أفاد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، بأنه يستبعد إمكانية الوكالة الدولية من دفع رواتب شهري أكتوبر ونوفمبر 2023.
وقال في تصريح صحفي مساء الأحد: "لا أعرف هل سيكون لدينا موارد كافية من الآن حتى نهاية العام ... يجب أن نبقي المدارس مفتوحة"، مشيرًا إلى أن الوكالة تعيش أحد أكبر تهديداتها، وهي أزمة بدأت منذ فترة طويلة، وبدأت تتعمق في الفترة التي يتعمق فيها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتوقع لازاريني أن يقدم المانحون تعهدات إضافية للوكالة؛ لتمكين الوكالة من إنهاء هذا العام، معبراً عن أمله في توافر معلومات أفضل بعد مؤتمر نيويورك، مبينًا أن الوكالة قد تنجح في إنهاء العام كما تأمل، ولكن (أونروا) ستبدأ العام المقبل بتحد أعمق، وأقر بوجود موظفي مياومة بنسبة 10-15%.
وأضاف، أن الأزمة التي تعيشها الوكالة لا تمكن من تعيين كل شخص بشكل كامل وثابت، وفق تعبيره، مشيدًا بدور الأردن تجاه "أونروا"، وقال، إن المملكة لعبت وتستمر في لعب دور كبير داعم للوكالة من أجل لفت وجذب انتباه المجتمع الدولي، وتأمين الموارد اللازمة؛ للحفاظ على أنشطة الوكالة في المنطقة.
وذكر ان الوكالة تحتاج إلى ما بين 170 إلى 190 مليون دولار؛ للحفاظ على الخدمات الأساسية حتى نهاية هذا العام، بما يشمل خدمات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، وفق لازاريني الذي أشار إلى حاجة طارئة إلى 100 مليون دولار لإبقاء السلة الغذائية في غزة والخدمات العاجلة النقدية في سوريا ولبنان أيضا.
ودعا المفوض العام إلى تقديم المساعدات لسد الحاجات في مخيم عين الحلوة في لبنان الذي يشهد اشتباكات مسلحة، منوهًا إلى أن نصف السكان في قطاع غزة يعيشون على المساعدات الغذائية من أونروا، كما تمثل مساعدات الوكالة الغذائية في قطاع غزة أكثر من 50% من كل احتياجات السكان.
وأشار إلى تقديم الوكالة في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، والتعليم لنحو 600 ألف طالب، وخدمات أخرى إلى مليوني شخص في المنطقة، لافتًا إلى تمكن الوكالة في ظل العديد من الظروف التي شهدتها سوريا من الاستمرار في العمل في مخيم اليرموك الذي تدمر خلال الحرب، كما تمكنت الوكالة من إعادة تأهيل المدارس في مخيم اليرموك.
ورأى المسؤول الأممي أن الأزمة المالية هي في الواقع أزمة سياسية، وقال، إن الوكالة تعاني من الغياب الكامل لأي عملية سياسية أو أي إطار سياسي، وبسبب غياب أي عملية سياسية فإن انتباه المجتمع الدولي ليس على المستوى المأمول، وتحدث عن معاناة الوكالة من عدم الاهتمام.
وأوضح أن تمويل أونروا يعتمد على دعم الدول بدون وجود تمويل مباشر، وجهود الوكالة تهدف إلى الحفاظ على انتباه المجتمع الدولي في كل فترة، داعيًا إلى أن يكون لدينا هيكل معين للفلسطينيين من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، والعام المقبل سيكون عمر الوكالة 75 عاما، و75 عاما غياب للحل السياسي، ونحن كنا يجب أن نكون منظمة مؤقتة، ولكن الخطر أن هناك تغيرات طويلة وخطيرة.
ودعا المفوض الأممي إلى حوار ينخرط فيه مجتمع اللاجئين الفلسطينيين والعمل مع المنطقة العربية والمانحين الأوروبيين والولايات المتحدة، وكل الدول المهتمة باستقرار المنطقة، مؤكدًا على أن الهدف الرئيسي هو ضمان عدم تجاهل قضية اللاجئين الفلسطينيين وعدم نسيانها، وأشار إلى أن النقاشات الوحيدة التي تتم تركز على الأمن والاقتصاد السياسي بدون وجود مساحة للاجئين الفلسطينيين.
وختم بالقول: "كلما تجاهلنا القضية أصبحت الوكالة تعاني من غياب أولوياتها، كما أن الوضع المالي سيستمر بالتدهور".
يشار إلى أن مؤتمراً وزارياً سيعقد في نيويورك، في 21 سبتمبر الجاري؛ لحشد الدعم المالي للربع الأخير من العام الحالي لوكالة "أونروا"، بتنظيم أردني سويدي.