تناول تقرير صدر عن المكتب الوطني لشؤون المقاطعة والدفاع عن الأرض في منظمة التحرير، أبرز منظمات الإرهاب اليهودي العاملة في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية بما فيها القدس وأخطرها، والتي تعتبر إحدى أذرع الاحتلال للسيطرة والتوسع الاستيطاني.
وسلّط التقرير الضوء على الجرائم التي ارتكبتها هذه المنظمات والجمعيات الإرهابية المتطرفة بحق الفلسطينيين، عبر عمليات إرهابية منظمة في أسلوب متكرر ومشابه، لما نفذته "الأرغون، والهاجاناه، وشتيرن، والبالماح" ضد الفلسطينيين منذ بدايات تأسيس مشروعها الاستعماري في فلسطين، لا سيما عملياتها الإرهابية، ومجازرها الوحشية ضد السكان الفلسطينيين.
ونوه إلى أن دولة الاحتلال تمتنع عن تصنيف كل من: فتيان التلال "شبيبة التلال"، ومنظمة "جباية الثمن" أو "تدفيع الثمن"، ومنظمة "لاهافا" الاستيطانية، ومنظمة "نحالا"، وتنظيم تمرد، وكتيبة "نيتساح يهودا"، ومنظمة "لافاميليا"، بأنها منظمات إرهابية، بل تصنفها باعتبارها جمعيات غير مرخصة، بيد أنها صنفت مؤخرا ست منظمات مجتمع مدني فلسطينية كـمنظمات إرهابية، وهي: مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومؤسسة الحق، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، واتحاد لجان العمل الزراعي، ومركز بيسان للبحث والإنماء، واتحاد لجان المرأة الفلسطينية.
وبهذا الصدد، استدرك أن هناك مرة وحيدة ويتيمة حظرت فيها حكومة الاحتلال نشاط كل من جماعتي "كاخ"، و"كاهانا حي"، وذلك إثر جريمة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في 25 شباط 1994 على يد اليهودي المتطرف باروخ غولدشتاين، لتعود من جديد للعمل بغطاء جديد، فضلا عن صدور بيان مشترك مؤخرا لمسؤولين إسرائيليين وصفوا اعتداءات هذه المنظمات على الفلسطينيين الأبرياء بأنها "إرهاب قومي".
وفيما يلي أبرز المنظمات والجمعيات الإرهابية في الضفة وأخطرها:
فتيان التلال "شبيبة التلال" يجمعهم العداء الشديد للفلسطينيين
ظهرت بدايات تشكل منظمة "فتيان التلال" أو "شبيبة التلال" الإرهابية عقب النداء الشهير الذي أطلقه وزير الطاقة في حكومة بنيامين نتنياهو الأولى أرئيل شارون لمعارضته مسار التسوية، إذ وجه شارون نداءً إلى الفتية والشباب المستوطنين لاحتلال أعالي الجبال والتلال في الضفة، قائلا لهم: "إن ما نضع أيدينا عليه اليوم سيبقى لنا، وما لا نضع أيدينا عليه، سيذهب للفلسطينيين". شارون قدم دعما ماليا سخيا، وغطاءً سياسيا لهذه العصابات، حتى نمت وتوسعت وانتشرت على شكل مجموعات صغيرة تسكن في بؤر استيطانية في الضفة الغربية، في مبانٍ منفـردة، ضمن مناطق مفتوحة، ويحمل أفراد هذه المجموعات أفكارا توراتية متطرفة، لا سيما ضد العرب والفلسطينيين على وجه الخصوص.
ويقود أفراد هذه المجموعات عمليات إرهابية وإجرامية منظمة بين الفينة والأخرى ضد السكان الفلسطينيين في القرى المحاذية للمستوطنات والبؤر الاستيطانية، ويعيثون دمارا وخرابا وقتلا وحرقا في كل ما تقع عليه أيديهم من ممتلكات الفلسطينيين وأرواحهم، بحماية ومساندة من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
يقود "شبيبة التلال" الإرهابية شخصيات صهيونية متطرفة أبرزها: (آبري ران، ومائير برتلر، وإيتي زار)، ويعمل معظم أفراد هذه المجموعات في مهنة رعي الأغنام أو الزراعة، وينحدر القسم الأكبر منهم من المستوطنات، وقسم آخر ينحدر من المدن الإسرائيلية الكبيرة، ولا يجمعهم حزب منظم بقدر ما يجمعهم العداء الشديد للفلسطينيين، وبعض الأفكار اليمينية المتطرفة.
