هارتس : «انتصار» معسكر الكهانيين

حجم الخط

بقلم: رفيت هيخت



التقدير السائد في عالم السياسة، الائتلاف والمعارضة، هو أن بنيامين نتنياهو موجود عميقا في المرحلة اللفينية (نسبة للفين)، لذلك هو يصمم على تمرير قانون إلغاء ذريعة المعقولية وليكن ما يكون، رغم تفكك جيش الاحتياط الذي يثير القلق الكبير في هيئة الأركان؛ وتحذيرات الاقتصاديين والخوف العميق في القطاع التجاري؛ والاحتجاج؛ والشرخ الداخلي النازف والفوضى التي أصبحت سائدة في المكان.
"إلى ما قبل أسبوع، كنت ما أزال متفائلا واعتقدت أن محور آريه درعي – رون ديرمر الذي عمل بصورة صعبة جدا من اجل محاولة منع التصادم، سينجح في التأثير على نتنياهو ودفعه نحو التسوية"، قال وزير في الحكومة. "الآن، تولد لدي الانطباع بأن هذا اصبح شيئا مستحيلا. معسكر لفين والمتطرفين أقوى في الحكومة. هذا رغم أن جزءا لا بأس به من الحكومة لا يحب هذا القانون، أيضا بسبب الصيغة المتطرفة، لكن بالأساس بسبب الثمن الباهظ الذي ستدفعه دولة إسرائيل في أعقاب سنه – ببساطة هذا القانون لا يستحق ذلك".
رغم المشاعر الكئيبة وتجاعيد القلق العميقة يصعب، وحتى غير ممكن، التوقع من المعارضين المقموعين والمنتشرين على طول الائتلاف – هم اكثر مما يظهر من الخارج – أن ينبطحوا على قنبلة البرلمان، والتصويت ضد الائتلاف ووقف القطار المنطلق بسرعة نحو الحائط. "ليته كان لدينا ائتلاف آخر مع بني غانتس"، قال الوزير نفسه. "وأشخاص مثل سموتريتش وبن غفير كانوا خارج هذا الائتلاف أو على أبعد تقدير كانوا وزراء للسياحة. ولكن، الآن، هذا يبدو أمرا غير ممكن".
لا يوجد أدنى شك: في الأسابيع الأخيرة معسكر لفين والكهانيين انتصبت قامته ونفض ملابسه وهو يمسك بشكل جيد بأعنة رئيس الحكومة. يتجول هذا المعسكر وكأنه صاحب البيت في اليمين ويستعرض مناعة متغطرسة أمام الاحتجاج وتداعياته، إضافة إلى القليل من الاستهزاء المسموم. علاوة على ذلك – أعضاء هذا المعسكر يرسلون إشارات لنتنياهو كي لا يوافق بأي شكل من الأشكال على الاكتفاء بشيء ضئيل على شكل ذريعة المعقولية، من اجل الإشارة إلى أن "شيئا ما من الإصلاح قد تم تمريره".
ليس عبثا أن بتسلئيل سموتريتش قد حرص على الإشارة في جلسة قائمته بأن المرحلة القادمة في خطة الحكومة ستكون تغيير تشكيلة لجنة تعيين القضاة، وهي القضية الأكثر تفجرا وإشكالية من بين قوانين الانقلاب النظامي. لم تكن هذه الأقوال موجهة من اجل إحداث الطنين في أذن المتظاهرين أو أن تروق لأذن ناخبيه، بل هي كانت موجهة لأذن نتنياهو.
"نتنياهو لا يحب ياريف لفين"، قال مصدر مطلع في محيط رئيس الحكومة. "نتنياهو يعمل حسب مصالحه. في هذه الأثناء من مصلحته أن يتماشى مع لفين". نتنياهو وبحق هو هناك مثلما يعرف أن يكون. الرواية التي تبناها والرسالة التي يسمعها بصوته وبواسطة الإحاطات تبرر الدفع قدما بالقانون رغم المعارضة الشديدة "للحفاظ على الديمقراطية من انقلاب عسكري". يجدر الانتباه لهذا المضمون، هو ليس صدفيا. البروفيسور يوفال البشان كتب في شهر نيسان في "واي نت" بأن ياريف لفين اسمعه تنبؤا عن رد النخبة، رجال القانون والتظاهرات والاقتصاد، وفقط لم يسمعه رد جنود الاحتياط. هذا كان مفاجأة، التي طغت على الحكومة في الغارة التشريعية السابقة، وبالتالي احتاجت إلى علاج من بيت نتنياهو الابداعي.
نتنياهو، مثلما في عدد لا يحصى من المرات في السابق، اعتبر من يهددون بشكل فعال جدا مصالحه أعداء، في هذه الحالة سلامة الائتلاف، واعتبرهم أيضا أعداء للأمة في نظر قاعدته. هكذا، حسب النص البيبي فإن الأبطال الذين اعتبروا الحفاظ على أمن إسرائيل نوعا من الدين، اصبحوا أعداء محتقرين وأشخاصا يتم الدوس على كرامتهم وتشويه سمعتهم على الملأ. "قوة فاغنر"، إذا صح التعبير.
لكن في هذه المرة هذا التحريض يمكن أن يكون له ثمن باهظ جدا بشكل خاص وهو أمن الدولة.
عن "هآرتس"