تسعى الأمم المتحدة جاهدة للعمل على انقاذ مباحثات السلام السورية المتعثرة لصعوبة التوفيق بين موقف الطرفين، ففيما يطالب وفد النظام بقائمة بأسماء وفد المعارضة، تشترط الأخيرة وقف الضربات الروسية، وهو ما ترفضه موسكو بشدة.
ويقول موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا دي ميستورا أنه يريد إقناع وفدي النظام والمعارضة باستئناف الاجتماعات في مقر الأمم المتحدة في جنيف. بيد أن جهود دي ميستورا اصطدمت بتباين مواقف طرفي النزاع السوري. إذ ترفض المعارضة الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات الدخول في مفاوضات غير مباشرة طالما لم تتوقف عمليات القصف ولم يتحسن الوضع الإنساني على الأرض.
فقد نددت المعارضة بما وصفته "بمجزرة جديدة" في محافظة حلب (شمال) حيث تحرز قوات النظام السوري تقدما بدعم من الطيران الروسي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الروس نفذوا 320 ضربة جوية في تلك المنطقة ما أدى إلى مقتل 18 مدنيا.
في غضون ذلك أعلن متحدث باسم وفد المعارضة أنه من المتوقع أن يصل جنيف اليوم الأربعاء (الثالث من شباط/ فبراير 2016) رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب. وقال دبلوماسي غربي "مع مجيء حجاب، ستتعزز قدرة الهيئة العليا للمفاوضات على التعبير عن موقف موحد للمعارضة". وأضاف: "إنها عملية معقدة جدا تتطلب أن تواصل الأطراف الحوار باستمرار".
من جهته، يؤكد وفد النظام السوري عدم وجود محاور "جدي" للدخول في محادثات غير مباشرة. وقال رئيس الوفد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري: "ما زلنا في إطار الإجراءات التحضيرية للمحادثات غير المباشرة، ما زلنا بانتظار معرفة مع من سنتحاور، لا شيء واضحا حتى الآن"، وذلك في إشارة إلى طلبه الحصول على قائمة بأعضاء وفد المعارضة.
روسيا ترفض وقف الغارات الجوية
بدوره رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقف الغارات الجوية الروسية كما تطالب المعارضة. وقال خلال زيارة إلى مسقط: "الضربات الجوية الروسية لن تتوقف طالما لم نهزم فعليا تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة"، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية. وأضاف لافروف: "لا أفهم لماذا يجب أن تتوقف هذه الضربات".
يشار إلى أن دي ميستورا أقر مساء الثلاثاء بأن "الفشل لا يزال ممكنا وخصوصا بعد خمسة أعوام من الحرب الرهيبة". وأضاف: "لكن إذا حصل فشل هذه المرة فلن يعود هناك أمل". كما أقر دي ميستورا بأن "مستوى الثقة بين الطرفين شبه معدوم".