لأول مرة منذ ألف سنة تقريبا بعد الانشقاقات الكبيرة التي شهدتها الديانة المسيحية، يستعد العالم للقاء قريب سيعقد بين رأس الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرانسيس، ونظيره رأس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، البطريريك كيريل، في كوبا الجمعة المقبلة.
اللقاء سيكون الأول من نوعه في التاريخ بين رأسي الكنيستين منذ ما يعرف بـ"الانشقاق الكبير" بين الكنائس في العام 1054 ميلادية، وقد سبق للفاتيكان أن أصلح علاقاته مع الكثير من الكنائس المشرقية خلال السنوات الماضية، ولكن الإشكاليات الرئيسية ظلت عالقة مع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بسبب الاتهامات التي كانت توجهها لنظيرتها الكاثوليكية بمحاولة تحويل الروس عن عقيدتهم الدينية في السنوات التي تبعت سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1989.
وسبق للبابا فرانسيس أن وجه دعوات مصالحة واضحة للبطريريك كيريل قائلا له عام 2014: "سأذهب أينما تريد.. اتصل بي وسأذهب."
ويبدو أن الاتفاق على اللقاء في جزيرة كوبا يأتي من باب اعتبارها أرضا محايدة بالنسبة للطرفين. كما أن البطريريك كيريل سيزورها بشكل رسمي خلال الأيام المقبلة في حين أن البابا فرانسيس سيمر بها في طريقة إلى المكسيك التي من المقرر أن يمضي فيها ستة أيام.
وبحسب البيان المشترك الصادر عن الجانبين، فإن اللقاء سيعقد في مطار "خوسيه مارتي" الكوبي الذي سيشهد "نقاشا شخصيا" بين الزعيمين الروحيين، إلى جانب توقيع "إعلان مشترك".
دعوات الوحدة بين الكنائس مستمرة منذ قرن تقريبا، ولكن المحاولات السابقة للتقارب لم تثمر، غير أن البعض يرى أن الأوضاع السياسية والأمنية في الشرق الأوسط زادت مؤخرا من ضرورات تحسين العلاقة بين الجانبين، وقد سبق لمسئول في الكنيسة الأرثوذكسية أن قال للصحفيين إن الخلافات يجب أن تُوضع جانبا من أجل "إنقاذ المسيحيين في المناطق التي يتعرضون فيها للانتهاكات الفظيعة" على حد تعبيره.