"تدفيع الثمن" تدعو إلى قتل الفلسطينيين وطردهم وتعزيز الاستيطان
بدأ نشاط هذه المنظمة الإرهابية "جباية الثمن" أو "تدفيع الثمن" وعملها أواسط عام 2008، وتحديدا عندما تداعى مجموعة من نشطاء المستوطنين المتطرفين إلى عقد اجتماع موسع في مستوطنة "يتسهار" جنوب مدينة نابلس، للتعبير عن رفضهم لسياسة حكومة الاحتلال فيما يتعلق بالبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، ومن أجل الاتفاق على إستراتيجية عمل للمستوطنين خلال المرحلة المقبلة. إذ تم الاتفاق على القيام بنشاطات وعمليات إرهابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل أراضي عام 1948، والتوقيع باسم "تدفيع الثمن" في مسرح عملياتهم الإرهابية.
تتجاوز أعداد المستوطنين المتطرفين المنضوين تحت هذه المنظمة أكثر من ثلاثة آلاف مستوطن، يتوزعون في مختلف المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، وآخرون من داخل المدن الإسرائيلية، وينحدر غالبيتهم من المستوطنات الأيدولوجية الدينية المتطرفة، ومن المدارس اليهودية التوراتية.
تضم هذه المنظمة مجموعة واسعة من الحركات والمجموعات الصهيونية الدينية والمتطرفة الناشطة في المستوطنات والمدن الإسرائيلية، أبرزها: حاخاميون من التيار الديني القومي، وحاخاميون من التيار الديني الحريدي، وخريجو وطلاب المدارس الدينية "اليشفوت" المنتشرة في المستوطنات الإسرائيلية، وداخل إسرائيل، ونشطاء ومناصرو حركة "كاخ" الإرهابية المحظورة، ونشطاء الأحزاب الصهيونية المتطرفة، وشبيبة التلال.
والقاسم المشترك بين مختلف مكونات "جباية الثمن" وعناصرها هو اعتناقهم الفكر العنصري المستند إلى الكراهية الشديدة للعرب والفلسطينيين، والداعي إلى قتلهم وطردهم وتعزيز الاستيطان في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهويد القدس.
"لاهافا" الاستيطانية تدعو علانية إلى هدم "الأقصى"
هي منظمة صهيونية متطرفة، تأسست نهاية عام 1999 على يد رئيسها الحالي المستوطن المتطرف بن تسيون غوبشتاين، والمعروف عنه أنه أحد تلامذة الحاخام الصهيوني كهانا مؤسس منظمة "كاخ" الإرهابية وأتباعه.
اسم منظمة "لاهافا" يعني "اللهب" باللغة العبرية، وهو اختصار لتعريفها "منظمة منع ذوبان اليهود في الأرض المقدسة"، وتُعتبر من أبرز المنظمات الصهيونية التي تتبنى فكرا يمينيا متطرفا اجتماعيا وسياسيا، وتنطلق في عملها من لأجندات توراتية كهنوتية متشددة، إلى جانب عنصريتها الواضحة تجاه الفلسطينيين والعرب.
كما تحتفي "لاهافا" سنويا بمنفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، المستوطن الإرهابي المتطرف باروخ غولدشتاين، وتعتبره "بطلا قوميا".
أطلقت منظمة "لاهافا" منذ تأسيسها حملات عنصرية متواصلة لتحقيق أهدافها، وتتركز حول الدعوة الصريحة إلى طرد جميع العرب من أرض فلسطين التاريخية، وتتبنى خطاب العنصرية والكراهية شعارا وعملا ضد العرب والفلسطينيين، وتنفيذ الاعتداءات الجسدية والتحريض الدموي عليهم، لا سيما في القدس المحتلة، حيث تُعتبر المحرك الأساسي للمستوطنين، وحركات اليمين المتطرف في تحريضها على الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى، وإقامة الطقوس والشعائر التلمودية في ساحاته، وتدعو علانية إلى هدم المسجد الأقصى.
منظمة "نحالا" ساهمت في إقامة أكثر من 60 مستوطنة وبؤرة حتى الآن
تأسست حركة "نحالا" الصهيونية في عام 2005 على يد المستوطن المتطرف موشيه ليفنجر، عرّاب الاستيطان في الخليل، وأحد أبرز مؤسسي منظمة "غوش أمونيم"، والمستوطنة "دانييلا فايس" التي تقود الحركة الآن.
