بقلم /المختار عوض قنديل
الإعلام مدرسة لا تقبل الأغبياء و لا أصحاب العاهات الفكرية و لا الثقافات المعوقة و لا الانتهازيين و المتسلقين الذين يرجحون منافعهم الذاتية على مصلحة الوطن , ممتهنون التطبيل لرقصة تعري قطعة بعد قطعة و التسلل الفكري لخلق ثقافات جديدة و مستحدثة لكشف عورة المجتمع باسم التحرر و المشاركة في اتخاذ القرار التي لن يُصبح بأيدينا إن فقدنا البوصلة .
الإعلام الشريف مدرسة يتخرج منها أصحاب الأمانة و المسؤولية كأصحاب فكر وطني و أقلام شريفة أحدُّ من السيف عند النزال و المقارعة للذود عن ثغور الموروث الثقافي الذي حافظ على ترابطنا و تماسكنا الاجتماعي بإيجابياته التي صمدت في وجه التيارات القادمة من وراء العادات و التقاليد التي تشكل الداعم الرئيس في خيمة العلاقات التي تربطنا و تحافظ على نسيجنا العشائري و إن اعتراها بعض التجاوزات تحت ظروف معينة خارجة عن إرادتنا أو مفتعلة لتخريب و تشويه وجهنا بسبب اختراقات ممنهجة و مدروسة من أصحاب المصالح الشخصية التي تعمل لأجندات خارجية أو من بعض تجار الدين و السياسة الذين يستميتون لخلق حالة من عدم الاستقرار ليمرروا بضاعتهم الفاسدة من بين سطور التجديد و اللحاق بالحضارة حين يبررون أسباب تخلفنا
و بقائنا في الصفوف الخلفية للشعوب و يرمون بها في حجر الدين تارة و العادات و التقاليد تارة أخرى .
تراثنا هذا الذي صمد آلاف السنين الذي يستمد تجاربه من حضارات سابقة أثَّرت و تأثَّرت و غرست جذورها في أحضان الكنعانيين لتورق في هذه المنطقة التي حباها الله بعينات جغرافية من كل بقاع الأرض و هجرات من كل الأمم لتصنع التاريخ و المجد لتكون منارة يطمع فيها كل من أراد السيطرة على مقدرات الكون و شرايين الحياة لتصبح ممرا يتنافس عليه أصحاب النفوذ
و الجبروت .
و جاء الغزاة ليهدموا و لم يفلحوا لأن الله باركها و من حولها ليعود البناء
و الابتلاء من حين لآخر , و يقوم الحق ليبطل الباطل و يدفن الفساد و يواري سوءته تحت أقدام من سخرهم الله لذلك و جاءت النبوءات و الكتب السماوية
و جاء الأنبياء أشرف خلق الله و أكرمهم بتعاليم السماء لهذه الأرض لتكون ملاذا لهم و مستقرا إلى حين فكانت أرض الرباط التي يمتحن فيها الله أنبياءه و ما زالت و بالتجارب و الخبرات خرجت هذه الفسيفساء و هذا التنوع ليرسم لوحة حضارية يتمناها الحاقدون أو يتمنوا زوالها و جاءت المؤامرات و الدسائس إلى أرض فلسطين ليدفع الأجداد ثمن حمايتها بدمائهم و أرواحهم و ممتلكاتهم و تمسكهم بهذا الحمل الثقيل الذي تركه أسلافهم أمانة في أعناقهم و أعناق من بعدهم يسلمها السلف للخلف لتكون سر الوطنية و الكرامة و الشرف .
و الخوف كل الخوف من أنصاف المثقفين و المتعلمين الذين إن أمسكوا برأس الخيط يعقدونه و إن دخلوا بداية النفق لا يتقنون الخروج منه إما بغبائهم أو قلة خبرتهم, و هنا يأتي دور الكتاب و المثقفين و المهنية في العمل و التخصصات العلمية و المؤهلات و الإعلام الشريف فطهارة القلم و الميكروفون لا تختلف عن طهارة البندقية لأن القضية لا تقبل التأجيل و المماطلة , ففساد العقول لا يؤدي إلا إلى الدمار و هذا ما يقودنا إليه المتطفلون الآن و هواة الرقص على أوتار المعرفة الكاذبة و بواطن الأمور حسب شروط الممولين و أجندات المتحكمين بها عن بعد باسم اللحاق بركب الحضارة و نبذ التخلف بالتطاول على العادات و التقاليد ثم تحريف الدين باسم حقوق المرأة و حقوق الإنسان عن طريق ما يُسمَّى بالجندر و حق كل فرد حسب دوره في المجتمع بعد خلط الأوراق و تغيير الأدوار حسب مصالحهم في تفكيك النسيج المجتمعي و تقطيع أواصل الترابط و عناصر المناعة العشائرية التي حافظت على سلامة العلاقات الاجتماعية من الاختراق و ما تهييج شهوة النساء نحو لقب المختارة إلا رأس حربة لفض عذرية إرثنا الثقافي و الاجتماعي ليكون سابقة قانونية و شرعية لتفكيك ما تبقى لنا و ذلك ليس ببعيد إن تحقق دخول حصان طروادة الذي يحمل في بطنه المسترجلات من النساء اللواتي نسين أنوثتهن و أمومتهن و حقوق أزواجهن الشرعية في ملفات أل N. G. O's.