عادة ما تقابل الحامل الكثير من المنغصات التي تؤرق نومها، وتجعل عاداتها في النوم مضطربة، وذلك بسبب بعض الهرمونات وتزايد نمو الجنين.. بجانب ما تعاني منه كالحموضة والقيء وغثيان الصباح وضيق النفس، ولكن يحدث أن تميل بعض الحوامل إلى السهر لساعات متأخرة من الليل لسبب ما ، ما ينعكس على قلة ساعات نومها طوال اليوم.. رغم أن ساعات النوم الكافي تعد من أولويات اهتمام كل حامل خوفاً على صحتها وحرصاً على نمو الجنين بداخلها. لهذا كان الحديث في هذا التقرير عن آثار السهر على صحة الحامل والجنين.
ساعات نوم الحامل
- إن السهر في الحمل ليس المشكلة في حد ذاتها، ولكن ما يعنيه من عدم أخذ وقت كافٍ للنوم، حيث إن السهر يتلاعب في الهرمونات في الدم، ما يزيد الشعور بالإجهاد ويؤثر على الساعة البيولوجية للجسم.
- لكن إذا ما تم تعويض هذه الساعات، فلا يوجد مشكلة للجنين، ولكن فى المقابل تخسر السيدة الحامل الفوائد الإضافية التي يمنحها النوم ليلاً، من تحسين الوظائف الحيوية بالجسم، بدءاً من بعد الساعة 12 .
- المعروف أن ساعات النوم الأفضل للحامل.. يجب أن تكون 8 ساعات متواصلة أو 6 ساعات واثنتين بعد الظهيرة، وهناك بعض الحوامل لا يتمكن من النوم بسهولة بسبب حجم الجنين في الشهور الأخيرة.
- ولهذا يجب على الحامل أن تلتزم بعشاء خفيف.. إضافة وسادة لتحسين هيئة النوم، والنوم على الجانب أفضل من الظهر؛ لتحسين سريان الدم وحسن التنفس.
- بعض الحوامل يشعرن بالجوع مع ميل للسكريات، ويستيقظن من وسط نومهن لتناول الطعام ثم العودة للنوم.. ونوع آخر يصيبه الأرق بسبب اضطرابات في مجرى البول خصوصاً في الشهور الأولى.
- لهذا يفضل في الثلث الأخير من الحمل، النوم الهادئ على أحد الجانبين، ووضع مخدة بين الركبتين وأخرى تستند إليها؛ لتخفيف ضغط منطقة الحوض، مع تجنب النوم المباشر على الظهر.
أسباب قلة نوم الحامل
- زيادة حجم الجنين مع تقدم الحمل، ممّا يصعب العثور على طريقة مناسبة توفّر الراحة أثناء النوم.
- الحاجة المتكررة للتبول نظراً لأنّ نمو الجنين داخل الرحم يضغط على المثانة، ممّا يحفز الحاجة للتبول بشكلٍ أكثر.
- زيادة معدل ضربات القلب لإيصال كميات إضافية من الدم إلى الرحم، مع ضيق التنفس بسبب ضغط حجم الرحم.
- الوزن الزائد أثناء الحمل يسبب آلاماً في الساق والظهر، كما أنّ توتر الأربطة في الجسم، يجعلها أكثر عرضة للإصابة.
- الحموضة المعوية والإمساك، وذلك بسبب بطء الحركة المعوية، لبقاء الطعام في المعدة لفترة أطول.
آثار السهر على صحة الحامل والجنين
-
ارتفاع ضغط الدم للحامل
يُعد ارتفاع ضغط دم الحامل إحدى أهم وأكثر المشاكل خطورة التي من الممكن أن تنتج بسبب السهر ،وقلة ساعات النوم للحامل، وقد ينتج بسبب عوامل عديدة منها ما يأتي:
انقطاع التنفس أثناء النوم، حيث إن من المُقدر أن 10% من الحوامل تعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم.
الشخير الذي يسبب تورم الشعب الهوائية وتضييق مجرى الهواء.
زيادة الوزن التي تسبب الضغط الزائد على المجرى الهوائي.
حدوث تغيرات في الأوعية الدموية قد تسبب قلة حجم الدم الذي يضخه القلب، مما يزيد من احتمال فشل أعضاء الحامل وزيادة خطورة الموت للحامل والجنين.
-
إعاقة نمو الجنين
تصل كمية الدم المتدفقة للجنين إلى أعلى قيمة خلال النوم، لذلك فإن السهر وقلة ساعات النوم للحامل تؤثر بشكل كبير على تدفق الدم والأكسجين والمغذيات للجنين، مما يؤدي إلى مشاكل في نمو الجنين.. كما يسبب السهر انخفاض إفراز هرمون النمو ،الذي بدوره يسبب مشاكل في نمو الجنين.
-
سكري الحمل
إن قلة النوم للحامل قد تؤدي إلى الإصابة بسكري الحمل؛ المتمثل بارتفاع سكر الدم ومقاومة الأنسولين، وهي تُعد مشكلة مؤقتة، إلا أنها قد تزيد من خطر الإصابة بالحالات الآتية:
السكري من النوع الثاني بعد الولادة.
ارتفاع ضغط الدم.
إصابة الجنين بالعملقة، وانخفاض سكر الدم، واليرقان.
إصابة الطفل مستقبلًا بالبدانة ومتلازمة الأيض، والسكري من النوع الثاني.
-
إصابة الحامل بالاكتئاب
بشكل عام إن جميع النساء الحوامل عُرضة للاكتئاب، لكن خطر الإصابة بالاكتئاب قد يزداد بشكل واضح؛ عند قلة ساعات النوم لدى الحامل.. بسبب السهر والاستيقاظ مبكراً للعمل أو لحاجات المنزل.
-
مشاكل وقت الولادة
تنتج عدة مشاكل وقت الولادة بسبب قلة النوم للحامل، أهمها الولادة المبكرة التي تُعد إحدى أخطر المشاكل التي يمكن أن تواجهها الحامل بسبب قلة النوم، وقد تنتج بسبب متلازمة تململ الساقين.. إلى جانب زيادة الحاجة إلى اللجوء إلى الولادة القيصرية.. وطول فترة المخاض.
كيفية حل مشكلة قلة النوم للحامل
- من المهم الحصول على ساعات نوم كافية خلال الحمل لتجنب التأثيرات السلبية، لهذا نقدم لكِ بعض الطرق التي يمكن من خلالها حل مشكلة قلة النوم كالآتي:
- عدم التعرض للأشعة الزرقاء من التلفاز والهواتف المحمولة قبل النوم.
- اتباع تقنيات التقليل من التوتر، مثل: اليوغا أو التأمل أو العلاج بالتدليك.
- التقليل من الكافيين.
- النوم على أحد جانبي الجسم، وقد تحتاجين إلى وسادة لدعم ظهرك وركبتيك.
- التقليل من مشاكل التنفس عن طريق رفع رأسك عند النوم.