كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 20 يونيو 2023، عن مضاعفات العملية العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت الصحيفة، أنَّ أبرز ما يُميز تلك العملية، هو أنّها تمت في الضفة الغربية، مُبيّنةً أنَّ مخاطرها ونتائجها أشدّ وطأة على الاحتلال انطلاقاً مما تتمتّع به تلك المنطقة من مزايا تجعلها حسّاسة جداً بالنسبة إلى العمق الاستراتيجي لـ"إسرائيل".

وقالت: "إنّه بذلك تتكامل الضفة مع غزة بأكثر من عنوان، فهي ساحة واسعة نسبياً للعمليات، وتتاخم ما تبقّى من منطقة فلسطين في الشمال والوسط والجنوب إلى حدّ ما، ما يُمكّنها من استهداف كلّ من المناطق المذكورة بقدرات وجهد أقلّ ممّا يتطلّبه العمل في غزة".

وأشارت إلى أنَّ الانتشار السكاني في مدن الضفة يُشكل عمقاً بشرياً واستراتيجياً للمقاومة، يُضاف إلى الميزة التي توفّرها حالة التماس الدائم مع المستوطنين وجنود الاحتلال، مستكملة بالقول: "من هنا فإن أخطر السيناريوهات التي تقلق مؤسّسات الاحتلال، هو أن تواجد صواريخ في الضفة، حتى لو كانت بدائية، كافٍ لشلّ كبرى المدن الإسرائيلية في الوسط، هذا فضلاً عن أن نجاح أيّ مقاوم في عبور الإجراءات الإسرائيلية يُمكّنه من الضرب في العمق، كما حصل مرّات متعدّدة بالفعل".

وأضافت: "تبقى حقيقة ينبغي تأكيدها كونها تشكّل إطاراً تفسيرياً للكثير من المواقف وردود الفعل الإسرائيلية التي قد يفهمها البعض على أنها نوع من المبالغة من جانب الاحتلال، مغفلاً عمق المقاربة الإسرائيلية لهذا النوع من الأحداث، إذ إنه في حال تحوَّلت هذه العملية إلى مسار وظاهرة، فستكون لها تداعيات استراتيجية على الأمن القومي الإسرائيلي؛ ولذا تجد القيادة الإسرائيلية نفسها ملزمة بالتعامل مع الكثير من الأحداث بعيون المستقبل".

وأكدت على أنّه من هذا يُفهَم تحذير قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، من أن تكون "قواعد اللعبة قد تغيّرت"، بعد أن أقرّت بعنصر المفاجأة الذي انطوت عليه العملية، وكشفت عن بعض ما ترتّب عليها بالقول: "نحن في صدمة. هذا (حدث) متطرّف بالنسبة إلى هذه الساحة".