طالبت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، بالإفراج عن الأسير المريض وليد دقة "62 عامًا"، والذي يعاني من مرض رئوي مزمن، ومن سرطان النخاع الشوكي.
وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية هبة مرايف: "إنّ حالة الأسير وليد دقة تُبرز مدى قسوة النظام القضائي الإسرائيلي في تعامله مع الفلسطينيين، بمن فيهم المصابون بمرض عضال أو من يُحتضرون".
وتابعت: "تفاقمت حالة وليد الصحية أصلا بسبب الإهمال الطبي من جانب مصلحة السجون الإسرائيلية، فعندما أصيب بجلطة في وقت سابق من هذا العام، رفضت نقله إلى مستشفى مناسب لمدة 11 يوما، وهو تأخير أدى إلى مضاعفات هددت حياته، ويواجه الآن احتمالية الموت المؤلم خلف القضبان".
وأردفت: "حرمان السجناء من الحصول على الرعاية الطبية المناسبة ينتهك المعايير الدولية، وقد يرقى إلى التعذيب، ويجب على السلطات الإسرائيلية الإفراج عن وليد دقة لدواعٍ إنسانية في القريب العاجل، وضمان توفير الرعاية الطبية التي يحتاج إليها بصورة ماسة".
وأوضحت أنّ الأسير دقة قضى حكمًا بالسجن مدته 37 عامًا، وأنهى مدة محكوميته هذه في آذار/ مارس الماضي، وعلى الرغم من ذلك، فقد حُكم عليه بالسجن لعامين إضافيين في 2018، ومن المنتظر الآن إطلاق سراحه في آذار/ مارس 2025.
وأشارت إلى رفض لجنة خاصة معنية بالإفراج المشروط، في 26 حزيران طلب وليد دقة الإفراج المبكر عنه في ضوء وضعه الصحي، وفي 7 آب الجاري، رفضت المحكمة المركزية في اللد التماسه ضد قرار اللجنة المذكورة.
وأضافت: "إنّ أحد تقارير المنظمة حول نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، نُشر عام 2022، يتحدث عن التمييز الممنهج الذي يمارسه نظام القضاء العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ويحرمهم من الحق في المحاكمة العادلة والإجراءات القانونية الواجبة".
وشدّدت على أنّها راجعت تقييمًا طبيًا لحالته، أجراه طبيب اختصاصي في أمراض الدم، مع تدهور حالة وليد الصحية، واصلت إدارة السجون تجاهل توصية الطبيب بضرورة نقله إلى "بيئة نظيفة وصحية"، فيما أبلغت سناء سلامة، زوجة وليد دقة، منظمة العفو الدولية أن زوجها تعرض لإهمال طبي "منهجي" ومطول.
ولفتت إلى أنّ قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء تنص على أنه "ينبغي أن يحصل السجناء على مستوى الرعاية الصحية نفسه المتاح في المجتمع، وينبغي أن يكون لهم الحق في الحصول على الخدمات الصحية الضرورية مجانا ومن دون تمييز على أساس وضعهم القانوني".
ونوّها العفو الدولية، إلى أنًه وفقًا للتقييمات الطبية، فإنّ أمام وليد عامًا أو عامين، وإن إبقاءه محتجزا حتى 2025 هو عبارة عن قسوة مجانية.
ودعا السلطات "الإسرائيلية" إلى الإفراج عن وليد دقة، وإنهاء الحرمان الممنهج من الرعاية الطبية الكافية للأسرى الفلسطينيين المرضى، والتأكد من احترامها لجميع المعايير الدولية لمعاملة الأسرى.