اعتقد اننا نعيش مرحلة سياسية من أسوأ ما عاشه شعبنا على مدى عشرات السنين حتى وصلنا الى ما نحن عليه من اوضاع مؤلمة ومستقبل مظلم.. وانا أحس ، وقد اكون مخطئا ، ان الناس يعيشون في واد والقيادات في واد آخر ، وان الشعب يبدو غير قادر على تغيير هذه الظروف وان القيادات كما هو واضح ومعروف، تبدو غير معنية بتغيير هذا الواقع الذي يخدم مصالحها الخاصة والفئوية المتعلقة بها.
الاحتلال يلتهم ما يستطيع من الارض ، ويقيم المستوطنات ويخطط لعشرات السنين القادمة ويبدأ بالتنفيذ فورا وقياداتنا تواصل اصدار بيانات وتصريحات الادانة والرفض اللفظي المطلق لهذه الممارسات الاحتلالية ثم يذهب كل قائد الى قاعدته ومنزله ويعد للخطط الشخصية القادمة وكتابة ما يلزم من خطابات وبيانات على المستوى العام الوطني والتي لم يعد احد من ابناء هذا الوطن يستمع اليها او يهتم بها.
وتبقى بارقة الامل الوحيدة الصامدة والقوية ، هي في تواجدنا السكاني فوق هذه الارض مع التمسك بها والحرص بقدر الامكانيات والممكن على العمل لحمايتها ومنع الاحتلال من سرقتها، وهناك حالات كثيرة نجح المواطنون في الدفاع عن ارضهم وحمايتها من بطش الاحتلال ، ولدينا دليل قوي على هذا وهو التواجد الفلسطيني الذي يتزايد ، داخل حدود ما نسميه بعرب الداخل الذين بوجودهم يعتبرون شوكة في حلق الاحتلال رغم كل الصعوبات والعقبات التي يواجهونها.
السؤال الكبير الذي يواجهنا هو ما العمل وكيف يمكننا الخروج من هذه الحلقة المفرغة ، وانا اعتقد ان الجواب البسيط والسهل هو اجراء انتخابات رئاسية وبلدية وقروية لكي يقول الشعب كلمته ويختار من يمثله، وألا تكون هذه الانتخابات ، اذا حدثت، لمرة واحدة وانما تتكرر كل اربع سنوات مثلا او تحديد مدة زمنية لاجرائها والالتزام بذلك.
وتجيء في مقدمة انتخابات كهذه الانتخابات الرئاسية الحقيقية كل اربع سنوات على غير ما يحدث معنا في الاوضاع الحالية ، حيث ان المرحوم ياسر عرفات ، ظل قائدا ورائدا حتى اثناء مرضه الى حين وفاته.
ومع الاحترام الشخصي للرئيس ابو مازن الذي بلغ من العمر الطويل وهو فوق كرسي الحكم ، فانا اعتقد ، واعتقد ان كثيرين يشاركونني هذا الرأي بأن السيد الرئيس عليه ان يتخذ زمام المبادرة ويدعو الى انتخابات تشريعية ورئاسية ويلتزم بالنتائج، وهو بالتأكيد قادر على ذلك وبإمكانه تنفيذه لو أراد.
فيا ايها السيد الرئيس خذ المبادرة وادخل التاريخ لهذه القضية الوطنية وفي هذه المرحلة المصيرية. وسيكون اسمك في الاعالي في حال نفذت هذه القضية، اما البقاء فوق كرسي الحكم والاكتفاء بالتصريحات والبيانات اللفظية التي لا قيمة لها ، فقد كرهها الناس ولم يعودوا يهتمون بها اطلاقا.
وللتذكير فقط، اقول اننا للاسف سمعنا وعودا كثيرة
ومقترحات وبيانات اكثر حول اجتماعات وحركات لخدمة هذا الشعب ومصلحته بدون ان نرى ميدانيا اي تنفيذ لها او تحويلها الى واقع لا ان تبقى مجرد كلام في الهواء.. !!