بعد انتشار فيروس زيكا في نحو 17 دولة، نبهت منظمة الصحة العالمية، إلى استفحال عدوى الفيروس بصورة شديدة، ما يهدد بظهور المرض في الدول العربية القريبة من البحر الأحمر، حيث تتواجد البعوضة الناقلة للمرض.
ويعد لبنان البلد العربي الأول الذي يواجه خطر ظهور هذا الفيروس، بسبب وجود جاليات لبنانية كبيرة في القارة الإفريقية، وأيضا في البرازيل، البلد الذي عاد لينتشر منه الفيروس بعد سبات دام حوالى 10 سنوات.
ويعاني لبنان أيضا من تردي الأوضاع البيئية مؤخرا، مع تفاقم أزمة النفايات التي أسفرت عن تراكم الكثير من المخلفات في الأحياء السكنية والشوارع، دون الوصول إلى حل جذري يعالج المشكلة.
وقال الباحث والاختصاصي بالأمراض المدارية، دكتور وليد السالم، إن "البعوضة الناقلة للمرض موجودة ومتوطنة في ساحل البحر الأحمر، من جهة مصر والسعودية واليمن بالإضافة إلى القرن الإفريقي، واحتمالية انتقاله واردة".
وأوضح السالم في مقابلة مع سكاي نيوز عربية أنه "سبق للبعوضة أن نقلت أمراضا أخرى كحمى الضنك، ومرض الدينكي وغيرها من الأمراض التي وصلت إلى المنطقة العربية".
ومن أهم العوامل التي تساعد في انتشار مرض زيكا بحسب السالم، هو الفقر والعوامل البيئية، والأماكن التي لا تتوفر فيها أعمال مكافحة قوية، ويرتبط المرض بالأحياء الفقيرة أكثر.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة العامة في لبنان، في بيان لها، عدم وجود أي إصابة بهذا المرض، مضيفة أنه "نظرا لوجود أنواع من البعوض يمكن أن تلعب دورا في نقل هذا الفيروس، وحرصا على نشر الوعي... يطلب من المواطنين اتخاذ التدابير المناسبة لتفادي انتشار ولدغ البعوض ومنها استعمال المستحضرات المنفرة".
وطالبت وزارة الصحة البلديات بالعمل على تجفيف الأماكن التي تركد فيها المياه قرب المنازل مهما كانت صغيرة، وإزالة المستوعبات كالأواني والأكياس المفتوحة وعلب المأكولات الفارغة والإطارات القديمة. ورش المبيدات بعد اتخاذ هذه التدابير". فيما طلبت من النساء الحوامل تفادي السفر إلى البلدان الموبؤة.
ولفتت وزارة الصحة أنها ستتابع ترصد انتشار هذا الوباء، وتصدر البيانات تباعا لإعلام المواطنين عن التطورات وإعطائهم الإرشادات المناسبة.
قلق في مصر
كما سادت حالة من القلق في مصر، بعد تصريح مصدر مسؤول في وزارة الصحة أكد فيه أن بعوض "الزاعجة المصرية" التي تنقل فيروس "زيكا" موجودة فى بعض محافظات مصر.
وأكد الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي في وزارة الصحة والسكان، أن بعوض الزاعجة المصرية موجود بشكل محدود في بعض المحافظات، وتتم مكافحته بشكل مستمر، مشيرا إلى أن فيروس "زيكا" غير موجود بمصر ولم تسجل منطقة إقليم شرق المتوسط ايه إصابة حتى الآن.
طرق الوقاية
وفقا لأبحاث منظمة الصحة العالمية، فيمكن انتقال الفيروس عن طريق الدم والاتصال الجنسي وليس البعوض فقط، والوقاية من الفيروس أمر مهم للغاية، ويكون بوسيلتين الأولى على مستوى الدولة ومؤسساتها، عن طريق:
- تنظيم حملات توعية موسعة بين المواطنين لتفادي الأخطار التي تنتج عن البعوضة ونقلها لفيروس "زيكا".
- القضاء على اليرقات التي ينتج عنها البعوضة للحد من تكاثرها.
- التخلص من القمامة والمياه الراكدة للتخلص من البعوض بكل أنواعه.
- رصد في جميع المستشفيات للتعرف على الحالات التي أصيبت بالمرض لدراستها وتكثيف القضاء على البعوض في منطقة الإصابات.
والوسيلة الثانية للوقاية تكون بحماية الفرد نفسه من البعوض. وتكون الوقاية الذاتية، عن طريق:
- ارتداء ملابس تغطي كل أجزاء الجسم خاصة في النهار، لأن هذه البعوضة تظهر وتنتشر نهارا أكثر من الليل.
- غلق الشبابيك بطريقة محكمة لعدم دخول أي حشرة.
- القضاء على البعوض بكل أشكاله بالطرق المعتادة مثل المبيدات الحشرية.
- ابتعاد النساء الحوامل والأطفال عن مناطق البرك الراكدة وتراكم القمامة.