أفاد رئيس أركان فوج تابع للجيش الروسي، بأن القوات الروسية تقضي بشكل متتال على بقايا قوة الإنزال الأوكرانية التي تسللت إلى تحت جسر أنتونوفسكي بعد تدمير محطة كاخوفسكايا الكهرومائية.
وقال في تصريح صحفي اليوم الخميس: "بعد تدمير محطة كاخوفسكايا الكهرومائية، اضطررنا إلى إزالة مراكز المراقبة والمفارز الأمامية التي كانت موجودة في الجزيرة الواقعة بين ضفتي نهر دنيبر. العدو استغل أن الضفة التي يسيطر عليها أعلى، وتسلل إلى تحت جسر أنتونوفسكي، الآن نقوم بإعادة ترتيب تشكيلاتنا القتالية، وإنشاء نقاط مراقبة. مجموعة العدو هناك قليلة العدد، ونقوم بقصفها وهناك محاولات من جانب العدو لتعزيزها بالذخيرة ونقل القتلى والجرحى ولكنها تتعرض للقصف من جانبنا".
وأشار إلى أنه لم يتم تنفيذ أي إنزال برمائي أوكراني على الضفة اليسرى، لأن قوات العدو متواجدة في جزيرة مستنقعية، حيث توجد أكواخ لبعض سكان خيرسون وأليشكا. من جسر أنتونوفسكي، يبدأ طريق إسفلتي يمر عبر الجزيرة ثم عبر جسر أليشكينسكي الصغير - إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر، التي تسيطر عليها القوات الروسية. وشدد على أن الجيش الروسي سيطرد قريبا المجموعات المسلحة الأوكرانية من الجزيرة المذكورة ومن تحت جسر أنتونوفسكي.
ونوه إلى أن الغاية من التسلل الأوكراني المذكور، سياسية بحتة لأن العدو لن يتمكن من دعم قوته المذكورة بالمعدات الحربية ولن يتمكن من تزويدها بالمؤون والذخيرة الضرورية. وقال الضابط: "هم فعلا يتحملون خسائر جسيمة، هذه محاولة انتحار".
من جانبه، أكد ضابط روسي آخر يعمل في المنطقة، على أنه يوجد العديد من المرتزقة الأجانب في قوام المجموعة الأوكرانية الموجودة تحت جسر أنتونوفسكي.
وفي جانب آخر، اشتكت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية من أن الشركاء يطالبون الجيش الأوكراني بـ "القتال بضراوة" في الهجوم الأوكراني المضاد.
جاء ذلك وفق ما نقلته صحيفة "الإيكونوميست"، فيما أعرب عدد من المستشارين الغربيين عن قلقهم "من أن يؤدي التقدم البطيء للقوات المسلحة الأوكرانية إلى سقوط مزيد من الضحايا على المدى الطويل"، إلا أن مصدرا في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية قال إن التقدم المحدود للجيش الأوكراني مرتبط بالوسائل المتاحة.
واشتكى المصدر من أن "بعض الشركاء يطالبوننا بالمضي قدما والقتال بضراوة، إلا أنهم في الوقت نفسه ليسوا في عجلة من أمرهم لتوفير المعدات والأسلحة التي نحتاجها".
وبدأ الهجوم الأوكراني المضاد في اتجاهات جنوب دونيتسك وزابوروجيه وأرتيوموفسك، 4 يونيو الجاري، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 27 يونيو، أن كييف فقدت 259 دبابة، و780 مدرعة منذ بداية الهجوم، وفي اتجاه أوريكوفسكي الأسبوع الماضي وحده 41 دبابة و102 مدرعة. وبحسب الرئيس، فقد تكبدت القوات الأوكرانية خسائر فادحة خلال الهجوم ولم تنجح في أي اتجاه.
وعلى صعيد آخر، علقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على قرارات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الأخيرة بشأن اعتماد اللغة الإنجليزية في أوكرانيا.
