قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. محمد الهندي، مساء يوم السبت، "إنّ هناك تغيرات عميقة في وظيفة السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها حتى يومنا هذا، لكن السلطة لا تريد أن ترى هذه المتغيرات وهي ماضية في طريق مسدود لا أفق سياسي له".
وأضاف الهندي، في حديثٍ لقناة "فلسطين اليوم": "إنّ بعض المعتقلين في سجون السلطة صدر بحقهم قرار الإفراج ولم يفرج عنهم، ونحن لا نستوعب ولا نريد للسلطة الفلسطينية أن تبقى تدور في هذه الحلقة المفرغة ولا سيما التزامها بالتنسيق الأمني".
وتابع: "لدينا استعداد أنّ نتفاهم ونناقش سبب إصرار السلطة الفلسطينية على التزامها باتفاقاتها المبرمة مع الكيان الإسرائيلي ، ونريد خلق مناخات إيجابية وإنجاح لقاء القاهرة لكن السلطة خلقت أجواء سلبية من خلال استمرارها باعتقال المقاومين وملاحقتهم"ز
وأكمل: "هناك فصائل في منظمة التحرير الفلسطينية قاطعت أيضًا اجتماع القاهرة ، مُشيراً إلى أنّ الكيان الإسرائيلي أعطى فرصة للسلطة الفلسطينية للقيام بما عجز عنه في مخيم جنين
وأوضح أنّ الشعب الفلسطيني نفض يده من هذه اللقاءات والاجتماعات، وهناك مؤشرات واضحة بأن السلطة الفلسطينية لا تريد تغيير مسارها.
واستطرد: "نحن لا نغلق أبواب الحوار مع اي فصيل فلسطيني أو جهة فلسطينية، وقوتنا وسلاحنا موجه نحو جيش الاحتلال فقط".
وأضاف: "لا جديد سيخرج من لقاء القاهرة والشعب الفلسطيني لا ينتظر شيئًا من هذا الاجتماع، مُشيراً إلى أنّ هناك عشرات حالات الاعتقال تسجل يوميًا في الضفة الغربية من قبل الاحتلال والسلطة الفلسطينية لا تحرك ساكنًا.
ولفت إلى أنّ الوعي الذي يتمتع به الشعب الفلسطيني اليوم هو مقاومة الاحتلال ودعم المجاهدين، مؤكّدًا على أنّ قرار مقاطعة لقاء القاهرة جاء منسجم مع وعينا وفهمنا ما يريده الشعب الفلسطيني.
وأكمل: "بعد 20 عامًا من اجتياح جنين يعود الكيان الإسرائيلي إلى نقطة الصفر في مواجهة المقاومة في جنين والضفة"، منوهًا إلى أنّ سرايا القدس في جنين هي رأس حربة المقاومة وهذا ما يترجم استهدافها من قبل الاحتلال لأن الإسرائيلي يواجه فكرة المقاومة.
وقال: "إنّ الوضع الآن مختلف تمامًا عما كان عليه بالأمس إن كان فلسطينيًا أو إسرائيليًا"، موضحًا أنّ الأزمة الإسرائيلية لا تتوقف عن الحكومة أو الأحزاب بل تضرب المجتمع الإسرائيلي.
وتابع: "إنّ "إسرائيل" ليس فقط كيان له علاقة باليهود بل هي مشروع أميركي في المنطقة، منوهًا إلى أنّ مشكلة الكيان ليست إصلاحات قضائية بل مشكلة جيش الاحتلال الذي بدأ يعاني من انقسام عميق.
واختتم الهندي حديثه بالقول: "لا نريد للسلطة أن تقاتل "إسرائيل" لكن هناك حلول بديلة يمكن أنّ نناقشها ونتبادل الأدوار".