كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين يوم الثلاثاء، ظروف وتفاصيل اعتقال مؤلمة للأسير محمد عودة (31 عامًا من مدينة طولكرم، والذي تم اعتقاله بتاريخ 30/5/2023 بعد أن قامت قوة من "المستعربين" الذين يلبسون اللباس المدني باختطافه أثناء تواجده في أحدى المحلات التجارية.
وكانت القوة قد حاولت اغتيال عودة، بتوجيه السلاح عليه بشكل مباشر أثناء تواجده في الجيب العسكري، وقاموا بسرقة مبلغ من المال كان بحوزته ، ومن ثم اقتادوه للتحقيق معه ميدانياً، حيث قاموا بتكبيل يديه لمدة يوم، ما أدى الى تورمها، وعقب ذلك ضرب مبرح وسب وشتم.
وأوضحت الهيئة نقلاً عن محامية الهيئة حنان الخطيب في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء، أن الأسير عوده قد تم نقله فيما بعد الى مركز تحقيق "حواره" ليقبع فيه 14 يوماً بظروف اعتقالية صعبة ولا تصلح للعيش الآدمي وتفتقر الى أدنى مقومات الحياة الإنسانية، وبعدها نقل الى سجن مجدو.
كما يخضع الأسير حالياً للاعتقال الإداري لمدة ست شهور قابلة للتجديد، بعد ما وجهت له اتهامات تحت ما يسمى "ملف سري" وخطير على أمن الدولة، لا يمكن للمحامي الاطلاع عليه.
وفي ذات السياق، رصدت الهيئة ما تعرض له الأسير عمر عابد (32 عاماً) من مدينة جنين أثناء مداهمة منزله لليلاً من قبل عدد كبير من القوات الخاصة بتاريخ 21/2/2023.
ويقول الأسير "إن تلك القوات أكدت له أنها حضرت من أجل قتله، الأمر الذي أدى الى محاولة هرب الأسير والقفز من الطابق العلوي لكنه سقط على قدمه اليسرى على أداة حادة".
ويضيف بأن القوات أطقت النار على قدمه اليمنى وتمكنت من اعتقاله، بعد أن قاموا بسحبه عن الأرض مسافة 50 متر وهو ينزف الدماء، ومن ثم انهالت عليه بالضرب المبرح وقاموا بالتحقيق معه ميدانياً، ونقل فيما بعد الى مركز تحقيق " الجلمة".
وأشارت الهيئة إلى أنه جرى نقل الأسير عابد الى مستشفى العفولة ووضعوا له الجبص وشاشة لإيقاف النزيف ومن ثم نقلوه الى مشفى الرملة حيث مكث فيها للعلاج لمدة ثلاثة شهور، تلقى خلالها قرار اعتقاله إدارياً لمدة ست شهور.
وفي شهر رمضان تم إجراء عملية جراحية للأسير وضع خلالها البلاتين في قدمه ومكث لمدة ثلاثة أيام في المشفى، ومن ثم تم نقله الى سجن مجدو.
ويعاني الأسير حالياً من التهاب بقدمه أدى الى ازرقاقها وتورمها وانتفاخها بشكل كبير، وذلك بسبب سياسة الإهمال الطبي المتبعة من قبل إدارة السجون بحق الأسرى المرضى والمصابين.
يشار إلى أن هذا الاعتقال هو الاعتقال الثالث بحق الأسير عابد، بعد أن تم اعتقاله عام 2016 لمدة 3 شهور، وعام 2022 لمدة 9 شهور.
وطالبت الهيئة المؤسسات الحقوقية والإنسانية كافة بالتدخل الفوري وممارسة نفوذها وعلاقاتها، للضغط على الاحتلال الاسرائيلي، لوقف سياسة الاعتقال الإداري، التي أصبحت سيفًا مسلطًا على رقاب كافة أبناء الشعب الفلسطيني، وفق البيان.