متى وهل يستيقظ.. الاسرائيليون لتنعم المنطقة بالسلام والاستقرار

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم ابراهيم دعيبس

 


عدد السكان اليهود في الارض بين نهر الاردن والبحر المتوسط ملايين قليلة ، وعدد اليهود جميعا في العالم هم بعدد سكان القاهرة فقط تقريبا، ومع هذا فهم يسيطرون على الشرق الاوسط من خلال اسرائيل، ويسيطرون على مناطق واسعة بالعالم ولا سيما الولايات المتحدة من خلال اليهود.


في المنطقة عندنا تبدو اسرائيل هي المسيطرة وصاحبة الكلمة الاولى وما تريده تفعله عندما تشاء ، وتضرب مناطق متعددة في اكثر من دولة ، وتتسابق بعض الدول العربية للتطبيع معها، ويتحدث قادة اسرائيل ، ورئيس الوزراء نتانياهو بالمقدمة ، بطريقة متعجرفة وفوقية، وكأن الكلمة الاولى والاخيرة لهم.


ونحن الفلسطينيين اكثر الناس معرفة بهذه الوقائع، واكثر الدول دفعا للثمن الذي يخططون له ويقيمون دولتهم فوق ارضنا ولا يتوقفون عن التوسع ابدا، وآخر هذه الخطوات الاحتلالية رصد اكثر من ثلاثة مليارات شواكل لتعزيز الاستيطان ، وبناء اكثر من 2700 وحدة جديدة في المدينة، والعمل على تهويدها كليا.


ومن المعروف ان العالم بصفة عامة ، والولايات المتحدة التي هي اقوى حليف وداعم لاسرائيل بصفة خاصة، تعارض بشدة هذا التوسع الاستيطاني، ويقول وزير ماليتهم المغرق بالتطرف سموترتش ، انهم سيواصلون تعزيز الاستيطان وتوحيد القدس تحت السيادة الاسرائيلية.


هذه الاقوال الاحتلالية ترافقها ممارسات واقعية حيث ان التوسع الاستيطاني لا يتوقف ومحاولات تهويد القدس تبدو واقعية واسعة. وتؤكد وزارة الخارجية الفلسطينية، ان ضم الضفة متواصل في ظل ازدواجية المعايير الدولية، وقد تم اعتقال العشرات خلال عمليات هدم وتوقيف واستهداف للعمال ، كما ان الاحتلال لا يتوقف حتى عند هدم المدارس ومن بينها مدرسة عين سامية التي موّل بناءها الاتحاد الاوروبي ، الذي بادر الى ادانة عملية الهدم هذه وهناك عشرات المدارس الاخرى المهددة بالهدم.


هذه الغطرسة الاسرائيلية ، بسبب التفوق العسكري الذي يتمتعون به، يجيء كل يوم تقريبا ، ما يقوقظهم من هذه الحالة المتعجرفة ، كالعملية المسلحة التي ادت الى مقتل اثنين من اليهود في بلدة حوارة الى الجنوب من نابلس. وبالتأكيد فان احدا لا يؤيد سفك الدماء ولكن لا بد من قراءة الدوافع والمبررات لعمليات كهذه، وما الذي يجعل شابا في مقتبل العمر يغامر بحياته في اعمال كهذه، والجواب واضح ومعروف وهو ان الاحتلال ومصادرة الارض وتهجير المواطنين كلها اعمال غير منطقية ولا مقبولة.


نحن نؤيد السلام ونطالب به دائما، وقد قدمت القيادات الفلسطينية المختلفة مقترحات متعددة لتحقيق السلام والاستقرار في بلادنا والمنطقة عموما ، ولكن احدا في اسرائيل لم يسمع ولم يستجب، وظلوا يتصرفون وكأنهم وحدهم فوق هذه الارض واصحاب الحق والاستيطان فيها، وانهم بالقوة سوف يحققون ما يريدون.


هذا المنطق صحيح ولكنه قصير النظر، فالقوة ليست دائمة والاحتلال لم يستمر في اي منطقة بالعالم عبر التاريخ وعليهم في اسرائيل ان يستيقظوا من اجل تحقيق السلام المطلوب والمعقول، حتى تعيش بلادنا والمنطقة ويعيش الفلسطينيون واليهود في سلام واستقرار، وبدون ذلك فان غطرسة القوة الى زوال وسوف يصحوا الغافلون تحت وهم القوة العسكرية ويكتشفون ان هذه الغطرسة الى زوال وان اصحاب الحق هم بالنهاية لمنتصرون.


فهل يصحو المتغطرسون وتنعم بلادنا ومنطقتنا بالسلام والاستقرار ام انهم سيظلون في غطرستهم ، وتظل المنطقة تعيش في توتر وسفك الدماء وحروب متكررة ولا تتوقف ..؟!