أيامٌ قليلة وسيعود العام الدراسي والطلبة إلى مقاعدهم الدراسية، بعد ثلاثة أشهر من الإجازة الصيفية التي قضاها الطلبة مع ذويهم دون الالتفات لواجباتهم المدرسية أو دروسهم اليومية، وسينتظم الطلبة وستبدأ التزامات الأهل فيما يتعلق بتوفير القرطاسية والزي المدرسي لأولادهم، عدا عن توفير ثمن الدروس الخصوصية التي سيلتحق بها أبنائهم.

أعباء جديدة تُثقل كاهل الغزيين الذين لم يتنفسوا بعد لتسديدها، عدا عن أنَّ شريحة كبيرة من المواطنين يعتمدون على مخصصات الشؤون الاجتماعية التي لم تُصرف لهم منذ أكثر من أربعة أشهر متواصلة، وقد اتكلوا عليها لشراء ما يلزم لأبنائهم، وكل ما يصدر بهذا الخصوص جميعها وعودات كاذبة هدفها تسويف الملف وإعطاء إبر مسكنة للفقراء.

في جانبٍ آخر اكتظت الأسواق بالملابس الخاصة بالمدارس الحكومية والخاصة ووكالة الغوث، وأخذ التجار والباعة في عرض موديلات جديدة للزي المدرسي بعضها بدا مثل الزي التقليدي الذي اعتدنا عليه والبعض الآخر تفنن وابتكر الخياطون والمصممون فيه لكي يخرج وكأنّه لوحة فنية، ولكِن لا يصلح لأنّ يكون زياً مدرسياً رسمياً، فهو مليئاً بالقصات المزركشة بالإضافة لتغيير شكله عن الذي اعتدنا عليه وهو الفستان القصير نوعا ما، إلى موديل عبارة عن بنطال وقميص من نفس قماشة الزي المدرسي، وهذا الموديل بالذات استهجنه المواطنون ولم يلقَّ رواجاً كبيراً لديهم، بل تناقلوه فيما بينهم عبر صفحاتهم الشخصية في موقع "الفيسبوك"، مما دفع وزارة التربية والتعليم ووكالة الغوث لدعوة المواطنين لعدم شرائه والتقيد بالمواصفات المعتادة التي ليس فيها أيّ خروج عن قواعد وقوانين التعليم.

"المريول المدرسي أصبح للتباهي وليس للعلم"

"أم جميل" كانت بصحبة أولادها الثلاثة في السوق لشراء ما يحتاجونه من شنط وملابس قبل بدء العام الدراسي، وتقول لمراسلة وكالة "خبر" عن الأسعار وعما شاهدته في السوق: "منذ ساعة وأنا أتجول في السوق، بصراحة بعض الموديلات مثل كل سنة ولا تغيير فيها، لكِن تفاجأت حين رأيت بعض الموديلات الغريبة من المريول المدرسي، هو ليس مريول للدراسة هذا يصلح فستاناً للخروج لحفلة أو زيارة عائلية، فهو مليئاُ بالقصات الغير محببة أو مفيدة، صحيح أنَّ ابنتي بكت كثيراً لكي تشتري واحداً مثله لكنني لم أشتري لها مثل ما أرادت، وأقنعتها بشراء المريول العادي ذو الجيبتين من الأمام والحزام من الخلف وقد زُينتْ ياقته بقبة بيضاء مزركشة جميلة".

أما فيما يتعلق بالأسعار، فقد لفتت "أم جميل"، إلى أنَّ بعض المحلات تقوم بعرض مجموعة من الشنط والزي المدرسي بأقل الأسعار وبخامة جيدة، ولكِن الزبون يتفاجأ حين يصل المكان أنَّ البائع يُخبره بأنَّ العرض انتهي أو البضاعة قد نفذت، أو أنَّ الزي المدرسي كما هو معروض عبر وسائل التواصل ولكِن بخامة رديئة جداً.

