حكومة بن غفير خارج دائرة البث!

تنزيل (9).jpg
حجم الخط

بقلم: افرايم غانور

 

 



يتبين أنه حتى التقارير المقلقة عن المس بأهلية الجيش الإسرائيلي والأقوال القاسية لقائد سلاح الجو اللواء تومر بار في أنه "يوجد ضرر بسلاح الجو آخذ بالتعمق لا تشغل بال رئيس الوزراء نتنياهو ووزرائه.
فبدلاً من الاهتمام بالمواضيع المهمة والمقلقة للشعب وللدولة، اختارت الحكومة الاهتمام في هذه الساعات الصعبة بموضوع هامشي للغاية – الفصل بين النساء والرجال في المواقع المائية لسلطة الطبيعة والحدائق.
الدولة غارقة في المشاكل حتى الرقبة وهذا ما يشغل بالها. السخيف هو أنه في الوقت الذي تشغل فيه مشاكل حماية البيئة بال مئات الحكومات في العالم ممن وضعوها في رأس جدول أعمالها، تكرس وزيرة حماية البيئة عيديت سيلمان زمنها للاهتمام بهذا الموضوع الهامشي.
فضلاً عن ذلك، تشغل بال الجمهور في إسرائيل هذه الأيام أصوات قرع طبول الحرب التي تأتي إلينا من الشمال، حين يكون واضحاً أن حزب الله مدفوع من إيران بأن يستغل الفوضى في دولة اليهود كي ينفذ هجوماً يقوض بقدر كبير الحلم الصهيوني ووجود إسرائيل.
سمعنا مؤخراً تحذير وزير الدفاع يوآف غالنت من أن كل محاولة لهم للمس أو لضعضعة أمن إسرائيل سيدفع الجيش الإسرائيلي لأن يعيد لبنان إلى العصر الحجري.
لا شك في أن الجيش الإسرائيلي يمتلك جواباً مناسباً لكل ضربة من حزب الله لإسرائيل لكن هنا يجدر بنا أن نتعلم من تاريخنا غير البعيد. فكمن قاتل في حرب الأيام الستة البطولية، في حرب الاستنزاف الرهيبة وفي حرب يوم الغفران اللعينة، تعلمت بأن أساس الضربات والإخفاقات تلقيناها حين شعرنا بأننا أبطال، يهود ومغرورون أمام أعدائنا الذين نجحوا غير مرة في أن يفاجئونا. وعليه، بدلاً من التهديد، من الأفضل في هذه الساعات الاستعداد والتركيز على كل خطوة وإجراء في الطرف الآخر، بتواضع، بتفكر وبجدية أكبر بكثير.
مثلما يمكن لنا أن نفهم، ليس عندنا فقط ينتظرون بتوتر 12 أيلول، للمداولات الدراماتيكية في محكمة العدل العليا في إلغاء تقليص علة المعقولية، مداولات يوجد فيها احتمال كبير لجعل الأزمة التي تمر على الدولة لا رجعة عنها.
وضع بالتأكيد من شأنه أن يشكل فرصة لا تتكرر لأعداء إسرائيل لضربها بشكل قاسٍ جداً، فيما أن إيران هي التي تتابع عن كثب ما يحصل في إسرائيل، توجه الخطوات وتعطي التعليمات متى، كيف وإذا ما على الإطلاق فتح معركة متداخلة ضد إسرائيل.
يجدر بنا هنا أن نتناول حقيقة أخرى تتعلق بإيران: العلاقة المتوثقة بين الولايات المتحدة والسعودية وفي إطار ذلك دمج إسرائيل في هذا الحلف.
واضح لطهران أنه إذا وصل هذا الحلف إلى النضج، فسيمس هذا بمكانتها وبقوتها.  
ترفع هذه الحقيقة إمكانية أن يكون من شأن إيران أن تفعل، وأساساً أن تفعل حزب الله، الجهاد الإسلامي وحماس أيضاً، لخلق فوضى في منطقتنا تترافق وعمليات إرهابية وإطلاق صواريخ نحو مركز إسرائيل لأجل كبح هذا الحلف بكل ثمن.
الأردن ومصر أيضاً، كدولتين تجسران بين إسرائيل والفلسطينيين من شأنهما أن تشعرا تخفيضاً في مكانتيهما كنتيجة لاتفاق إسرائيلي – سعودي.
وعليه، ففي هذه الفترة الحساسة وغير البسيطة، تحتاج دولة إسرائيل جداً إلى حكومة – قيادة متوازنة، مسؤولة، براغماتية، تعرف كيف توجه طريقها في هذا الواقع غير البسيط. واضح أن حكومة إيتمار بن غفير فيها هو وزير الأمن الداخلي، يريف لفين هو وزير العدل، وبتسلئيل سموتريتش هو وزير المالية، ليست هي مثل هذه الحكومة.

عن "معاريف"