ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الإدارة الأمريكية قد تؤيد قرارا في مجلس الأمن الدولي يدعم حل الدولتين ردا على موقف رئيس الحكومة بنيامين نتيناهو من المفاوضات النووية مع إيران وتنكرّه لحل الدولتين، من بين تلك الخطوات: منح ضوء أخضر لقرار في مجلس الأمن يعترف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967، والمطالبة بعزل السفير رون درامر.
وألمح موظفون في الإدارة الأمريكية إلى أن إمكانية المصالحة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما غير واردة، ووفق تقارير نشرت اليوم في الصحف الأمريكية- 'نيويورك تايمز' و'بوليتيكو'، و'تايمز' فإن العلاقات بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو ستواصل كونها سيئة لا سيما في غضون الشهور الـ 21 المتبقية لأوباما.
وذكرت صحيفة 'تايمز' الأمريكية أن أوباما قد يتوصل لاستنتاج بأنه من غير الممكن إصلاح العلاقات المتدهورة مع نتنياهوـ وتوقعت أن تدار العلاقات من قبل وزير الخارجية جون كيري الذي وصفته بأنه «أحد أصدقاء إسرائيل الذين تبقوا في الإدارة»، وعلى يد موظفين في وزارة الدفاع، وذلك من أجل ما اسمته «إدارة التحالف العسكري الراسخ بين الدولتين».
ونقلت الصحيفة عن موظف في البيت الابيض أن «الرئيس أوباما رجل مرن وإذا ما رأى فائدة من الحوار مع نتنياهو سيقوم بذلك لكنه لا يفضل أن يبدد وقته سدى». أضاف أن «أوباما لم يتصل بنتنياهو ليبارك بفوزه كما جرت العادة وألقى بهذه المهمة على كيري»، غير أن هناك موظفين «يرون أنه في نهاية المطاف سيقوم أوباما بتلك الخطوة».
وأضافوا إنه في أعقاب تنصل نتنياهو من حل الدولتين، فإن الإدارة قد توافق على إقرار قرار في مجلس الأمن يمنح تفويضا دوليا لمبدأ حل الدولتين بما في ذلك الانسحاب لحدود 1967 مع تبادل أراض بالاتفاق بين الجانبين. ويعني ذلك الانسحاب من كل الضفة الغربية باستثناء التكتلات الاستيطانية الكبرى التي ستبقى بيد إسرائيل مقابل أراض إسرائيلة للدولة الفلسطينية.
وقالوا إن «مبدأ حل الدولتين في صلب السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حتى الآن امتنعت الإدارة الأمريكية عن تأييد خطوة من هذا النوع في مجلس الأمن لأنها كانت تبدو معادية لإسرائيل». وأضافوا أن قرارا من هذا النوع سيراه نتنياهو «تطورا مقيتا وبغيضا وسيتضر بل شك بالعلاقات مع إسرائيل.
موظف سابق في البيت الابيض قال للصحيفة إن «نتنياهو كشف عن وجهه الحقيقي». وقال موظف حالي إن نتنياهو اعترف بأن في فترة حكمه في أواسط التسعينات أقر إقامة مستوطنة 'هار حوما' لمنع التواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينيية، أي أن القرار كان يهدف إلى منع التواصل بين بيت لحم والقدس.
وأضاف أن التصريح علنا بأن إقامة المستوطنة يأتي في إطار الجهود لتقويض حل الدولتين هو تطور درامي. ومضى قائلا: « إن إعادة تقييم السياسة الخارجية الذي تعتزم الإدارة الأمريكية القيام به لا يعتمد فقط على تصريحات نتنياهو في الحملة الانتخابية بل أيضا لمجمل تصريحاته بشأن الاستيطان طوال السنوات الماضية. فهذه التصريحات تشكك في جديته بشأن التوصل إلى حل مع الفلسطينيين.
وقالت 'نيويورك تايمز' إن الإدارة الأمريكية توجه نيران سهامها أيضا على السفير الإسرئيلي رون درامر، ونقلت عن موظفين في الإدارة الأمريكية أن إعادة درامر لتل أبيب خطوة قد تؤدي إلى تحسين الأجواء بين إسرائيل والولايات المتحدة لكنها لن تضع حدا للخلافات العميقة بين الجانبين.
وعن خطاب نتيناهو في الكونغرس، قال أحد مستشاري أوباما لصحيفة 'تايمز' إن معارضة نتنياهو للاتفاق مع إيران وتحالفه من الجمهوريين معارضي أوباما في الكونغرس أدت إلى تصلب موقف الرئيس بشأن التوقيع على الاتفاق مع الإيرانيين.
وكان البيت الأبيض أعلن يوم أمس على لسان الناطق غوش أرنست أن الولايات المتحدة بدأت في إعادة تقييم سياستها إزاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أعقاب قرار نتنياهو التنصل من حل الدولتين. فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن أبواب المسؤولين في الحكومة الأمريكية باتت موصدة في وجه السفير درامر وأن الأبواب المفتوحة أمامه هي فقط ابواب النواب الجمهوريين في الكونغرس.