وتُعتبر "نحالا" امتدادا واستمرارا لأفكار منظمة "غوش أمونيم" الاستيطانية التوسعية وأهدافها، إلى جانب دعم الحركة لعصابات المستوطنين في الضفة الغربية، لا سيما "شبيبة التلال".
ساهمت منظمة "نحالا" في إقامة أكثر من 60 مستوطنة وبؤرة استيطانية حتى الآن، وتنشط إعلاميا في الترويج للمشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية، وتعمل على تعزيز علاقاتها مع القيادات السياسية في "إسرائيل" وفي الجاليات والمنظمات اليهودية عبر العالم.
وتحظى المنظمة بدعم حزب "الصهيونية الدينية" وتأييده، وهو الذي يتزعمه بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز السياسيين الإسرائيليين المتطرفين من ذوي الميول الفاشية وأخطرهم، وإذ دعا إلى حرق بلدة حوارة إلى الجنوب من مدينة نابلس، في موقف أثار غضب أوساط دولية واسعة، وتهدف بأنشطتها الاستيطانية إلى الوصول إلى توطين مليوني مستوطن في الضفة الغربية.
"تنظيم تمرد": من أبرز جرائمه إحراق عائلة دوابشة واستشهاد ثلاثة من أفرادها
تنظيم تمرد هو أحد أكثر المنظمات الصهيونية إرهابا وتطرفا، انبثق من منظمة "شبيبة التلال" الصهيونية المتطرفة، بصورة أكثر تنظيمًا وتشددًا، ويتزعمه المتطرف مئير إتينغر حفيد الحاخام المتطرف مئير كهانا، ويضم في صفوفه شبانًا صغارًا في سن 16 إلى 25 عامًا، تختارهم بعناية فائقة قيادة التنظيم، ويعقدون اجتماعاتهم بسرية تامة.
يعمل التنظيم في الضفة الغربية، ويتركز معظم أفراده في البؤر الاستيطانية العشوائية المنتشرة على التلال والجبال الفلسطينية، ومن أبرز جرائم هذا التنظيم: إحراق عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، واستشهاد ثلاثة من أفرادها، وإحراق كنيسة الخبز والسمك على ضفاف بحيرة طبرية، وإحراق مركبات وممتلكات فلسطينية في بلدتي حوارة وبورين جنوب نابلس.
ميليشيا "نيتساح يهودا": تطورت تحت أنظار جيش الاحتلال
مليشيا "نيتساح يهودا"، وهي كتيبة عسكرية تتبع للواء كفير في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تأسست في عام 1999.
يخدم في هذه الكتيبة يهود متطرفون متعصبون دينيا، وينتمي القسم الأكبر من جنودها إلى عائلات مستوطنين، ويسكنون في البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية، وهي أقرب إلى مليشيا مسلحة، يُشرف عليها الحاخامات، وتطورت تحت أنظار جيش الاحتلال، ويتلقى أفرادها بشكل دوري محاضرات ودروسا ومواعظ دينية من الحاخامات، وقادة المستوطنين الذين يزورنهم في مقر الكتيبة.
وتنشط "نيتساح يهودا" في شمال الضفة الغربية، وتضم قرابة ألف جندي، وينفذ جنودها اعتداءات وحشية ضد الفلسطينيين، كان آخرها عملية الإعدام الميداني بحق الشهيد المسن عمر أسعد البالغ من العمر (80 عاما) من قرية جلجليا قرب رام الله.
منظمة "لافاميليا": يتصدر خطابهم العنصري وسلوكهم الهمجي فعالياتهم كافة،
وهي منظمة صهيونية يمينية عنصرية متطرفة، وتُعتبر واحدة من أنشط المنظمات اليهودية العنصرية وأخطرها الساعية إلى تأجيج الصراع مع الفلسطينيين على طرفي أراضي عام 1948، وفي مدينة القدس.
وتُعتبر هذه المنظمة أرضية خصبة لخلق بيئة وحاضنة لممارسة الإرهاب والعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب.
وقد تأسّست منظمة "لافاميليا" في عام 2005، على يد نشطاء وأعضاء يهود كرابطة مشجعين لفريق "بيتار" القدس لكرة القدم.
