صحيفة : "الفصائل في غزة تلقت تحذيرات من بعض العواصم العربية بأن اسرائيل تنتظر نقطة الصفر لتشن عدوان جديد"

alalam_635416280680326175_25f_4x3
حجم الخط

يعيش قطاع غزة حالة من "القلق والترقب"، بعد مشاهدته لسيناريوهات عدوان صيف 2014 تتكرر مجدداً أمام أعين سكانه، في ظل ظروف عربية ودولية عدها مراقبون أكثر "ملاءمة" بالنسبة لإسرائيل لشن عدوان جديد على القطاع، تحت حُجج وذرائع خُلقت ووفرت غطاءً لذلك العدوان.

توجيه إسرائيل لماكينتها الإعلامية منذ أشهر نحو غزة، وبث التخوفات والتحذيرات من تطور أسلحة المقاومة وأنفاق غزة، كان السيناريو الأول المشابه للعدوان الأخير على غزة.

أما السيناريو الثاني فظهر بعد الإعلان عن زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للقاهرة، خلال الأسبوع القادم، للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مثل زيارة الوزيرة الإسرائيلية تسيفي ليفني لمصر ولقاء حسني مبارك قبل أيام من العدوان على غزة، الذي استمر 51 يوماً، وراح ضحيته 2322 فلسطينياً، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين.

وبحسب مراقبين، فإن تشابه "السيناريوهات" يدل على وجود تحركات لدى الجانب الإسرائيلي لشن هجوم جديد على القطاع، وأنه "يقف خلف الأبواب"، ولكنه قبل ذلك سُيهيئ دول الجوار من بينهم "مصر والأردن"، قبل إنزال الصاروخ الأول على غزة.

- عدوان على نار هادئة

مسؤول فلسطيني رفيع المستوى كشف أن "الفصائل في قطاع غزة، من بينهم حركة حماس، تلقت تحذيرات من بعض العواصم العربية بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تتجهز لشن عدوان جديد على قطاع غزة، وهي تنتظر فقط نقطة الصفر".

وأكد المسؤول" أن "إسرائيل ومنذ أشهر تحاول تهيئة الأجواء الداخلية والعربية والدولية لهذا العدوان؛ بذريعة المخاطر التي تُحيط بدولة الاحتلال من المقاومة، والأنفاق الموجودة أسفل الأرض".

وأوضح المسؤول الفلسطيني أن حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية أبلغوا "الوسطاء العرب" بأنهم "لا يرغبون بخراب ودمار جديد يحل على سكان غزة"، مستدركاً: "لكنهم لن يقفوا صامتين أمام العدوان الإسرائيلي إن وقع".

ولفت إلى أن "سكان غزة لا يريدون الحرب والمواجهة العسكرية مع إسرائيل، وما زالت ويلات آخر عدوان تلاحقهم".

وأضاف: "مصر علقت كل مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار التي جرت بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي بعد العدوان الأخير، وحتى اللحظة ترفض تحريك هذا الملف بسبب خلافاتها مع حماس".

وكشف المسؤول ذاته، أنه وبعد "التعنت المصري لرفض اللقاءات الفلسطينية على الأراضي المصرية، وسير كل المؤشرات نحو عدوان جديد، بدأت دولة قطر بالتحرك في هذا الملف، وكثفت اتصالاتها مع الفصائل بغزة وإسرائيل، لتهدئة الأوضاع الميدانية، ومنع اندلاع العدوان على القطاع خلال العشر السنوات الأخيرة".

وأوضح أن "قطر نجحت حتى اللحظة في إطفاء فتيل أي عدوان جديد على الفلسطينيين، ومساعيها بهذا الجانب لا تزال مستمرة، في رعاية الاتصالات بصورة سرية بين الجانبين".

- جاهزية غزة

بدوره، أكد إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس، أن "إسرائيل تريد من خلال تهيئة الأجواء لشن عدوان جديد، الهروب من أزماتها الداخلية التي تعاني منها، وتلاحق حكومة نتنياهو منذ أشهر طويلة".

وقال رضوان،  إن "الاحتلال يقف عاجزاً أمام السيطرة على انتفاضة القدس التي ستدخل شهرها الخامس قريباً، وكل الوسائل التي استخدمها لقتل الانتفاضة باءت بالفشل، فبدأ في البحث عن وسائل أكثر دموية أخرى بحق الفلسطينيين".

وأضاف: "من ضمن الوسائل المتاحة أمام نتنياهو إشعال مواجهة عسكرية واسعة مع قطاع غزة، للفت النظر عن الإنجازات الكبيرة التي حققتها انتفاضة القدس، وأظهرت فشل حكومة الاحتلال، وأدخلتها دوامة الانتقاد الداخلية وسحب الثقة".

وشدد رضوان على أن "المقاومة في قطاع غزة جاهزة تماماً للتصدي ومواجهة أي عدوان إسرائيلي قادم، وستكون الحرب المقبلة عنواناً جديداً للنصر وإفشال كل المخططات الإسرائيلية والخارجية، لتركيع غزة التي تعاني من الحصار وويلات حرب لم تنتهِ بعد".

من جانبه، قال محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: إن "قرار المقاومة اليوم في غزة هو عدم الانجرار إلى حرب، ولكن مع الاستعداد لها في الوقت نفسه، لأن الحرب قد تؤدي إلى إنهاء الانتفاضة في الضفة الغربية المحتلة، ولا نأمل باستغلال إسرائيل أوضاعاً إقليمية لفرض معادلات جديدة في المنطقة".

وكان العميد تال كلامن، رئيس هيئة سلاح الجو الإسرائيلي أكد أن "الطائرات الحربية الإسرائيلية مستعدة لحرب شاملة على قطاع غزة خلال 12 ساعة فقط".

وجاءت تصريحات كلامن بعد التهديدات التي أطلقها نتنياهو ضد حماس، "برد قاسٍ" حال استخدمت أنفاقها الهجومية في ضرب أهداف إسرائيلية، فيما طالب زعيم المعارضة "إسحق هرتسوغ" بإعطاء الأوامر للجيش بشن حرب سريعة على غزة وأنفاقها.

- زيارة مشؤومة

وحول زيارة نتنياهو للقاهرة ولقاء الرئيس السيسي، وصف محمد الناصري المختص بالشأن الإسرائيلي، تلك الزيارة بأنها "مشؤومة" ولن تأتي بخير لمصلحة الشعب الفلسطيني وخاصة سكان القطاع.

وأضاف الناصري، أن "نتنياهو بدأ فعلياً بتنفيذ خطته العربية والدولية، لتهيئة الأجواء لمصلحته في حال شن حرب جديدة على قطاع غزة، وتلك الخطة ستبدأ من مصر ثم الأردن، وبعد ذلك يتوجه للدول الأوروبية".

وأوضح أن "نتنياهو يعلم تماماً أن الطريقة الوحيدة لإيقاف تقدم المقاومة في القطاع، وصد تطور أنفاقها هو بشن حرب تكون أكثر شراسة من الحرب الأخيرة، من خلال سرعة الرد على تطور أنفاق المقاومة، خاصة في ظل الضغوطات الداخلية التي تعاني منها حكومته".