وتابعت: "قبل قليل ذهبت لأحد محال بيع الشنط المدرسية، وقد كان العرض (شنطة جميلة وبخامة ممتازة فقط بـ 5شيكل) فرحت بالعرض وقررت شراء ثلاث شنط لأولادي، ولكني تفاجأت بأنَّ كل ما كان معروض على موقع التواصل قد نفذ، فـأخذ البائع يُقنعني بموديلات أخرى لشنط أغلى بنحو 3 أضعاف من العرض الذي أوهمني أنّه نفذ، ولكِن بخامة رديئة جداً، مما دفعني للغضب فاتهمتهم بالكذب والتدليس على المواطن، فهم يجذبونه حتى يزور المعرض، وذلك من خلال عرض بضاعة غالية الثمن وبجودة جيدة، وحين يأتي الزبون يخبرونه بأنّها قد نفذت ويقنعوه بأنواع أخرى، لذلك أقول للبائعين اتقوا الله في الناس، يعلم الله كيف دبروا المال لشراء ما يحتاجه أولادهم وثمن المواصلات".

"لا ملابس جديدة لهذه السنة"

"ايناس" هي أم لطلاب آخرين جاءت إلى السوق لشراء بعض ما يحتاجونه للمدرسة، تقول: "نحن نعتمد على مخصصات الشؤون الاجتماعية لشراء ما يلزم لأولادي وتسديد ديوننا، لكن المسؤولين لا سامحهم الله، لا يشعرون بالمواطن وهمومه، وطوال تلك المدة استطعت أنّ أدخر المال من بعض ما كانت أمي تُعطيه لأولادي، وجئت للسوق لشراء فقط بعض الأشياء البسيطة، المريول الخاص ببناتي جديد كما هو، قمت بغسله وكويته وعاد كأنني اشتريته للتو من السوق، وسأشتري فقط الـ(شبرات والبُكل) البيضاء وبناطيل ليرتديها أولادي".

"أروح أسرق مشان يلبسوا جديد؟!"

"رأفت" يقول: "لا بدي أشتري ولا أروح ولا آجي، من وين المصاري، لا شغل ولا شؤون ولا مسؤولين حاسين بوجع الغلابة، أنا من وين بدي أشتري لهم زي جديد أو شنط جديدة، أروح أسرق يعني عشان يلبسوا  جديد!".

وأردف: "أولادي يبكوا كل يوم بدهم أشتري الهم جديد، بس من وين أجيب، قلبي بيتقطع عليهم، خلصت الإجازة وربنا العالم كيف مشيت حالي، بشتغل يوم وبقعد عشرة، أنا  مواطن غلبان أرزقي على باب الله، الي بحصلوا بجيب فيه أكل لأولادي، مش راح أقدر أشتري الهم لا زي ولا شنط ولاشي".

"محمد أبو وردة" يقول ضاحكاً: "هو بدا العام الدراسي؟ على طول هيك، هو احنا الحقنا نسدد ديون السنة الماضية عشان نرجع نتداين ونستلف ونشتري زي مدرسي وشنط وقرطاسية؟!، لو يأجلوا السنة لأكم من أسبوع، بس على الأقل وزارة الشؤون تصرف شيكات الشؤون النا ولباقي الغلابة".

"سعيدة جداً ببدء العام الدراسي"

"تغريد المصري"، تقول لمراسلة "خبر": "الحمد لله حيبدأ العام الدراسي، لقد استنفذت جميع قواي، لا أعرف النوم منذ أنّ بدأت الإجازة الصيفية، أولادي يستيقظون منذ ساعات الصباح الأولى ويظلوا لساعات متأخرة من الليل وأنا أصرخ وأركض خلفهم، أتمنى أنّ يلغوا فكرة الإجازة الطويلة، يكفي كم يوم إجازة ويعود الأولاد للمدرسة، صحيح أنهم يغيبون عني لساعات قليلة ولكِن أستطيع النوم عند خروجهم من المنزل، وأستيقظ قبل عودتهم من المدرسة بدقائق بسيطة، فأنال قسطاً من الراحة لتفكيري ولصوتي ولجسمي ولعظمي، أدعو الله أنّ يهديهم".

وكالة "خبر" استطلعت ما يتداوله المواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول بدء العام الدراسي والزي المدرسي المعروض في المحال التجارية، بالإضافة لاستعدادهم لاستقبال السنة الجديدة، ورأيهم في العروض التي يقوم بها أصحاب محال بيع الزي المدرسي، وكانت كالتالي: