دوما يقال، أن هناك صدف في الحياة العامة يكون لها تأثير بما يكون مصيري لحياة أفراد، وفي عالم السياسة تقل كثيرا ما يمكن لها أن تتركه، ولكنها تحتفظ دوما بما يمكنها أن يكون أثرا كبيرا، فمن بين "الصدف السياسية"، التي قد يكون لها أثر كبير، ما حدث من فضيحتين خلال ساعات لا أكثر، قدمها وزراء في حكومة التحالف الفاشي بدولة العدو الاحلالي.
عملت المخابرات المركزية الأمريكية خلال عدة أشهر، بالتنسيق مع رئيس حكومة طرابلس عبد الحميد الدبيبة، بحثا عن "دعم" لمكانته المصابة بحالة ارتعاش كبيرة من فكي كماشة قوى التطرف التي اختارها حليفا، ومن برلمان يراه خارجا وقوات خليفة حفتر التي تمتلك قوة لها دعم محلي وخارجي، على ترتيب لقاء خاص بين أحد من مكونات حكوماته وممثل عن حكومة التحالف الفاشي في دولة الكيان.
ومساء يوم الأحد 27 أغسطس 2023، كشف وزير خارجية حكومة نتنياهو، عن لقاء جمعه بوزير خارجية حكومة الدبيبة، نجلاء المنقوش في روما بمشاركة من وزير خارجية إيطاليا، ما فتح باب غضب مركب، خرجت جماهير شعبية ليبية غضبا، حرقت أعلام دولة الكيان وصور وزيرها مع صور المنقوش، وتعالت ردود فعل أدت الى "هروب" الوزيرة بترتيب أمني من حكومتها الى تركيا، حماية لها من مصير لم يعد ممكنا حصاره.
وبعد ساعات، خرج رئيس حكومة طرابلس ليكشف أنه جزء من الترتيبات من خلال طريقة رد فعله، بين تشكيل لجنة ومعرفة السبب، ثم تهريب المنقوش، ثم تجميدها ثم إقالتها، ردود فعل متسارعة أكدت أنه كان طرفا، وهو ما حاولت المخابرات المركزية فورا على تسريب معرفته بذلك لوكالة أمريكية، حماية للمنقوش.
ولأن فضيحة الدبيبة وحكومته، لا قيمة سياسية كبيرة لها، في ظل الدونية السائدة لدى البعض الباحث عن "شهوة حكم" بأي ثمن كان، ولكن الأهم ما حدث داخل الكيان من رد فعل سريع على ما اعتبر "تصرف صبياني" من وزير خارجية يبحث أن يكون "عنوانا مثيرا دون أي انضباط، أو حساب لما سيكون من أثر الفضيحة التي قام بها، لخصه بشكل محدد رئيس الحكومة السابق والمعارضة الحالي في دولة الكيان لابيد، ""عمل غير احترافي، وغير مسؤول، وفشل خطير في الحكم..إنه صباح العار الوطني والمخاطرة بحياة الإنسان، من أجل عنوان رئيسي"، وسارعت خارجية أمريكا لتعتبر ما حدث، عمل تخريبي ضار وغير مسؤول.
الأهم، ما كان من رد فعل جهاز "الموساد" الأمني عن تسريب خارج المعتاد، باعتباره سيترك آثاره على ما يفعلون مع "البعض العربي" خارج الأضواء، ما قد يخف من حركة "مندفعين" نحو فتح أنفاق علاقات مع دولة الكيان، خاصة وهناك من بدأ فعلا التحضير لإعلان علاقاته معهم.
وفي خضم "فضحة تسريب كوهين – المنقوش"، والارباك العام الذي هز أركان قواعد الحكم العنصري، خرج وزير ماليتهم الإرهابي المستوطن سموتريتش، ليفتح النار على أمريكا، بعدما انتقدت تصريحات الوزير المستوطن الإرهابي بن غفير، مذكرا بتاريخهم في حرق شعوب وبلدان، وخاصة أفغانستان والعراق وغيرها، وأكد أنه "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعظ إسرائيل بشأن الأخلاق".
والحقيقة، ان الوزير الإرهابي العنصري سموتريتش نطق صوابا فلا يحق لمجرم حرب أن يعظ مجرم حرب آخر، وأن من حرق بلدانا ودولا دون محاسبة أو محاكمة، ليس هو من يعظ حارق آخر، تصريحات لن تجد لها رد أمريكي، وستذهب الى الصمت، رغم أن مجمل كلام واشنطن حول جرائم حرب دولة العنصرية، خارج أي إجراء عملي، او عقوبة محددة، فكل ما يقال "نصح" و "هداية" و "دعاء" بحسن السلوك.
منطقيا، فضيحة تسريب لقاء كوهين – المنقوش، وتصريحات الإرهابي سموتريتش، يجب أن تكون أداة فعل فلسطينية، توضيحا بأن حكومة "الفاشية اليهودية" لا تقيم وزنا اعتبارا لمن يعتقد أنه "صديق محتمل"، فهم بالنسبة لها ليس أكثر من أداة استخدامية لترويج مشروعهم ضد الكيانية الوطنية الفلسطينية.
وما قاله سموتريتش عن أمريكا، تكثيف جدا للحقيقة التاريخية عن الدولة التي لا يحق لها أبدا أن تتحدث عن الأخلاق وهي لا تمتلكها..فهل تدرك الرسمية الفلسطينية ذلك، وتكف عن سرابها بالجري وراء "عدالة" من مجرم حرب ضد مجرم حرب.
ملاحظة: تصريحات نصرالله حول احتمال اغتيال العاروري..كأنها تشجيع غير مباشر لحكومة نتنياهو بتنفيذها بس مش في الضاحية...تهديد مالوش رصيد...خاصة وأن يد اليهود طويلة كتير على مراكز الفرس وحزبه في سوريا..واللي بتعرف ديته.. وباقي المثل معروف يا مهدداتي برما!
تنويه خاص: حكومة نتنياهو زعلت من حكومة حماس لانه حكي جماعتها صار يحرجها..صح كلام كبير وفعل ما فيش..لهيك قررت تنقيص كم تصريح عمل..الضرب في المال أسهل..وهو مرصود لكم بس حسنوا أخلاقكم شوي وبلاش عنطزة فاضية !