اسرائيل اليوم : التأشيرة.. تعهد ضد النووي.. سلاح للسعودية: هل يحول هرتسوغ الأزمة إلى فرصة؟

حجم الخط

بقلم د. مايكل اورن

يقال إن الدبلوماسية هي فن الممكن. وعليه، ثمة إمكانيات سياسية حيال معضلتنا الوطنية في العلاقات المتوترة بين حكومة إسرائيل والإدارة الأمريكية. وثمة سوابق تشهد على ذلك، بل حتى من الآونة الأخيرة.
في 2010، مثلاً، طلب الرئيس أوباما تجميداً فورياً للبناء الإسرائيلي في “المناطق” [الضفة الغربية] لعشرة أشهر. رغم تحفظات حكومة إسرائيل في حينه والصعوبة في الاستجابة لطلب أوباما، وافق رئيس الوزراء على التجميد بشرط ألا تطلب الإدارة مع نهاية الأشهر العشرة تمديداً. في اليوم الذي انتهت فيه هذه الفترة، خرجت الولايات المتحدة بطلب مواصلة التجميد لثلاثة أشهر أخرى على الأقل، الأمر الذي وضع حكومة إسرائيل في وضع صعب جداً.
بعد مفاوضات مكثفة، توصل ممثلو الحكومة ومبعوثو البيت الأبيض إلى حل وسط: توافق إسرائيل على اقتراح الولايات المتحدة مقابل بيع طائرات إف 35 الأولى التي تورد للجيش الإسرائيلي بثمن مخفض.
بفضل هذه المفاوضات، أثبتنا بأن كل شيء يكاد يكون ممكناً في الطريق الدبلوماسي. لقد ثبت هذا المبدأ مرة أخرى في العام 2020 عند التوقيع على اتفاقات إبراهيم؛ فقد تعهدت حكومة إسرائيل ظاهراً، بالتنسيق مع إدارة ترامب بضم المنطقة “ج” في “المناطق”. هذه الخطوة كانت ستلقي بالشك على إقامة العلاقات مع دول الخليج والتي كانت في حينه على جدول الأعمال. دخل الدبلوماسيون إلى الصورة واقترحوا صفقة: مقابل التنازل عن خطة الضم، تحصل إسرائيل على علاقات دبلوماسية أولى مع الإمارات، وبعد ذلك مع البحرين ولاحقاً مع السودان والمغرب. أتاحت هذه الصفقة لرئيس الوزراء أن يشرح لمؤيدي الضم: “صحيح أننا قدمنا تنازلات أليمة، لكننا في المقابل حصلنا على شيء غيّر اللعبة من ناحية مالية واستراتيجية”.
السؤال الآن هو التالي: هل من مقابل يمكن لرئيس الوزراء أن يحصل عليه كي يتراجع ولو قليلاً عن تحقيق الإصلاح القضائي؟
ثمة سيناريو واحد يمكن للرئيس هرتسوغ أن يطرح عدة إمكانيات أثناء محادثاته الثنائية مع بايدن، إحدى هذه الإمكانات إزالة الحاجة إلى التأشيرة، التي تشدد موقف الإدارة الأمريكية بشأنها في الأيام الأخيرة. ثمة اقتراح ثانٍ، وهو تعهد أمريكي بتحسين قدراتنا الاستراتيجية أمام التهديد النووي الإيراني. والإمكانية الثالثة: استعداد البيت الأبيض للاستجابة لطلب السعوديين لقاء رزم سلاح أمريكي، وبذلك يشق الطريق إلى إقامة علاقات بين “القدس” والرياض.
الدبلوماسية بالفعل هي فن الممكن، لكن من المهم الإشارة إلى أنها ليست الحل السحري لكل طريق سياسي مسدود. ربما يكون مقابلاً مناسباً من الأمريكيين، لكن قد لا يكون كافياً بالنسبة لأعضاء الائتلاف من جهة ولا حتى للمعارضين له من جهة أخرى. ومع ذلك، أمام الرئيس هرتسوغ فرصة ذات أهمية أمنية، وأهمية أخلاقية عليا أيضاً في محاولته.

إسرائيل اليوم