معاريف : اهتزاز الشعور بالأمن

حجم الخط

بقلم: تل ليف رام

 

 



من بين كل مزايا "الإرهاب" والعمليات فان السيناريو الأكثر خطورة هو عمليات إطلاق نار تنفذها خلايا "إرهاب" او "مخربون" افراد. تشير العملية الاخيرة الى نمط عمل اكثر تخطيطاً لـ "مخربين" ينتمون الى منظمة "ارهاب"، ولا يعملون بشكل فوري. محطة الوقود ومطعم الحمص في المنطقة تحددت نقطة جذابة جدا لخلية "المخربين" من "حماس"، التي بحثت عن ثأر ذي مغزى بعد المعركة الأخيرة في جنين.
من غير المستبعد ان اختيار تنفيذ العملية بالذات في منطقة بنيامين، قرب مستوطنة عيلي، وليس قرب جنين أو نابلس، كان خياراً واعياً انطلق من التفكير بأن الجيش الإسرائيلي يركز جهداً اكبر على حماية محاور السير، الطرق، والمفترقات المركزية في شمال "السامرة".
كل "المخربون"، الذين نفذوا عمليات فتاكة في السنة الاخيرة، صُفوا أو اعتقلوا من قبل قوات الأمن. صحيح أن هذا يشير الى قدرة عالية لإغلاق الدائرة بعد العملية، لكنه يشير أيضا الى الصعوبة الكبيرة لدى جهاز الأمن لإحباط عملية من هذا النوع قبل ان تقع.
صحيح أنه يوجد الكثير من العمليات التي ينجح "الشاباك" والجيش في احباطها قبل أن تقع، لكن مع عمليات اطلاق النار على طرق "يهودا" و"السامرة" يصعب على جهاز الامن التصدي؛ أساساً بسبب السهولة النسبية اللازمة لأجل تنفيذها، والمعطى البشع المتعلق بكميات السلاح الكبرى الذي هُرب في السنوات الاخيرة الى مناطق "يهودا" و"السامرة"، وأساساً من الأردن.
ليس هذا فقط بسبب عدد المقتولين العالي والشاذ منذ بداية السنة، بل الإحساس بالأمن المهزوز لدى الكثير من السكان في "يهودا" و"السامرة" في ضوء الوضع الأمني، والعدد العالي من العمليات ونتائجها المأساوية. من هنا أيضا يأتي النقد الشديد ضد الحكومة وجهاز الأمن. يمكن أن نفهم المشاعر القاسية، وبخاصة في الأشهر الأخيرة.
المعضلة الآن هي اختيار طريق العمل. تدعو الاصوات في الساحة السياسية للخروج الى حملة واسعة. اما في جهاز الامن بالمقابل، فقد كانوا حتى أول من أمس بعيدين عن تأييد حملة كهذه، انطلاقاً من التفكير بأن من الصواب مواصلة العمل بمزايا الاقتحامات الى المدن والقرى الفلسطينية، حين تكون حرية عمل الجيش الإسرائيلي غير محدودة. في الجيش الإسرائيلي يرون في حملة واسعة أيضاً نواقص من شأنها أن تؤدي الى تصعيد في الميدان، لكن من غير المستبعد أن نرى في الفترة القريبة القادمة حملات اكثر في بؤر "الإرهاب"، وأساساً في نابلس وجنين.

عن "معاريف"