جاء ذلك في منشور لزاخاروفا بقناتها الرسمية على تطبيق "تليغرام"، حيث كتبت: "اقترح زيلينسكي أن يقوم البرلمان الأوكراني بتعزيز وضع اللغة الإنجليزية بشكل رسمي كواحدة من لغات التواصل الدولي في البلاد".
وأضافت: "حدث ذلك فورا بعد تقديمه اقتراحا خاصا بتقنين الماريغوانا، أمر منطقي بالطبع، فلا يمكنك استصدار مثل هذا القرار دون سيجارة".
وتابعت: "يبدو أنه ترك تسجيل تقنين الزيجات من نفس الجنس من باب حلوى ما بعد الأكل، في وقت ما قبل أعياد الميلاد".
كما وصرحت الخارجية الروسية بأن ضم أوكرانيا إلى حلف "النيتو" سيؤدي إلى تصعيد الصراع وليس المفاوضات.
جاء ذلك في تصريحات الخارجية لوكالة "نوفوستي"، تعليقا على خطط باريس لدعم انضمام أوكرانيا إلى "النيتو"، حيث تابعت الخارجية: "إذا كانت باريس تريد حقا وضع أوكرانيا على طاولة المفاوضات، فعليها عدم تصعيد الصراع من خلال توريط (النيتو)، وإنما ممارسة الضغوط على نظام زيلينسكي والقيمين عليه من واشنطن ولندن".
وذكرت الوزارة أنه، وبناء على مقترحاتهم، رفضت كييف مواصلة الحوار مع روسيا لحل الوضع في أوكرانيا، وأضافت أن "الوعود لأوكرانيا بالانضمام إلى (النيتو) هي التي دفعتها نحو السلوك العدواني".
وتابعت: "تماما كما حدث مع تبليسي في عام 2008، بدأت كييف تتوهم أن بإمكانها حل المشكلات بالوسائل العسكرية، فيما لم تؤجج الدول الغربية هذه الأوهام بنشاط فحسب، بل فعلت كل ما في وسعها حتى تتمكن كييف من تخريب اتفاقيات مينسك مع الإفلات من العقاب، إضافة إلى الاستعداد بشكل منهجي لـ (الحل العسكري)".
وقالت الخارجية إنه "من أجل وقف قتل المواطنين في دونباس، ومنعا لتطور الأحداث هناك، اضطررنا لشن العملية العسكرية الخاصة، التي من بين أهدافها نزع سلاح أوكرانيا، وكذلك تأمين وضعها المحايد، مشددين على استبعاد المشاركة في أي ائتلافات عسكرية".
واختتمت الخارجية تصريحاتها بالقول: "كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن هذه الأهداف ذات طبيعة جوهرية بالنسبة لنا، وسوف تتحقق".
وقد أعلنت روسيا، في السنوات الأخيرة غير مرة، عن نشاط غير مسبوق لحلف "النيتو" على طول حدودها الغربية، بينما يوسع الحلف مبادراته ويصفها بـ "احتواء العدوان الروسي"، وأعربت موسكو مرارا عن قلقها بشأن حشد قوات التحالف في أوروبا، وأشار الكرملين إلى أن روسيا لا تهدد أحدا، إلا أنها لن تتجاهل الإجراءات التي يمكن أن تشكل خطورة على أمنها ومصالحها.
إضافة إلى ذلك، أشارت روسيا إلى أن الغرب كان يجر كييف إلى "النيتو" جرا، وصرح الكرملين بأنهم استمعوا إلى طلب فلاديمير زيلينسكي لدخول أوكرانيا إلى الحلف، إضافة إلى ردود الفعل تجاه ذلك. ووفقا له، فإن موسكو تراقب الوضع عن كثب وتذكر الجميع بأن توجه كييف نحو "النيتو" كان من أحد الأسباب التي دفعت نحو بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.