تهديد اسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في غزة

aac57ec2b3ab917b9541a226e90c25eb.jpeg
حجم الخط

بقلم مصطفى ابراهيم

 

في ظل التحريض الاسرائيلي ضد الفلسطينيين وضرورة الرد على العمليات الفدائية المتصاعدة في الضفة الغربية، والتي امتدت الى جنوبها في الخليل والخشية الاسرائيلية من تصاعد المقاومة وهجماتها في الخليل.

 

و التقديرات والتخوفات من شن عملية عسكرية ضد قطاع غزة او تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادة المقاومة خاصة من  حركة حماس.

 

تتجه الانظار الى  القطاع على اعتبار انه الحلقة الاضعف حسب وجهة النظر الاسرائيلية وعدم قدرتها على المغامرة في جنوب لبنان.

 

وحسب ما نقلته وسائل الاعلام ان المجلس الوزاري الامني السياسي  (الكابينيت) اتخذ القرار بترك المهمة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الامن اليميني المتطرف يواف جالانت، واتخاذ القرار المناسب بطبيعة الرد واين سيكون ومتى.

 

بعد عملية الخليل ومقتل مستوطنة يهودية ارتفعت وتيرة التهديد والتحريض رافقتها دعاية اسرائيلية رخيصة وتغطية للفشل الامني والتنكر للحقوق الفلسطينية ومقاومة الاحتلال وارهاب المستوطنين.

وما رافقها من تصريحات نتنياهو ووزير الامن جالانت بتوجيه الاتهام لايران والحديث عن ضرورة حباية   ثمنًا باهظًا من كل من يقف خلف الهجمات الأخيرة، 

 

وما ذكره ومسؤول إسرائيلي كبير، من أن إيران تغرق الضفة الغربية بالأموال وتريد تحويلها إلى جبهة ضدنا.

 

وتزامنت مع ما ذكرته ريشت  (كان) نقلا عن مصادر فلسطينية، إن حماس تجند عناصر من الأمن الفلسطيني لخدمتها بالضفة الغربية وتستغل الحركة الظروف الاقتصادية لعناصر الأمن الذين يتلقون رواتبهم بنسبة 80%.

 

تصريحات ان تبت صحتها تعبر عن طبيعة  العلاقة  بين الاجهزة الامنية الفلسطينية والاسرائيلية، والتي لا تراعي طبيعة الاحتلال والجرائم التي يرتكبها، وهي تصريحات استجدائية وتسيئ للشعب الفلسطيني ومقاومته،  من أجل دعم الاجهزة الامنية مالياً.

 

وعلى الرغم من التهديد الاسرائيلي والتحريض على المقاومة في غزة والخارج، وانها التي تمول وتدعم المقاومة في الضفة.

 

فهي وسيلة للهروب من الفشل الأمني، وكأن الشبان الفلسطينيين ينقصهم الشجاعة والبطولة، وهم الذين يقاومون الاحتلال سواء كانت رد فعل على ارهاب الجيش والمستوطنين بطريقة تظهر وكأنها  أعمال انتقامية، أن كل هذه البطولة هي انتــاج ايراني.

 

 مع أن  المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غير متأكدة من صحة هذه المعلومات، وهي تلمح إلى أن حركة حماس تقود جهود اشعال  الضفة الغربية المحتلة، والدفع لتنفيذ المزيد من العمليات، على غرار العمليات التي نفذها اعضاء ينتمون لحماس، والتي اعتبرت أكثر خطورة.

 

وبناء على ذلك تشير التوقعات إلى أنه من الممكن توجيه ضربة للاضرار  بمقدرات حماس العسكرية في قطاع غزة أو لبنان.

 

كل الاحتمالات واردة في ظل اشتعال المقاومة وامتدادها للخليل 

 

التي  تعتبر مركز قوة مهم لحماس، وتعتبره إسرائيل الأمر الذي يشكل تحديًا مختلفًا للمؤسسة الأمنية عندما يتعلق الأمر بروتين العمليات في المدينة.

 

وفي حال قيام إسرائيل بعملية اغتيال لشخصية قيادية، أو  استخدام القوة العسكرية لن يؤدي إلى حل، بل إلى المزيد من التصعيد ليس قطاع غزة، بل قد ستزيد المقاومة من عملياتها في الضفة بشكل أوسع.

 

إسرائيل التي تقول أن هذا العام هو الاصعب منذ 20 عاماً، وان عدد المستوطنين والجنود اللذين قتلوا وصل الى 36 قتيلاً.

 

منذ 30 آذار (مارس) العام 2022 وحتى اليوم، لم يتوقف الجيش الاسرائيلي عن عملياته العدوانية العسكرية في الضفة الغربية،  ولم يكن هناك يوم واحد لم يدخل فيه الجيش الإسرائيلي المدن والقرى ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية. حملات اعتقالات، تدمير منازل وبنية تحتية واغتيالات، وغيرها من الجرائم. منذ بداية عام 2023 ، قُتل حوالي 190 فلسطينيًا في الضفة الغربية، 43 منهم اطفال. 

 

اضافة الى ارهاب المستوطنين تحت رعاية وحماية الجيش، وحرق القرى وقطع الاشجار والاعتداء على الرعاة، وتهجير الفلسطينيين من اراضيهم، وقتل الفلسطينيين والاعتداء عليهم بالضرب. واطلاق يد وزير المستوطنات سموترتش في زيادة ميزانيات الاستيطان والاستيلاء على الاراضي الفلسطينية ومصادرتها، ورخص البناء.

 

وفي نطرة سريعة على عددٍ الشهداء اللذين ارتقوا وبناء على توثيق بيتسيلم. 

 

 قُتل 22 يهوديا هذا العام حتى شهر يونيو/حزيران، رغم أنهم أكثر بخمسة أضعاف من العام الماضي، ولكن أقل بعشر مرات من العام، 2002، عندما قُتل 269 إسرائيليا. وفي المقابل، بحلول يونيو/حزيران من هذا العام، استشهد  160 فلسطينياً، مع انه حسب التوثيق الفلسطيني 226، مقارنة بـ 183 فلسطينياً في العام الماضي و1021 في عام 2002. وبالمناسبة، لم يكن هذا العام هو العام الأكثر دموية من وجهة نظر الفلسطينيين، بل إن هذا الرقم  مسجل توثيق العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة عام  2014، الذي استشهد فيه 2271 فلسطينيا، استشهد منهم 140 رجل وامراة وطفل، في يوم واحد في مدينة رفح ومخيمها في ما سمي بالجمعة السوداء.

 

اضافة الى عدد الشهداء، في مسيرات العودة 2018، نحو 300 شهيد، ودورات العدوان في العام 2019، 30 شهيد في يومين، وهبة الكرامة وسيف القدس 2021، 232  شهيداً، والعام 2022، 52 شهيداً، وعدوان شهر ايار/ مايو الماضي 2023، 33 شهيداً.

 

هذا تذكير سريع للجرائم وحرب الابادة الاجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال، وما نشاهده يومياً، من اعدامات  ميدانية، وهي جرائم حرب يرتكبها الجنود الاسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، القتل من أجل القتل في سلوك اجرامي يومي.

 

وفي حال عدوان اسرائيلي جديد ستضاف جرائم حرب، من ضحايا وتدمير بيوت وتهجير ونزوح جديدة ضد الفلسطينيين.