبق الاعياد ، بعد الشكاوى التي تأتي من المواطنين وتذمرهم من ارتفاع الأسعار"، الا ان الحالة العامة للاسعار لا يمكن ان تبعث على الرضى في نفوس مواطني غزة الفقراء بالاساس …
العواقب الاقتصادية العديدة نظرا لارتفاع الاسعار في قطاع غزة تؤثر حتما ومرة جديدة على المواطنين في قطاع غزة وستؤثر بشكل كبير على رفاهيتهم كما انها ستساهم باستمرار باصابة النسيج الاجتماعي في القطاع بضربات مؤثرة يتواصل من خلالها تصنيف مواطني قطاع غزة الى ميسور الحال وفقير وفقير جدا ومعدم وتلك صورة لا يمكن ان تبعث على الرفاهية او حتى لا يمكن وصفها بعيش كريم فالفجوات الاقتصادية والمعيشية هائلة وتحتاج لجهود وسنين طويلة حتى نجد خيطا من خيوط البهجة يعيد الى قطاع غزة جزءا بسيطا جدا من بريقه