أحداث مخيم عين الحلوة ومسلسل تصفية قضية اللاجئين!

تنزيل (1).jfif
حجم الخط

بقلم د. عبد الرحيم جاموس

 

 

 المخيمات الفلسطينية مثلت عنوان القضية وموئل الثورة الفلسطينية على مدى سنوات النكبة الخمسة والسبعين، لماذا تستهدف هذه المخيمات داخل فلسطين مخيم جنين ونور شمس وعقبة جبر وغيرها على يد قوات العدو الصهيوني وخارجها على يد قوى تدعى المقاومة والممانعة ويجرِي ذبحها وتدميرها ومسحها من الوجود في الخارج مثل ما جرى لبعض المخيمات في لبنان من مخيم جسر الباشا إلى مجازر تل الزعتر ومجازر صبرا وشاتيلا إلى حصار حركة أمل لمخيمات بيروت في أعوام منتصف الثمانينات لبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا ومن بعد ذلك ما جرى من تدمير وتهجير لمخيم نهر البارد إلى ما يجري الآن من استهداف مخطط له اليوم لمخيم عين الحلوة ليلاقي نفس المصير الذي لاقتها المخيمات السابقة والذي بات يعد اليوم أكبر مخيمات الشتات في لبنان ويمثل عاصمة الشتات الفلسطيني ..
علينا أن نتوقف أمام ظاهرة استهداف المخيمات الفلسطينية في سوريا أيضا خلال الصراع الدائر فيها حيث تم حصار وتجويع ومن ثم تدمير مخيم اليرموك في العاصمة دمشق وهو أكبر مخيمات الشتات ومخيمات حمص وحماة وحلب واللاذقية ..
إنه مسلسل واحد موحد جرى ويجري تنفيذه بهدف القضاء على المخيمات الفلسطينية وتشريد سكانها التي تمثل جوهر قضية اللاجئين الفلسطينيين وهي جوهر القضية الفلسطينية وركنها الأساس المتمثل بضرورة تنفيذ حق العودة الذي يؤكد عليه القرار القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم والذي يحمل الرقم 194 لسنة 1948م والذي يجري التأكيد عليه سنويا في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
إن ما تعرضت له المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان من تصفية وتدمير هو جزء من مخطط صهيوني أمريكي، كما جرى استهداف الأحياء الخاصة بالفلسطينيين في بغداد بعد الإحتلال الأمريكي لها من حصار وقتل وتدمير ومن ثم التهجير إلى خارج العراق على أيدي ميليشيات ترفع شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل، كل ذلك يستهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين جوهر القضية الفلسطينية وركنها الرئيس الذي ترفض إسرائيل رفضا مطلقا التعامل معه وفق القرار 194 المشار إليه، وللأسف أن من يقوم بمهمة التصفية هذه دائما أدوات وأيدي عربية تتخفى تحت مسميات وشعارات حزبية ومنظمات وفصائل مختلفة يختفي خلفها العدو الصهيوني مباشرة لأنها تنفذ خططه لتصفية قضية اللاجئين التي تؤرقه وتهدد كيانه ووجوده في حال أجبر على تنفيذ القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم وديارهم التي هجروا واقتلعوا منها سنة 1948 م.
إن مواجهة هذا المخطط الجهنمي تقتضي وحدة الموقف لمثل القوى الحية والشريحة في لبنان وغيره وتوفير الحماية والأمن والإستقرار وشروط الحياة الكريمة لمخيم عين الحلوة وبقية المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان .. وتفويت الفرص على منفذي هذا المخطط الجهنمي الذي يستهدف بالأساس مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين.