شارك وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، اليوم الإثنين، عبر تقنية الاتصال المرئي، بالدورة الاستثنائية الثامنة عشر لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بشأن جريمة التدنيس والحرق المتكررة لنسخ من المصحف الشريف في السويد والدنمارك.
وأشاد المالكي، بدور المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق على مبادرتهما لعقد هذا الاجتماع لتدارس الاعتداءات المتكررة على ديننا الإسلامي الحنيف تحديدًا ظاهرة حرق نسخ من القرآن الكريم.
وأكّد موقف دولة فلسطين الثابت والراسخ في إدانة هذه الممارسات البغيضة التي تعبر عن العداء والعنصرية والكراهية تجاه الدين الإسلامي الحنيف والقران الكريم وتتناقض تمامًا مع حرية الرأي والتعبير وتمس بمشاعر ملايين المسلمين وتسعى إلى إثارة النعرات وإثارة الفتن وتأجيج الصراعات الدينية في العالم.
وأشار إلى أهمية اجتماع اليوم في إرسال رسالة واضحة للعالم أجمع، بأن الأمة الإسلامية موحدة في إدانتها ورفضها لهذه الممارسات والتصرفات العدائية بما فيها المساس بمعتقداتهم الدينية، ويطالبون الدول بتجريم ازدراء الأديان ومنع كافة الأفعال الاستفزازية والمتطرفة المتعلقة بها، بما يشكل أساساً لحماية التعايش السلمي ومبادئ حقوق الانسان، والتأكيد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الاستهتار بمشاعر ومعتقدات الأمة الإسلامية وستتصدى مجتمعة لها.
وقال المالكي: إنّ "ردنا كأمة إسلامية على هذه الاعتداءات المتكررة لا يمكن أن يكون موسميًا، وبعد الانتهاء من اجتماعنا اليوم، لا بد أن نقف وقفة جادة لمعالجة الأسباب الجذرية لظاهرة معاداة وكراهية الإسلام ووضع برنامج واضح للتصدي لها، بما فيها مواجهة الجهات المتطرفة التي تغذيها وتدعمها وتسعى بشكل واضح إلى إعادة عالمنا إلى العصور المظلمة لتحقيق اجندات ومصالح وضيعة وضيقة هنا وهناك".
وتطرق إلى الاعتداءات والانتهاكات المتكررة في فلسطين بحرق وتمزيق نسخ من المصحف الشريف على أيدي المستعمرين الإسرائيليين أمام أعين الجميع، والاعتداء على المساجد وتدنيسها ومحاولة حرقها دون أن يكون هناك أي ردة فعل جدية.
وتابع: "الأخطر من ذلك الاعتداء اليومي على حرمة المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه من قبل المستعمرين الذين يهددون بصورة دائمة بهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، ويسعون بصورة محمومة مدعومين من دول عديدة الى فرض روايتهم الدينية وخرافاتهم عليه، وسلسلة الإجراءات العنصرية والقمعية التي تسعى إلى تغيير طابعه ومكانته وفرض التقسيم المكاني والزماني كما فعلت بالحرم الإبراهيمي الشريف دون وازع أو رادع".
وأوضج أنّ هذه الاعتداءات المتكررة على الأماكن الدينية المسيحية والاسلامية ومنع ممارسة حرية العبادة لاتباع هذه الديانات تحديداً في مدينة القدس، يأتي في سياق عنصري يطالب فيه المستعمر العالم أجمع الخضوع للخرافة التي يبثها بتفوق ديانة بعينها او حضارة على الديانات والحضارات الأخرى.
وشدّد المالكي، على أنّ كل هذه الإجراءات والاعتداءات الاستفزازية تتم على مرأى ومسمع العالم، بدعم واضح من مجموعة من الدول التي توفر الحماية المستمرة، ووصلت حد إطلاق مسميات توراتية على الحرم القدسي الشريف، "كجبل الهيكل" دعمًا للرواية الزائفة التي يقدمها المستعمر، في مخالفة صريحة وواضحة للشرعية الدولية والحقائق التاريخية والقانونية.
وشدد على ضرورة وجود حراك شامل لمواجهة هذه الحملة المسعورة والتي تأتي فلسطين في القلب منها، ولن تنتهي الا عندما ننهي الاحتلال الاستعماري العنصري وكل آثاره البغيضة.
وأردف: "يترتب علينا كأمة إسلامية مواجهة هذه التحديات والتصدي لكل هذه الاعتداءات الاستفزازية والعنصرية والتأكيد على رفضنا التام لها والوقوف في مواجهتها وعدم القبول بالمواقف المتلكئة او المتذبذبة، كأن تصوت دولة في المنظمة ضد مشروع قرار يتعلق بالقدس، هذا أمر يجب عدم التهاون أو التسامح معه، لانه يفتح الباب أمام المتطرفين والعنصريين للتمادي أكثر".
وأكد وزير الخارجية والمغتربين، ضرورة تبني نهج شامل للتعاطي مع هذه المسائل الحساسة في إطار منظمة التعاون الاسلامي وبدء حملة واسعة على كافة المستويات للتصدي لكل من يحاول الاستخفاف او التطاول على ديننا الحنيف.
وفي ختام الاجتماع، جرى تبنّي بيان حول اقتحام مسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى، واعتماد قرار الدورة الثامنة عشرة لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن تكرار حوادث تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف في السويد والدنمارك.