هارتس : حان الوقت لتنتقم أوكرانيا من إسرائيل

ليفي.jpeg
حجم الخط

بقلم: جدعون ليفي

 

 




اوكرانيا الشجاعة يمكنها أن تتحول الآن الى نموذج للعالم في كيفية التعامل مع إسرائيل، فقط بالقوة. أيضا الولايات المتحدة يمكنها عندها أن تتعلم فصلا مهما.
أعياد تشرين تقترب، وعشرات آلاف الإسرائيليين يريدون السفر الى اومان. اوكرانيا، التي تعرضت فقط لخيبة الأمل والاهانة من إسرائيل، تفحص تقييد عدد الاتباع الذين سيسمح لهم بالقدوم.
أطلق سفيرها المثير للانطباع في إسرائيل، يفغين كورنتسوك، تصريحات في السابق بهذه الروحية. نحن لسنا بحاجة الى فضيحة تدخل وزير القدس وتراث إسرائيل، مئير بروش، من اجل دخول المتهم بالتحرش الجنسي الى اومان. بدلاً من تقديم النصائح للسلطات في اوكرانيا، يجب عليكم فعل شيء. لا تتحدثوا. افعلوا. فقط هكذا ستتعلم إسرائيل كيفية التعامل حسب معايير مقبولة على المجتمع الدولي مع دولة صديقة توجد في ضائقة، وأن تعرف بأنه يوجد لكل شيء ثمن.
تقيم إسرائيل الدنيا من اجل السماح بدخول الإسرائيليين. هددت اوكرانيا في السابق بتحديد عددهم. ولكن دائما استسلمت في اللحظة الاخيرة. هي قوية ضد روسيا ولكنها ضعيفة ضد إسرائيل واللوبي اليهودي. حان الوقت لتغيير ذلك. هكذا سيتم وضع حد لوقاحة إسرائيل: دولة تمنع دخول 4700 لاجئ حرب من اوكرانيا، وصلوا الى هنا في السنتين الاخيرتين، 2000 منهم فقط منذ بداية السنة، تتجرأ على المطالبة بدخول غير محدود لعشرات آلاف المتدينين الى احتفالهم السنوي. لاجئو حرب؟ لا. هم يتمسحون بالقبور؟ نعم. هذه هي الشيفرة الاخلاقية والقيمية. لماذا؟ كالعادة الجواب يكمن في رؤية إسرائيل الذاتية: كل شيء مسموح لنا. هل هناك اتفاق يلغي الحاجة الى تأشيرات الدخول؟ إسرائيل يمكنها الاستخفاف به وطرد كل من لا يروق لها. أما اوكرانيا فمحظور عليها ذلك. لماذا؟ أنتم تعرفون. الكارثة، اليهود، والشعب المختار.
في السنوات الاخيرة يتوسل الاوكرانيون للحصول على مساعدات من إسرائيل. هم يقولون إنها لم تلتزم بتعهدها بنقل مصابين اليها، ولم تحول كل كمية الستر الواقية والخوذ التي وعدت بها. تعطي القليل مقابل تجند كل العالم الغربي الى جانبها. عن سلاح دفاعي لم يكن بالطبع ما يمكن التحدث عنه. عندما تكون إسرائيل في خطر فان كل العالم يستدعى لانقاذها، لكن اوكرانيا، ليهتم الآخرون بها، لأننا نحن حالة خاصة، شعب صغير يعيش وحده. لاجئون من دول مجاورة – لا، نحن في حالة حرب معها. لاجئون من افريقيا – لا، هم سود. ايضا ليس الأوكرانيون لأنه لا يوجد لهم جد يهودي أو جار يهودي. 5 آلاف لاجئ، هذا هو النصيب الذي حددته دولة فيها 10 ملايين نسمة ويعيش فيها عشرات الآلاف من اصل اوكراني، في الوقت الذي تغرق فيه اوروبا بملايين اللاجئين من كل ارجاء العالم.
يضاف الى ذلك القضية المشينة التي وصلت، أول من أمس، نهايتها وهي قضية التأمين الصحي للذين نجحوا في الوصول الى هنا. لاجئون بدون تأمين صحي في دولة مزدهرة كلها دولة لاجئين. هل يمكن تصديق ذلك؟ لا تقوم إسرائيل بطردهم، لكن مثلما مع الاريتيريين والسودانيين، هي ايضا لا تسمح لهم بكسب الرزق. ورقة عمل لمنظمات حقوق الانسان في إسرائيل، التي حذرت في شباط الماضي، من دفع اللاجئين من اوكرانيا، مثل الاريتيريين والسودانيين قبلهم، الى حياة فقر وإلحاق ضرر صحي ونفسي.

عن "هآرتس"