يدخل سوق الأسهم النصف الثاني من عام 2023 بزخم إيجابي وهو ما يبشر تاريخياً بالخير بالنسبة للعائدات لبقية العام، قد يكون مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في طريقه لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 2019.
تعاذ تلك المكاسب القوية إلى تراجعت العديد من القضايا الرئيسية التي أثرت على شهية المستثمرين للأسهم والأصول الخطرة الأخرى في عام 2022 خلال الأشهر الأخيرة، حيث اتجه التضخم إلى الانخفاض بشكل مطرد وكان النمو الاقتصادي أقوى مما كان يُعتقد، كما استقرت البنوك الأمريكية إلى حد ما في أعقاب أزمة مصرفية إقليمية، وحقق الاحتياطي الفيدرالي تقدمًا كافيًا في استقرار الأسعار لإيقاف مؤقت لرفع أسعار الفائدة في شهر يونيو.
تفوقت أسهم التكنولوجيا وأسهم النمو في الأداء في عام 2023، ويشعر المستثمرون بتفاؤل متزايد بشأن قدرة الاحتياطي الفيدرالي على اجتياز هبوط ناعم للاقتصاد الأمريكي، لكن مخاطر الركود لا تزال مرتفعة، لهذا يحث بعض خبراء السوق المستثمرين على اتباع نهج حذرعند تداول الأسهم بالعقود مقابل الفروقات اتجاه سوق شديدة السخونة في النصف الثاني من العام.
أداء سوق الأسهم
قادت أسهم شركات التكنولوجيا ذات رؤوس الأموال الكبيرة مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مكاسب بأكثر من 14% في النصف الأول من عام 2023، بينما حقق مؤشر ناسداك ذو أسهم التقنية العالية مكاسب بنحو 30%، أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد تباطأ بشكل ملحوظ في النصف الأول حيث حقق ارتفاع بنسبة 3.8%، حيث تجنب المستثمرون الأسهم ذات القيمة وعادوا إلى أسهم النمو مما أثر على عوائد مؤشر داو جونز.
كان الذكاء الاصطناعي موضوعًا استثماريًا رئيسيًا دفع أسهم التكنولوجيا في النصف الأول من العام، وقد أخذ روبوت الدردشة ChatGPT من شركة OpenAI العالم بعاصفة ، وأصدرت شركة ألفابيت روبوت المحادثة Bard ردًا على ChatGPT.
اتسع نطاق ارتفاع الأسهم التكنولوجية في الربع الأول ليشمل قطاعات السوق الأخرى في الربع الثاني مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين المحيط بوقف البنك الاحتياطي الفيدرالي المؤقت لرفع سعر الفائدة، بالإضافة إلى تفاؤلهم بالبيانات الاقتصادية الأمريكية القوية.
من السهل معرفة سبب تفاؤل المستثمرين بشأن الأشهر الستة المقبلة نظرًا لوفرة الأخبار السارة في النصف الأول من العام، ولكن لا تزال هناك بعض العقبات المحتملة التي قد تؤدي إلى ارتفاع سوق الأسهم في عام 2023.
توقعات سوق الأسهم للأشهر الستة القادمة
تاريخيًا، منذ عام 1950 عندما أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 النصف الأول من العام بعوائد إيجابية، كان متوسط مكاسبه نحو 6% في النصف الثاني من العام، فإذا حقق المؤشر مكاسب بنسبة 10% على الأقل خلال النصف الأول من العام فإن متوسط مكاسب النصف الثاني يكون 7.7%، لهذا فإن المحللون متفائلون بشكل عام بشأن توقعات الأسهم في النصف الثاني من العام.
توقعات مؤشر ستاندرد آند بورز 500
دخل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 رسميًا منطقة السوق الصاعدة في 8 يونيو بعد أن ارتفع بنسبة 20% على الأقل منذ أدنى مستوياته في أكتوبر 2022.
ومع ذلك، يتوقع محللو وول ستريت أن أسعار الفائدة المرتفعة ستستمر في التأثير على أرباح المؤشر في النصف الثاني من العام، ويقدرون أن أرباح المؤشر ستتراجع بنسبة 6.8% على أساس سنوي في الربع الثاني وستنمو بنسبة 0.4% في الربع الثالث، لحسن الحظ، لا يزال المحللون متفائلين بأن المؤشر سيرتفع في العام المقبل.
يشير متوسط السعر المستهدف لمؤشر S&P 500 إلى ارتفاع إضافي بنسبة 9.5% خلال الـ 12 شهرًا القادمة، ومن المتوقع أن يشهد قطاع الطاقة ارتفاعًا في المتوسط بنسبة 22% خلال العام المقبل، وفي الوقت نفسه، سيأخذ قطاع التكنولوجيا استراحة مع ارتفاع يقدر بنسبة 4.8% لأسهم التكنولوجيا في المؤشر.
توقعات مؤشر داو جونز
إذا استمرت الرغبة في أسهم النمو وأسهم التكنولوجيا في النصف الثاني من عام 2023، فمن المحتمل أن يتباطأ مؤشر داو جونز الصناعي، ولكن إذا انغمس الاقتصاد الأمريكي في الركود فقد يسعى المستثمرون إلى الأمان في الأسهم القيادية.
ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 3.8% في النصف الأول لكن معظم تلك المكاسب جاءت في الربع الثاني، يتم تداول مؤشر داو جونز حاليًا عند حوالي 34000 أي أقل بنسبة 8% تقريبًا من أعلى مستوى إغلاق على الإطلاق عند 36799 في يناير 2022.
توقعات مؤشر ناسداك
إذا استمر الارتفاع في أسهم التكنولوجيا في النصف الثاني من العام فقد يكون عامًا تاريخيًا لمؤشر ناسداك، اكتسب المؤشر نحو 30% إلى قيمته في النصف الأول من العام مما يضعه على الطريق الصحيح لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ فقاعة كوم في أواخر التسعينيات.
لكن الأسهم التقنية ستحتاج إلى الاستمرار في إثبات قدرتها على تنمية أعمالها حتى في بيئة شديدة الصعوبة من ارتفاع أسعار الفائدة وأسواق الائتمان الضيقة.
التضخم وسوق الأوراق المالية
كان التضخم مصدر قلق رئيسي للمستثمرين منذ أوائل عام 2022، بينما حقق الاحتياطي الفيدرالي تقدمًا كبيرًا على جبهة التضخم لا يزال التضخم أعلى من المعايير التاريخية.
ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) بنسبة 3.8% على أساس سنوي في مايو بانخفاض من 4.3% في أبريل، ارتفع نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (التي تستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة) وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 4.6% في مايو متجاوزة هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، وقد تعهد رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" مرارًا وتكرارًا بالحفاظ على ارتفاع أسعار الفائدة طالما أن الأمر يتطلب السيطرة على التضخم بالكامل.
قد تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة وتشديد أسواق الائتمان على النمو الاقتصادي في النصف الثاني من عام 2023، والتي لقد أدت إلى انخفاض أرباح الشركات وانخفاض في العمالة ونفقات رأس المال، لهذا يمكن لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 إعادة اختبار أدنى مستوياته في أكتوبر 2022 عند حوالي 3500 قبل أن يبدأ الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة وأرباح الشركات في الانتعاش في عام 2024.