قامت جريدة الغارديان بنشر مقالا لرجل الدين في لندن جايلز فريزر تحت عنوان "التعامل الرسمي لفرنسا عن الدين لا يخفى إلا كراهية الدين".
ويبدأ فريزر مقاله مشيرا للحملة الامنية الفرنسية على مخيم اللاجئين في مدينة كاليه شمال فرنسا قبل أيام لفرض منطقة عازلة تصل إلى 100 متر بين المخيم والطريق السريع وتم خلالها هدم مسجد وكنيسة رغم وعود سابقة بعدم المساس بهما.
ويتسائل الكاتب لماذا لا يطلب المهاجرون اللجوء لفرنسا وينتظرون في المخيم لمحاولة الوصول لبريطانيا وطلب اللجوء؟
ويشير الكاتب إلى أن السبب الرئيسي هو أن المهاجرين يعرفون أن حجم التسامح الديني في بريطانيا يفوق نظيره في فرنسا والتى تغلغلت فيها العلمانية التى ترى الدين أمرا قذرا وترفض الصلاة في الأماكن العامة أو الجهر بالأراء أو الهوية الدينية.
ويوضح الكاتب أن هذه الحقيقة تصدم الفرنسيين الذين ينظرون إلى أنفسهم بشكل فيه كبرياء خاصة في مجال الحريات المذكورة بشكل مقدس في الدستور.
ويضيف أن النظام العلماني في البلاد يفرض مبدأ "ليزيتيه" وهو تعامي الحكومة أو تجاهلها التدخل في أي امور دينية تخص المواطنين وهو ما يعني للبعض حيادا حكوميا تجاه الأديان.
لكن فريزر يشير إلى أن هذا المبدأ مجرد غطاء لاستئصال المنظور الديني للأمور أو بشكل أوضح فصل الحقوق الدينية للمواطنين عن المجتمع والرأي العام مشيرا إلى انتقادات منظمتي العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش خلال الأيام الماضية انتهاكات الشرطة الفرنسية لحقوق المسلمين.
وينهي الكاتب مقاله بالقول إن "العلمانية الفرنسية لا تعمل على إنهاء ظاهرة العداء للدين لكنها على أحسن الأحوال تعد تمويها لها وفي أسوأ الأحوال تمدها بالمبررات".