يديعوت : تخوُّف من حرب متعددة الجبهات تجبي خسائر فادحة

يوسي يهيوشع.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع

 



في خلفية المداولات في محكمة العدل العليا على التشريع القضائي والأزمة الداخلية التي تحتدم فقط، فان الجبهة ضد إيران وفروعها في المنطقة تتطور الى تهديد خطير للغاية، تهديد يستوجب كامل اهتمام القيادة السياسية ورص الصفوف في الجيش وفي الشعب – تمهيدا لإمكانية تصعيد في عدة ساعات بالتوازي.
لا يوجد سبيل آخر لتفسير الرسائل التي يطلقها أعلى المسؤولين في الجهاز، على أمل ان يكون الجمهور والقيادة المنتخبة أيضا يستمعون. الأحد الماضي، كان هذا رئيس "الموساد"، دادي برنياع، الذي يملك إخطارات جديدة وكثيرة عن نوايا إيرانية لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في العالم. كان خطاب برنياع شاذا لأنه تضمن تهديدا مباشرا للقيادة الإيرانية وبيانا بموجبه لم يعد هناك مجال حصانة وكل مس بإسرائيلي و/او يهودي سيؤدي بالضرورة الى جباية ثمن في قلب طهران. كما أشار برنياع الى ما كتب في هذه الصفحات عشرات المرات في الأشهر الأخيرة: تتعاظم الجسارة الإيرانية لجملة أسباب، من انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط وحتى الشرخ في إسرائيل.
مثال على هذه الجسارة هو ما كشف النقاب عنه وزير الدفاع، يوآف غالنت أول من أمس: أقامت إيران في جنوب لبنان، على مسافة 20 كيلومترا فقط عن إسرائيل مطارا معدا لأهداف إرهابية. في الصور التي عرضها غالنت كان يمكن رؤية علم إيران يرفرف على مسارات الطيران، التي يعتزم النظام العمل منها ضد إسرائيل بالتعاون مع "حزب الله". "الأرض لبنانية، السيطرة إيرانية، الهدف – إسرائيل"، قال.
في هذه المرحلة يستخدم المطار لإطلاق طائرات مسيرة لكن الخطة الكبرى هي خلق محور بديل لتهريب الوسائل القتالية من سورية، التي ينجح الجيش الإسرائيلي في إحباطها في غارات دقيقة من الجو منذ أكثر من عقد، في إطار المعركة ما بين الحروب. يعرف الإيرانيون بان إسرائيل لا تهاجم في لبنان كونها مردوعة أمام "حزب الله"، والفكرة هي خلق مجال حصانة يساعد في مساعي تعاظم القوة، الى جانب قاعدة قريبة من الحدود، يمكن منها إطلاق طائرات مسيرة لمهام هجومية خلف الحدود مع إسرائيل. بالمناسبة يمكن التقدير بان هذه ليست القاعدة الوحيدة التي أقامها الإيرانيون مع حزب الله في المنطقة.
في هذا السياق ينبغي الانتباه الى الخطاب الثالث للمسؤول في الجهاز، رئيس الأركان، ففي الكلمة التي ألقاها أمام المهرجان العسكري المركزي لإحياء 50 سنة على حرب "يوم الغفران"، قال الفريق هرتسي هليفي ان "علينا أن نتعاطى مع كل تصريح لأعدائنا، بالأقوال او بالأفعال. ألا نستخف بهم والا نعظم قوتنا. علينا أن نكون جاهزين اكثر من أي وقت مضى لمواجهة عسكرية واسعة ومتعددة الجبهات تتضمن مناورة في اشتباك قتالي وفي احتكاك عال مع العدو ستنطوي على خسائر وإصابات تشارك فيها أيضا الجبهة الداخلية. حين تمتلئ وسائل الإعلام بالمناقشات حول دروس حرب 1973 من المرغوب فيه الانصات بخاصة الى النص الواضح والصريح لقائد الجيش في 2023.
غالنت هو الآخر أجرى الربط الواجب الذي يحذر الجيش الإسرائيلي منه، بين الازمة الداخلية والثقة الذاتية للاعداء. "في السنة الأخيرة، نواجه صدعا آخذا في التعمق في المجتمع الإسرائيلي حول التوازن بين السلطات"، قال، "قد يكون الثمن باهظاً، باهظاً جدا في سياقات الأمن القومي، وعليه فان التغييرات المركزية تجرى بتوافق واسع. كمن يقف على راس جهاز الأمن أقضي هنا بان استمرار الصراع الداخلي بين تيارات صقرية في دولة إسرائيل يتسلل الى داخل الجيش والى داخل أجهزة الأمن الأخرى ويجبي ثمنا لا يمكن للجيش وجهاز الأمن ان تحتمله".
غير ان العدو أيضا، الذي يستمع جيدا لكبار مسؤولي الجهاز، قد يقع في خطأ اللامبالاة. لعلهم هناك يرون تفوقا في تهديد متعدد الساحات في فترة التفكك. لكن من الأفضل لهم ان يعرفوا بان التهديد بالذات هو محرك قوي لتجنيد كل المقدرات، ولوضع الخلافات جانباً، وللهجوم المشترك بهدف حماية البيت. هكذا كان في حرب "يوم الغفران" وهكذا سيكون اليوم أيضا اذا ما طولبنا بذلك، لا سمح الله.

عن "يديعوت"