حتى لا يتحول الإنتصار والصمود إلى هزيمة ..!

تنزيل (1).jfif
حجم الخط

بقلم د. عبد الرحيم جاموس

 

 

 الشعوب والدول كما البيوت، لا يمكن أن تهزم من مواجهة الخارج، إلا من الداخل، أي من جبهتها الداخلية، حين تنهار يسهل تفكيكها والقضاء على كل مكوناتها وكل عناصر القوة لديها ...
لقد سجل الشعب الفلسطيني في جنين ومخيمها على مدى يومين كاملين ملحمة أسطورية تاريخية في الصمود والتصدي لجيش الإحتلال الغازي، نعم على مدى يومين كاملين من الكر والفر ومن المواجهات القتالية العنيفة رغم التفوق العسكري الهائل لقوات الإحتلال عددا وعدة ..
فقد انتصر الدم الفلسطيني على السيف الصهيوني، وسطر المقاومين والمدافعين عن مخيمهم وعن كرامتهم ملحمة تاريخية تضاف إلى سجل النضال الوطني الفلسطيني العام للشعب الفلسطيني، والى سجل النضال الوطني الخاص لجنين ومخيمها العظيم والشامخ، وقد تجلت فيها أجمل صور الإجماع الوطني والوحدة الوطنية على أرض المعركة ..
وقد خاب فأل الإحتلال في النيل من هذا الصمود ومن تحقيق أهدافه ومراده في كسر شوكة الفدائيين المقاتلين رغم استخدامه لكل قوته العسكرية المدرعة البرية والجوية ..الخ من أسلحة الفتك والدمار التي يتوفر عليها.
المطلوب بعد هذا الإنتصار تحصين الجبهة الداخلية الفلسطينية والعمل على تقويتها للحفاظ على هذه الصورة الجميلة والنتيجة المشرفة .. والحيلولة دون ضعاف النفوس ودون المترصدين من عملاء العدو من النيل من هذه الوحدة الوطنية التي تجلت في ميدان المعركة، ومن هذا الإنتصار المبهر وهذا الصمود المشرف لمخيم جنين ولجنين البطولة والثورة والفداء، خاصة وأن الثلاثي الحاكم في الكيان الصهيوني من نتنياهو وبن غافير وسوموتريش لم يحققوا أهدافهم العسكرية في هذه الجولة ولا أهدافهم السياسية الداخلية والخارجية، بل زادتهم عزلة على عزلة إقليميا ودوليا وكانت محل إدانة من المجتمع الدولي بغالبية دوله واعضائه ومنظماته وأحراره ...
لذا سيلجؤون إلى سلاح الفتنة والتشكيك وأدواتهم من العملاء والمنحرفين وأصحاب الأجندات الخاصة ليحققوا بواسطتهم ما عجزوا عن تحقيقه عسكريا في المواجهة وفي الميدان ...
من هنا يتحتم على كل مكونات الشعب الفلسطيني وقواه المقاتلة على اختلاف تشكيلاتها أن تبقى حذرة وأن لا تتيح الفرص لضعاف النفوس وناشري وباعثي الفتن من اختراق الصفوف واختراق المجتمع والجماهير، وأن يبقى الجميع يدا واحدة .. وأن تبقى العيون مفتوحة والبنادق موجهة ومصوبة نحو وجهتها الصحيحة، نحو العدو ومستوطنيه، وتفويت الفرصة عليه وعلى عملائه من تحقيق غاياتهم ....، حتى لا يتحول هذا الصمود وهذا الإنتصار إلى هزيمة يحلم ويخطط لها العدو بإستمرار.
الوحدة الوطنية ستبقى دائما هي صمام الأمان لتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني وانتصاره على العدوان، وهي الأساس لقوة المقاومة وانتصارها معنويا وماديا وسياسيا واساس احتضان الجماهير لها ..