"تصعيد محتمل"

"هآرتس": أي عملية عسكرية واسعة شمال الضفة ستكون نتائجها محدودة

"هآرتس": أي عملية عسكرية واسعة شمال الضفة ستكون نتائجها محدودة
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، إن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية، ستكون نتائجها محدودة، وستؤدي إلى شل عمل بعض الخلايا المسلحة لفترة محدودة.

ورجحت الصحيفة العبرية في تقرير لها، أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد محتمل كما حصل في أبريل/ نيسان الماضي بعد اقتحام المسجد الأقصى، إلى إطلاق صواريخ من جنوب لبنان وقطاع غزة.

وبحسب الصحيفة، كما أن مثل هذه العملية قد تؤدي إلى تفاقم التوتر مع الإدارة الأميركيةـ، وتأجيل زيارة بنيامين نتنياهو التي طال انتظارها إلى البيت الأبيض إلى موعد غير معروف، وتعقيد المفاوضات التي بالكاد بدأت بشأن الاتفاق مع الولايات المتحدة إلى ما لا نهاية، إلى جانب أن السعودية قد ترفض أي خطوة تطبيعية في ظل هذا التصعيد، كما أن الإدارة الأميركية قد تلجأ لخطوات أخطر منها مثلا تجنب استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد أي قرار يدين إسرائيل.

ونوهت إلى أن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تدعم خيار تسريع وتكثيف المداهمات وعمليات الاعتقال في شمال الضفة الغربية، مع الاعتماد على المعلومات الاستخباراتية التي يجمعها الشاباك ووحدات المخابرات المختلفة، بدون الدخول في عملية عسكرية واسعة.

وبينت أن زيادة وتيرت الهجمات، وتحسن جودة العبوات الناسفة المصنعة في جنين، والعجز التام للسلطة الفلسطينية، يحشر الجيش الإسرائيلي في الزاوية، ويقوي الدعوات إلى عملية واسعة النطاق.

ورأت أن الدعوات لتنفيذ عملية "سور واقي2" لا يوجد لها أساس، وتعكس عدم فهم الوضع، لأنه لا يوجد تشابه بين الفترة الحالية وتلك الحقبة التي شهدت موجة هجمات تفجيرية.

وأشارت إلى أن الخلايا المسلحة في شمال الضفة الغربية لا تعمل كما كانت قبل عقدين من الزمن، كما يخشى الجيش الإسرائيلي من أن تؤدي عملية طويلة دون هدف محدد إلى تعقيدات وسقوط ضحايا كثيرين من الجانبين، ثم خروج سريع من دون تحسن جوهري في الوضع الأمني.

وأوردت أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يؤاف غالانت، يشتركان في هذه الرؤى إلى حد ما، على الرغم من منطالب الوزراء وأعضاء الكنيست بتنفيذ عملية واسعة.

ورجحت الصحيفة أن تتم الموافقة على عملية في جنين، لكن ليس بالقدر الذي يتخيله المستوطنون وقادتهم.

وقالت الصحيفة: "يتم طمأنة الجمهور ووسائل الإعلام والمستوطنين، أو تشيت انتباههم، من خلال بعض التكتيكات، كما جرى في استهداف الخلية المسلحة في جنين بصاروخ من طائرة بدون طيار، مشيرةً إلى أن من تم اغتيالهم لا يعدون من كبار المطلوبين ولم يكونوا أهدافًا للاغتيال، ولكنهم كانوا ضحية إحدى الأمسيات التي احتاجت فيها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقديم نتائج سريعة بعد عملية عيلي التي قتل فيها 4 مستوطنين وما صاحبها من دعوات لعملية واسعة".

وأوردت الصحيفة: "هذه ليست عملية اغتيال، وفي روح القواعد التي نوقشت قبل أكثر من عقد في المحكمة العليا، من المشكوك أنها مرت بعملية الموافقة التفصلية المطلوبة لعمليات الاغتيال، كما أنها لم تكن قنبلة موقوتة أيضًا، لقد اختار نتنياهو وغالانت والمؤسسة الأمنية ما بدا لهم أنه البديل الأقل سوءًا من بين عدة خيارات غير سارة".

ولفتت الصحيفة، إلى أن مطالب العودة لشن ضربات جوية بالضفة الغربية، ظهرت منذ عام، بعد مقتل الضابط نعوم راز خلال عملية اعتقال في جنين، ويطالب اليمين بزيادة استخدامها لعدم الإضرار بالجنود، ولكن الجيش الإسرائيلي كان يعتقد خلاف ذلك، ومع قرب نهاية الانتفاضة الثانية، رأى قائد فرقة الجيش بالضفة حينها غادي آيزنكوت الذي أصبح رئيسًا للأركان فيما بعد، أن "M16، أفضل من F16"، في إشارة إلى أن إسرائيل مستعدة للمجازفة ونشر قوات صغيرة من الوحدات الخاصة لاعتقال المطلوبين من داخل منازلهم مما يخلق رادعًا جيدًا أكثر ضد "الإرهاب". كما تقول.

وبحسب الصحيفة: "قد تغير الزمن، وقد تبرر شدة التهديد الآن استخدام تدابير أشد، خاصة إذا كان من شأنه أن ينقذ احتلالًا بريًا طويل الأمد وخسائر كبيرة، لكن مطالبات اليمين لا تنبع فقط من زيادة عدد الهجمات وتدهور الشعور بالأمن بين المستوطنين، ولكن هناك أجندة واضحة لا تكاد تكترث لإخفاء أهدافها".

وأشارت إلى مطامع اليمين المتطرف ومن بينهم الوزير في الحكومة الحالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي يسعى لإسقاط حكم السلطة الفلسطينية وإعادة احتلال الضفة بشكل كامل، فيما تتحدث حليفته في الائتلاف الحكومي، وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، بعيون براقة عن العودة إلى المستوطنات في قطاع غزة، وهذا ما يمثل هدفهم الحقيقي من خلف هذه الدعوات.

وشددت الصحيفة، على أن هذا الغضب والدعاوى لعملية عسكرية موسعة، هدفها ذات طابع سياسي، ومنها تمرير بناء وحدات استيطانية، وتمرير قرارات تتعلق بالاستيطان، وهي جميعها حملة بالأساس هدفها انتخابي، إلى جانب محاولة تمرير قوانين الإصلاحات القضائية وهي ما تظهر أن نتنياهو ينكسر مرة أخرى بقوة نحو اليمين.

وأكملت: "قد تكون الاعتبارات تكتيكية ومؤقتة، لكن نتنياهو لا يعمل في فراغ، وقد يكون للأفعال ردود فعل وعندما يتعلق الأمر باستخدام القوة الهائلة في الضفة، قد يكون الثمن قاتلاً .. ليست هذه هي المرة الأولى التي يبدو فيها أن نتنياهو قد دخل إلى الحظائر، وخياراته في المناورة محدودة".

ولفتت الصحيفة، إلى عنف المستوطنين والذي يقابله ضعف مشين للمستوى السياسي والعسكري، على الرغم من توقعات وجود سيناريوهات متوقعة تمامًا بتكرار ما جرى في حوارة أن يتكرر في مناطق أخرى.

وأوردت الصحيفة، أن الحكومة "الإسرائيلية" لا تعمل باتجاه منع ذلك، كما أن الجيش يعترف بعدم قدرته على حماية الفلسطينيين من تلك الهجمات.