يديعوت : في ظل سموتريتش: الإرهابيون جنود نظاميون في جيش الرب!

ناحوم-برنياع.jpeg
حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع

 



أوريت ملكا ستروك اليوم هي وزيرة الاستيطان في حكومة إسرائيل. تولت في الكنيست السابق منصب رئيسة كتلة الصهيونية الدينية. أدارت المعارضة، بأمر من نتنياهو، سياسة رفض كامل: كل مشروع جاءت به الحكومة للتصويت اصطدم بسور، حتى لو كان المشروع الذي رفع في الأصل مشروع حكومات اليمين.
في أحد الأيام القليلة التي فتحت فيها نافذة للتوافق طلب "الشاباك" أن تقر في الكنيست بضع مواد حيوية لعمله. توجه مندوبو "الشاباك" إلى ياريف ليفين، فبعث بهم إلى رؤساء الكتل. عندما عرضت الطلبات على ستروك وعدت: سندعم كل واحدة منها لكن عندي شرط: بداية أغلق الدائرة اليهودية في "الشاباك".
عملياً، عرضت عليهم صفقة: التصويت مقابل الإرهاب. لو أن نائباً من كتلة عربية كان يتجرأ على أن يطرح اقتراحاً كهذا لأخرجوه عن القانون، أما ستروك فهي اليوم القانون.
ما حصل، في ليل السبت الماضي، في هوامش قرية برقة هو حدث أهم بكثير مما يعزى له. الحقائق واضحة بالمبدأ: عوز تسيون بؤرة استيطانية غير قانونية قامت شرق رام الله. كان يفترض بالجيش الإسرائيلي أن يخليها، لكن في أعقاب سيطرة سموتريتش على صلاحيات الحكومة في الضفة، بقي الإخلاء في الهواء، واتسعت البؤرة وانتشرت. في ليل السبت الماضي، أخرج المستوطنون قطيع غنم من البؤرة نحو أراضي برقة، مسافة نحو كيلومتر.
لماذا، يحن يهود – متدينون ظاهراً – للقطيع في ليل السبت بالذات؟ جواب محتمل: لأنه في السبت يخرج الجنود والشرطة إلى إجازة نهاية الأسبوع، ويمكن العربدة دون عراقيل. هكذا كان قبل بضعة أسابيع في أم صفا وأماكن أخرى.
صعد الرعاة والقطيع إلى أرض خاصة. على مسافة 250 متراً من منازل القرية. بضع عشرات من شبان القرية ردوا برشق الحجارة. حل مسألة ما الذي سبق، الحجر الذي أصاب المستوطن أم النار التي قتلت الفلسطيني، ينتظر نهاية التحقيق. التقدير في الجيش الإسرائيلي هو أن النار كانت في نهاية الحدث، في محيط التاسعة مساء. يعرض السياسيون والمحامون منذئذ أن المستوطنين ضحايا والجيش الإسرائيلي متعاون. هذا جزء من الطقوس.
والآن إلى الأمر الأساس: تعيين سموتريتش غير من الأساس وظيفة البؤر الاستيطانية غير القانونية وعمليات الإرهاب اليهودي. عصر الشقاوة، الانحراف المغتفر عن المواصفات، والفتيان السئمون من التلال ممن يبحثون عن الحركة، تم وانتهى. هم لم يعودوا مجرد مرعيين أخطؤوا – هم جنود نظاميون في جيش الرب. من الآن فصاعداً يوجد لأعمالهم أب، بتسلئيل، وأم، الحكومة. توجد رؤيا وتوجد أداة تنفيذ. كل حدث هو مرحلة في تحقيق "خطة الحسم" لسموتريتش.
كتب ماو الكتاب الأحمر، وكتب موسوليني البيان الفاشي، وكتب ماركس رأس المال، وكتب لينين "ما العمل". سموتريتش كتب "خطة الحسم".
قبل كل شيء، تقول الخطة: سنضاعف السكان اليهود في "يهودا" و"السامرة". هذا يحصل منذ الآن: وزير المالية يعطي المال، والوزير في وزارة الدفاع يعطي الأدوات، ونقيم بؤراً على كل تلة وننكل بالسكان، وبعد ذلك نفكك السلطة الفلسطينية: فلتكن فوضى، الفوضى جيدة لليهود، وعندها نفتح أمام السكان ثلاث إمكانيات: من يختر القتال يحبس أو يمت، من يختر الخروج يطرد، ومن يختر أن يكون تحت حكم الدولة اليهودية يبقَ، عديم الحقوق، نتنياهو لا يمكنه أن يقول لم أنتبه، جررت، ليفين خدعني. عندما منح السيطرة في الشرطة لمجرم والسيطرة على اليهود في الضفة للمسيح كان ملزماً أن يعرف إلى أين يؤدي هذا. فقد أطلق العنان للإرهاب.
يجلس يوآف غالانت في الطابق الـ 14 في مبنى وزارة الدفاع، ويجلس بتسلئيل سموتريتش والجهاز الذي بناه في الطابق الـ 15. بين وزير الدفاع وسموتريتش يفصل كل ما بني هنا في 75 سنة من الدولة، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، بين سموتريتش ووزير الدفاع لا تفصل إلا عشرون درجة، وهي أيضاً في نزول.
لا يدور الحديث فقط عن الرموز. حتى سموتريتش كان يمكن أن يسمح للجيش الإسرائيلي بأن يخلي بؤر الاستفزاز، خيمة هنا، خيمة هناك. منذ أن أعطيت له الصلاحيات، الجيش الإسرائيلي ملزم بأن يثبت ضرراً أمنياً. إذا لم يكن إثبات ضرر فلا إخلاء. العكس هو الصحيح: التكثيف، العناق، تزويد الغزاة بكل ما ينقصهم وتشجيعهم على استفزاز السكان. إضافة إلى ذلك يهينون الجيش وقادته. هذه هي ريح الإسناد التي يشكو منها القادة في الجيش الإسرائيلي.
إرهابي يهودي في برقة لا يختلف جوهرياً عن إرهابي فلسطيني في تل أبيب: كلاهما يسعى لإحداث الفوضى هنا، ولتحقيق رؤياهما بالدم، كلاهما يعول على التشجيع من الحكم ومن الشارع. الفرق هو في المصير المتوقع لهما: الفلسطيني يقتل أو يحبس باقي حياته. اليهودي يتحرر. "الإرهابي" الفلسطيني ليس ابن عمي، والإرهابي اليهودي ليس أخي. ولا حتى السياسيون الذين يشجعونهم ويسندونهم ويستخدمونهم لتحقيق رؤياهم الهدامة. نتنياهو أعطاهم، نتنياهو مسؤول.

عن "يديعوت"