يشكو عدد كبير من النساء من الشعور بالتوتر والقلق في كثير من الأحيان، وقد يستمر هذا الحال لفترات طويلة. فلمَ النساء أكثر عرضة للقلق والتوتر؟ وما الذي تفعله هذه الحالة في الجسم؟.. دراسة تجيب:
النساء أكثر عرضة للتوتر
الخلايا العصبية المشاركة في الحالات العاطفية السلبية لديها مستقبلات هرمون الإستروجين، الهرمون الأنثوي الأساسي. ولقد حدد العلم بالفعل أن طبيعة النساء أكثر قلقاً من الرجال.
ووفقاً لمعهد Inserm الفرنسي، فإنَّ 21% من البالغين يتأثرون بالقلق، حيث تتأثر النساء بنسبة تصل إلى ضعف الرجال. عمل الباحثون على آليات الدماغ والهرمونات لفهم سبب كون النساء أكثر عرضة للتوتر. من خلال دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Neuroscience ، حدد العلماء الخلايا العصبية والخلايا العصبية المسؤولة عن وصول المشاعر السلبية والتوتر. اتضح أن المنطقة التي ينشط فيها المسار العصبي عند ظهور هذه المواقف تقع في منتصف الدماغ، بين الهيبينولا والوطاء.
يوضح كونستانتينوس ميليتيس، أحد مؤلفي هذه الدراسة: "لقد اكتشفنا هذا الرابط بين منطقة ما تحت المهاد والعافية في دراسة سابقة، لكننا لم نعرف أنواع الخلايا العصبية التي يتكوّن منها المسار". إذا تمكنا من فهم كيفية إنشاء الإشارات السلبية في الدماغ، فيمكننا أيضاً إيجاد آليات وراء الأمراض العاطفية مثل الاكتئاب، والتي ستمهد الطريق لعلاجات دوائية جديدة".
النساء يعانين من الضغط النفسي لفترة أطول
بعد حدث مشابه، سيكون لدى المرأة استجابة ضغط أطول من الرجل وقالت ماري كارلين، أحد مؤلفي الدراسة: "لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن القلق والاكتئاب أكثر شيوعاً لدى النساء منه لدى الرجال، لكن لا توجد آلية بيولوجية لتفسير ذلك". لقد وجدنا الآن آلية يمكنها على الأقل تفسير هذه الفروق بين الجنسين في الفئران".
وفقاً للدراسة، فإنَّ الخلايا العصبية المشاركة في الإجهاد لها مستقبلات هرمون الإستروجين. هذه هي الهرمونات التي يفرزها المبيض، وهي الهرمونات الرئيسية عند النساء. هذه الخلايا العصبية المشاركة في الحالات العاطفية السلبية والتوتر تكون أكثر تقبلاً لمستويات هرمون الإستروجين، وهذا هو السبب في أن النساء أكثر حساسية تجاهه.
للوصول إلى استنتاجاتهم، واجه الباحثون ذكور وإناث الفئران بنفس أنواع الأحداث. وكانت النتيجة: طوّرت أنثى الفأر استجابة توتّر تدوم طويلاً أكثر من الذكر.
أثر القلق والتوتر على الصحة كبير جداً
القلق والتوتر لهما تأثير على صحتنا. الأشخاص المصابون بالتوتر المزمن أو القلق هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل القلب والأوعية الدموية بسبب ارتفاع معدل ضربات القلب باستمرار وارتفاع ضغط الدم والتعرّض المفرط للكورتيزول (هرمون التوتر). في الواقع، لا يفرق الجسم بين التهديد المميت الوشيك (مثل هجوم من قبل مفترس) وعوامل الإجهاد الحديثة (العمل، التفكك، النزاعات العائلية إلخ...). بشكل ملموس، سواء طاردك أسد أو ذهبت إلى مقابلة عمل، فإنَّ التأثيرات على جسمك ستكون هي نفسها.
لذلك سينتج عن الإجهاد العديد من الآثار الجانبية مثل اضطرابات ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ومشاكل الجهاز الهضمي والصداع واضطرابات النوم أو تساقط الشعر.