وعلى رغم ترويج المنظمة لنفسها على كونها رابطة مشجعين للفريق الإسرائيلي، إلاّ أن عناصرها يُشتهرون بعنصريتهم الفجة، ضد كل ما هو غير يهودي، ويتصدر خطابهم العنصري وسلوكهم الهمجي العلني وعمليات الإرهاب والتخريب التي تطال كل ما هو عربي فعالياتهم وأنشطتهم كافة داخل الملاعب وخارجها.
وتطرّق التقرير إلى جرائم هذه المنظمات المتطرفة بحق الفلسطينيين، وهي:
جريمتا حرق الطفل محمد أبو خضير في القدس في تموز 2014، وعائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس في تموز 2015.
جريمة قتل المسن عمر أسعد في كانون الثاني 2022، وجريمة قتل المواطنة عائشة الرابي عند حاجز زعترة في تشرين الأول 2018.
جريمة محرقة بلدة حوارة جنوب نابلس في شباط 2023، التي أسفرت عن استشهاد المواطن سامح قطيش، وإصابة أكثر من مئة مواطن فلسطيني بجروح وحروق مختلفة، وحرق وتدمير ما يزيد على 30 منزلا، وعشرات المركبات والمنشآت التجارية.
جريمة محرقة بلدة ترمسعيا شمال رام الله، في تموز 2023، التي أسفرت عن استشهاد الشاب عمر قطين وهو يدافع عن بيته، وإصابة العشرات، وإحراق أكثر من 30 منزلا، و120 مركبة، والعديد من المنشآت والمحاصيل الزراعية.
الهجوم الإرهابي على قرية أم صفا شمال غرب رام الله في حزيران 2023، ما أسفر عن حرق 3 منازل بالكامل، وتكسير وتخريب 15 منزلا و15 مركبة بشكل جزئي، وقطع ما يقارب 200 شجرة زيتون، وتدمير 20 خزانا من خزانات المياه، إضافة إلى قطع خراطيم الريّ وتكسير لوحات الطاقة الشمسية في البلدة.
منظمات ذو مرجعيات سياسية وروحية متطرفة لها تأثير في الحكومة الإسرائيلية
نوه التقرير إلى أن هذه المنظمات الإرهابية لها مرجعيات سياسية وروحية وميدانية، ويتقدمها وزير المالية ووزير الاستيطان في وزارة الجيش بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ومستشاره بنتسي غوفشتاين زعيم حركة "لاهافا" المتطرفة، المتهم بالتحريض على العنصرية والإرهاب، وحنمال دورفمان رئيس ديوان بن غفير وأوريت ستروك، وزيرة المهمات القومية الصهيونية الدينية، وغيرهم من أعضاء الكنيست والحكومة الإسرائيلية.
ولهذه المنظمات الإرهابية مرجعيات روحية كذلك، وعدد غير قليل من قادة الحاخامات، أبرزهم: الحاخام حاييم دروكمان، أحد أبرز المرجعيات الدينية والروحية لحزب "البيت اليهودي"، والحاخام دوف ليئور، وغيرهم من الحاخامات، أمثال: إليعازر رابينوفيتش وشلومو أفينير، الذين يجيزون لمستوطني يتسهار، وغيرها، حتى انتهاك حرمة السبت، والوصول إلى مفترقات الطرق لقطع الطرق وممارسة أعمال العربدة والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين، ومركباتهم، وتعريض حياتهم للخطر كما حدث مع الشهيدة عائشة الرابي.
أما المرجعيات الميدانية فهم قادة مجالس المستوطنات، من أمثال: شلومو نئمان في أقصى اليمين المتطرف، الذي انتُخب عام 2022 رئيسا لمجلس المستوطنات (يشع)، ورئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي داغان اليميني المتطرف، الذي كان أول من دعا إلى حرق بلدة حوارة تبعه بعد ذلك سموتريتش.
ولمجلس المستوطنات نشاط سياسي قوي ومؤثر في الحكومة، لدرجة أن المجلس رفض خطة ترمب أو ما سمى بـ"صفقة القرن"، لأنها تعد الفلسطينيين بفتات دولة في أراضي الضفة الغربية، وهو أمر غير مقبول عند التيار المتطرف داخل مجتمع المستوطنين، الذي يمثله مجلس "يشع".
