هارتس : نعم لاحتجاج رجال الاحتياط

حجم الخط

بقلم: عوزي برعام


 

حكومة الظل، "الدولة العميقة"، تدير هنا نضالا ضد حكومة منتخبة، وهذا النضال هو لموظفين عامين وموظفين في جهاز القضاء وسلك الأكاديميا وأيضا الجيش، وهو يسعى إلى إسقاط حكومة منتخبة توجد لها أغلبية ثابتة تتكون من 64 عضو كنيست. ولكن أمام "الدولة العميقة" لا يوجد جبناء، بل قادة مصممون، بدءا بياريف لفين وبتسلئيل سموتريتش وحتى سمحا روتمان ودافيد امسالم، وهم لن يخضعوا للابتزاز.
هذا هو الموضوع. حسب الادعاءات التافهة التي نشرت في قناة "فقط بيبي"، القناة 14، فإن هذه هي توراتهم بجملة واحدة. هذه هي النغمة التي تتبعها دعاية اليمين في وصف مسار الحملة: "عندما يتم تشكيل حكومة ولا يتفق معها شخص فهل يمكنه الادعاء بأنه لن يمتثل للخدمة بسبب سوابق من الماضي؟"، تساءل الوزير عميحاي شكلي. وقال، إن "استسلام الكنيست للتهديدات بعدم الامتثال هو مثل سيطرة زمرة عسكرية على إسرائيل".
مع المتحدثين بلسان اليمين لا جدوى للنقاش. فهم ينفون تماما كل الافتراضات بشأن حركة الاحتجاج. وإذا كان الأمر هكذا فيجب فحص أسلوب معسكر الاحتجاج – هل هو صحيح؟ ألا توجد طريقة أخرى؟.
رجال الاحتياط الذين يرفضون الخدمة ليسوا سياسيين، هم لم يكونوا ليستخدموا سلاح الرفض بسبب قرار سياسي، حتى لو كان قرار "أردوغاني" (نسبة لأردوغان)، مثل نزع الشرعية عن مكتب المحامين.
رجال الاحتياط والمتظاهرون في الشوارع وفي البيوت وفي القلوب يعرفون أن الأمر لم يعد يتعلق بـ"قرار سياسي"، هم يستخدمون سلاح يوم القيامة، الذي لا يرغب أي شخص من المشاركين في الاحتجاج في استخدامه لأنهم يشعرون بأن حكومة إسرائيل حولت بإلهام من منتدى "كوهيلت" إسرائيل إلى دولة ديمقراطية ديكتاتورية على صيغة هنغاريا (روتمان أوضح في مقابلة مع "هآرتس" بأنه لا توجد له مشكلة مع النظام في هنغاريا). يريد هذا النظام القضاء على الديمقراطية الليبرالية، وبذلك هو يخرق العقد غير المكتوب بين مواطني إسرائيل والدولة، والذي بحسبه هم يخدمون دولة يهودية وديمقراطية، التي بوصلة قيمها تتجسد في وثيقة الاستقلال.
ينظر عدد كبير من الجمهور إلى هذا الوضع بألم شديد. يعتقد البعض منهم أن نتنياهو يريد الإثبات لناخبيه بأنه يلتزم بـ"قيم" اليمين. لذلك فقد اختار الموضوع الذي يظهر تقريبا "هامشيا" – "ذريعة المعقولية". حيث إن كثيرين وجيدين يقولون، إن جهاز القضاء قد بالغ في استخدامها. وحول ذلك يتركز النضال الحقيقي، على تفسير الجمهور لذريعة المعقولية.
من الواضح أن دافيد امسالم يسعى إلى توزيع مناصب على كل من يروق له؛ وشلومو قرعي يريد إخضاع وسائل الإعلام لقرارات كانت مرفوضة حسب كل اختبار للمعقولية؛ واكثر من أي شيء آخر، من الواضح أن بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير لا يريدان إنفاذ الفاشية اليهودية التي يقومان بتطبيقها في المناطق، وسعيهما إلى دولة واحدة تسري فيها قوانين "تفوق يهودي". وهما لا يرغبان في أن التبريرات المنطقية، التي تعتمد على قيم الديمقراطية، تلغي هذه الخطوات. محظور أن نكون أغبياء. ومحظور أن نخضع لانهمار الوطنية المزيفة. وهذه الأقوال تقال أيضا ليائير لابيد وبني غانتس وأصدقائهما. لا تشاركوا في ألعاب الوحدة المصطنعة أمام "كاميكاز" لا يستبعدون أي شيء.
الـ 64 عضو كنيست لن يغيروا وجه إسرائيل. إذا كان من اجل ضمان انتصار قيم الديمقراطية على الرغبة الساحقة في السلطة يجب اتخاذ تدابير قاسية، فنحن سنفعل ذلك بقلب مطمئن وضمير مرتاح.
عن "هآرتس"