العدوان على جنين ارتكاب جرائم حرب

aac57ec2b3ab917b9541a226e90c25eb.jpeg
حجم الخط

بقلم مصطفى إبراهيم

 

مخيم جنين للاجئين هو تجسيد لانتصار الروح الفلسطينية الإنسانية الوقادة بالمقاومة والحرية، في مواجهة العدوان والقتل والجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي وحكومته الفاشية العنصرية. 

 

جنين الصمود والمقاومة وروح أطفالها، وقلوبهم المفعمة بالانسانية والشجاعة للبقاء وصناعة الحياة لمستقبل افضل.

 

‏ بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية الاجرامية بقصف جوي من الطيران الحربي، لعدد من الاماكن الذي يدعي انها اماكن للقيادة من بينها مسرح الحرية، الذي دمره بالقصف. بذريعة القضاء على المقاومة الفلسطينية في جنين كونها مدينة المقاومة.

 

 العملية العسكرية واهدافها ارتكاب جرائم حرب والقتل والتدمير، لا تخلو من اهداف سياسية للائتلاف الحكومي الفاشي، وضغط قادة المستوطنين ومصالحهم السياسية.

 

وهي  اصبحت ضرورة للحكومة ونتنياهو خاصة في ظل الاجماع اليهودي على شن عملية عسكرية في جنين. العملية في جنين ليست تغييرا استراتيجيا، ونتنياهو يحاول الحفاظ على الائتلاف الحاكم، واستمرار حكومته.

 

العدوان الاسرائيلي اليوم هو امتداد لعملية كاسر الامواج المستمرة منذ نحو عام ونصف. الجيش الإسرائيلي، بالرغم من التناقض في التصريحات واهداف العلمية، فالشاباك يقول الهدف ازالة خطر (الارهاب) في حين ان المتحدث باسم الجيش يقول الحد من (الارهاب) وانه غير معني  باحتلال مدينة جنين، والاهداف هي تنفيذ اعتقالات والقضاء على انتاج صواريخ وعبوات جانبية وهجمات اطلاق نار مستمرة.

 

تصريحات الجيش انه قام بعملية مفاجأة تكتيكية، بقصف عدة مناطق، على الرغم من أن استراتيجية العملية كانت متوقعة وهي مسألة. والادعاء ان الجيش يمتلك معلومات استخباراتية مهمة عجلت من تنفيذ العملية التي لا تقاس بمدتها لكن قدرتها  على تحقيق أهداف العملية. وهذا مرتبط بقدرة المقاومة على ايقاع الخسائر في صفوف الجنود الاسرائيليين، والجرائم التي ترتكبها قوات الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين. وتظل اعين دولة الاحتلال على اشتعال المقاومة في مدن الضفة، والخوف من رد المقاومة في غزة او اتساع الدائرة ورد المقاومة من لبنان، وما تخشاه إسرائيل في حال رد المقاومة ان تربك دولة الاحتلال، والخشية من تآكل شرعية العدوان على المستوى الدولي على الزعم من ابلاغ الادارة الامريكية بالعملية، في ظل استمرار ارهاب المستوطنين في الضفة، وزيادة رخص بناء المستوطنات.

 

إسرائيل تحاول من خلال هذه العملية اعادة الاعتبار للسلطة والضغط عليها للقيام بدورها كوكيل أمني واعادة الحيوية للاجهزة الامنية في التنسيق والتعاون الامني.

 

حتى الان ردود الفعل الفلسطينية الرسمية خاصة القيادة الفلسطينية، ما دون المستوى، وهي في سياق المناشدات والادانات التي لا ترقى لحجم الجرايم وارهاب المستوطنين والعدوان المستمر.

 

الجميع في حال الانتظار برغم الجرائم التي ترتكب الان من أجل تخويف الفلسطينيين وردعهم، 

حتى بيان  الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة تعبر عن حالة الانتظار، والذي جاء فيه انها بكل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم، وندعو المقاومين للاستعداد للرد على العدوان.

 

العدوان على جنين فرصة لاعادة الاعتبار  للمشروع الفلسطيني، وتوحيد الفلسطينيين وحقهم في المقاومة، في ظل حكومة يمنية عنصرية فاشية، وخططها لاستكمال المشروع الاستعماري الاستيطاني وحسم الصراع وضم الضفة الغربية. والتنكر للحقوق الفلسطينية، وعدم الاعتراف  باي كيانية فلسطينية،  والعمل على تسويات اقتصادية عبارة عن تسهيلات تعزز وتكرس الاحتلال العسكري والفصل العنصري.