قال مسؤول كبير في حركة حماس لتايمز أوف إسرائيل، إن الحركة غير معنية بالحرب وملتزمة بالحفاظ على وقف إطلاق النار الهش مع إسرائيل، في محاولة منه لتهدئة التوترات حول تقارير عن بناء أنفاق في قطاع غزة. ورغم تصريحات حماس أن الأنفاق تصل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية وبأنها تعمل على إطلاق هجمات "عالية الجودة" ضد إسرائيليين من الضفة الغربية، قال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن إسمه، "موقفنا واضح: لا نريد تصعيدا للعنف ولا نريد حربا".
وأضاف المسؤول "لا نية لدينا في هذه المرحلة أو في المستقبل بالبدء بحرب، ومن وجهة نظرنا هذا الخيار ليس على الطاولة". ودعا إسرائيل إلى ضبط النفس في ردها على لغة خطاب حماس مؤخرا. وذكر المسؤول أن حماس وجهت رسالة التهدئة هذه إلى إسرائيل عبر وسطاء أتراك وقطريين. وطلب مسؤولون في الحركة أيضا من منسق أمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي مالدينوف، بإيصال رسالة الحركة إلى القيادة الإسرائيلية.
وقال المسؤول، "قلنا لجميع هذه الأطراف، بأوضح صورة ممكنة: نحن غير معنيين بالحرب. نحن معنيين بالتهدئة والهدوء". وعن سؤال حول تصريحات أدلى بها نائب رئيس المكتب السياس للحركة ورئيس الحكومة السابق في قطاع غزة، إسماعيل هنية، بأنه يتم حفر أنفاق واختبار صواريخ جديدة، قال المسؤول الرفيع بأنه تم الإدلاء بهذه التصريحات في إطار جنازة سبعة من نشطاء الذراع العسكري لحماس، ولا تعكس نوايا الحركة الفورية.
وتابع: "هنية قال أيضا أكثر من مرة بأنه غير معني بتصعيد بالعنف". وأشار المسؤول إلى أن حماس أظهرت قدرتها على منع هجمات ضد إسرائيل من أراضيها، وما يثبت ذلك هو عدد الصواريخ القليل التي تم إطلاقها من قطاع غزة. وأضاف، "صحيح أن هناك إطلاق صواريخ في بعض الأحيان، ولكنه كان محدودا، وبشكل عام لدينا سيطرة على الوضع".
وأكد أن هناك "قلق" في الحركة "من نوايا إسرائيل، وشعورنا هو بأن الأمور قد تتغير في كل لحظة في الواقع الحالي مع إسرائيل، لأن وجهة نظر إسرائيل إزاء الوضع قد تتغير في أي وقت".
وأكمل "نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا، لدينا القدرة على مواصلة القتال، في حال بدأ القتال، وسنظهر عزيمة. إذا كانت إسرائيل تخطط لاتخاذ خطوات ضد قطاع غزة، سيحمل ذلك معه ثمنا باهظا". وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تعهد بضرب غزة بصورة أعنف من تلك التي شهدتها خلال حرب 2014 على القطاع، وسط تزايد ضغط الرأي العام بسبب تقارير عن إزدياد في بناء الأنفاق من غزة.
وقال نتنياهو في مؤتمر لدبلوماسيين إسرائيليين، "في حال تعرضنا لهجوم من الأنفاق في قطاع غزة، سنعمل بقوة شديدة ضد حماس، وقوة أكبر من عملية الجرف الصامد"، في إشارة منه إلى الحرب التي استمرت 50 يوما في القطاع في عام 2014.
وكان مسؤولون عسكريون ومواطنون إسرائيليون أعربوا عن خشيتهم في الأيام الأخيرة بأن حماس تعيد بناء الممرات تحت الأرض، التي استُخدمت لمهاجمة إسرائيل، وتم تدميرها خلال الحرب في عام 2014. بعض السكان تحدثوا عن سماعهم أصوات حفر، لكن فحوصات قام بها الجيش الإسرائيلي لم تكشف عن أنفاق فعلية.
مع ذلك، لمح مسؤولون في حماس إلى أن أعمال بناء الأنفاق ماضية قدما.
يوم الأربعاء، قال القيادي في حماس، محمود الزهار، بأن الأنفاق الهجومية للحركة وصلت بالفعل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. وقال المسؤول خلال جنازة أحد المقاتلين، إن "الأنفاق تصل عميقا إلى الأراضي المحتلة في عام 1948″، وأضاف أنها “تصل إلى ما وراء غزة".
لكن في وقت لاحق خفف الزهار من حدة لهجته، وبدا بأنه ينفي التصريحات التي أدلى بها مسبقا. وقال: "أنفاق المقاومة هي أنفاق دفاعية لحماية شعبنا في مواجهة أي عدوان إسرائيلي".
الأسبوع الأخير شهد 3 إنهيارات على الأقل لأنفاق في قطاع غزة، بحسب تقارير فلسطينية، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص الذي عملوا في حفرها. يوم الجمعة، قال القيادي في حماس هنية أمام الآلاف من الحشود في غزة بأن "أبطال" حماس يعملون بلا كلل على حفر أنفاق مصممة لاستخدامها في هجمات ضد إسرائيل، في الوقت الذي دفنت فيه الحركة سبعة من رجالها الذين لقوا مصرعهم في الأسبوع الماضي بعد انهيار نفق كانوا يعملون به بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات. وقال هنية، "البعض يعتقد بأن الهدوء، عندما تهدأ أصوات المدافع، يهدف للراحة. ولكن كتائب القسام تواصل حملتها من خلال الاستعداد والتدريب"، في إشارة منه إلى الجناح العسكري للحركة. وأضاف أن المقاومة في حالة استعداد متواصل.
نقلاً عن سوا