إسرائيل تسارع الزمن لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في الضفة
يسارع قادة الأحزاب الصهيونية اليمينية المتشددة والأحزاب الدينية اليمينية المتطرفة إلى الاستفادة من وجودهم في أعلى رأس الحكم في إسرائيل، لإنجاز ما عجز عنه "دافيد بن غوريون"، أول رئيس وزراء لإسرائيل، -حسب زعمهم واستكماله.
ويأتي في مقدمة هؤلاء وزير المالية والوزير في وزارة جيش الاحتلال المستوطن المتطرف سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية، الذي يتوعد الفلسطينيين بالطرد، وإكمال مهمة أسلافه المتطرفين.
وخاطب سموتريتش النواب الفلسطينيين في أحد تصريحاته المتطرفة في الكنيست الإسرائيلية: "أنتم أعداء ولا يمكن الحديث معكم، يجب طردكم من هنا، إن وجودكم جميعاً هنا كان خطأ، وخسارة أن ديفيد بن غوريون لم يكمل المهمة، كان عليه طرد كل الفلسطينيين من إسرائيل".
ويعتقد اليمين المتطرف في إسرائيل أن فرصته الذهبية سانحة الآن لتغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في الضفة الغربية والقدس، وأن وجودهم في أعلى رأس الحكم في إسرائيل ربما يتغير في أية انتخابات قادمة، لا سيما مع الاحتجاجات الواسعة في المجتمع الإسرائيلي من قوى المعارضة واليسار، احتجاجا على خطة التعديلات القضائية التي يطرحها الليكود ومعه هذه الأحزاب الدينية المتطرفة، وعليه فإنها تسعى في ضوء انشغال المجتمع الدولي بالحرب في أوكرانيا، إلى إحكام السيطرة الفعلية على الضفة الغربية كاملة، بدءا بالقدس الشرقية من خلال تسريع عمليات الاستيطان والاستيلاء على الأرض، ليُصار إلى تطبيق خطة الضم التي يعملون عليها، والقضاء على أي فرصة لقيام كينونة فلسطينية مستقبلا، سواء بدولة فلسطينية مستقلة أو حتى بحكم ذاتي محدود، ومن أجل ذلك أطلقت هذه الأحزاب المتطرفة يد منظمات الإرهاب اليهودي لتعيث قتلا وحرقا وتدميرا في كل ما هو فلسطيني، وتعيد إلى الأذهان أسلوب عصابات "الهاجانا"، و"الأرغون" الصهيونيتين قبيل قيام إسرائيل، عبر ارتكاب أبشع المجازر والمذابح بحق السكان العرب آنذاك، لدفعهم إلى الهروب وترك أراضيهم وممتلكاتهم.
الوجه الحقيقي لدولة الإرهاب الإسرائيلي
إطلاق يد المنظمات الصهيونية المتطرفة يكشف ويعرّي حقيقة السياسة الرسمية الإسرائيلية القائمة بالأساس على حركة الاستيطان كمشروع استعماري منذ نشأة إسرائيل، ولا يختلف الأمر الآن سوى في كونه أصبح يدخل ضمن البرامج السياسية للأحزاب المتنافسة في إسرائيل، إذ تختلف تلك الاحزاب في كل شيء، عدا نظرتها إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وخصوصا مواقفها الموحدة حول تعزيز الاستيطان في الضفة، بما فيها القدس الشرقية.
وأكد التقرير ضرورة تجفيف منابع هذه المنظمات وملاحقتها دوليا وقضائيا أمام المحاكم الدولية، وفرض المقاطعة الشاملة عليها، ما يُفقدها القدرة على مواصلة جرائمها ضد الفلسطينيين، ويضع حدا أمام تمدد نظام فصلها العنصري، الذي تحاول تجسيده وتثبيته في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
اعتداءات وعنف المستوطنين:
عام 2021: تم توثيق وتسجيل 1120 اعتداءً للمستوطنين.
عام 2022: تم تسجيل وتوثيق أكثر من 1190 اعتداءً للمستوطنين.
منذ بداية عام 2023 وحتى الشهر الماضي، تم توثيق وتسجيل 1140 اعتداءً وهجوما نفذه مستوطنون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس، بما في ذلك الاعتداء الجسدي المباشر، وتخريب الممتلكات، التي تشمل البيوت، والمركبات، والمحال التجارية، والأراضي.