كشفت مصادر لبنانية لصحيفة ”السياسة” الكويتية أن “حزب الله” اعتقل 12 من كوادره وعناصره بتهمة العمالة لـ”الموساد” بعد الغارة التي شنتها إسرائيل على موكب تابع له في القنيطرة جنوب سورية، في 17 يناير الماضي، وأسفرت عن استشهاد عدد من عناصره وقيادييه وضابط كبير في “الحرس الثوري” الإيراني.
وأوضحت المصادر الأمنية أن الحزب عمد بعد الغارة، بالتوازي مع العمل للرد عليها وهو ما حصل بعد نحو أسبوع في مزارع شبعا، إلى تكثيف تحقيقاته وتحرياته بهدف معرفة أسباب الخرق الذي أدى إلى استهداف الموكب في القنيطرة، مشيرة إلى أنه بعد فترة من ذلك اعتقل جهاز مكافحة التجسس في الحزب 12 عنصراً وكادراً بسبب وجود شبهات قوية بشأن تعاملهم مع “الموساد”.
ورغم أنها لم تؤكد أن لهؤلاء العملاء علاقة مباشرة بتسريب معلومات إلى إسرائيل عن موكب القنيطرة ما أدى إلى استهدافه، إلا أن المصادر جزمت بأن توقيف العملاء الـ12 تم بعد غارة القنيطرة بفترة قصيرة، مشيرة إلى أن “حزب الله” كشف العديد من الجواسيس في صفوف قوات النظام السوري التي يقود بعضها خلال المعارك، وعمد إلى تصفيتهم سريعاً، بخلاف العملاء في صفوفه، حيث يعمد إلى اعتقالهم في سجون سرية بمعاقله في لبنان (البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت)، ولا أحد يعرف مصيرهم، وسط أنباء عن أن قسماً منهم يُنقل إلى إيران فيما تتم تصفية القسم الآخر بعد إيجاد فتوى “شرعية” لذلك.
وأوضحت المصادر أن الجواسيس الذين ضبطهم “حزب الله” في صفوف قوات النظام السوري غالبيتهم لا علاقة لهم بإسرائيل، وإنما كانوا على اتصال بمجموعات من المعارضة المسلحة، لكن الحزب لا يفرق بين هذا وذاك ويعتبر الجميع “عملاء للعدو”، لذلك يعمد إلى تصفيتهم سريعاً وعلى أرض المعركة في غالبية الأحيان.
من جهة أخرى، كشفت مصادر سياسية في قوى “14 آذار” لـ”السياسة” أن تصعيد “حزب الله” الأخير ضد “تيار المستقبل” وقوى “14 آذار” ليس بسبب “المجلس الوطني” الذي أعلنته هذه القوى في الذكرى العاشرة لانطلاقتها السبت الماضي أو بسبب خطابات قادتها ومواقفهم الأخيرة, وإنما مرده إلى مشاركة فاعليات شيعية في احتفال “البيال” ما يعني أنها باتت في صلب هذا المجلس، مع ما لذلك من انعكاسات لجهة تعزيز الحالة الشيعية خارج ثنائية “أمل” – “حزب الله”.
وأشارت إلى أن هذه المشاركة أزعجت أيضاً رئيس مجلس النواب زعيم “حركة أمل” نبيه بري ودفعته إلى توجيه انتقادات لخطاب رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة، بيد أن المصادر أكدت أن حوار “المستقبل” – “حزب الله” سيستمر رغم التصعيد الأخير لأن قراره اقليمي أكثر منه داخلي ولأن للطرفين مصلحة في استمراره, خاصة بعد النتائج التي حققها لجهة تخفيف الاحتقان المذهبي, أقله حتى اتضاح ملامح الصفقة الإيرانية – الأميركية التي يبدو أنها وصلت إلى مراحلها الأخيرة. وبحسب المصادر، فإن الحوارين الجاريين بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” من جهة وبين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” من جهة ثانية، لا يعني أن “المستقبل” و”القوات” خلعا عباءة “14 آذار” أو أنهما في وارد التراجع عن مبادئها وعقد صفقات على حساب سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وبالتالي على “حزب الله” وحلفائه أن يدركوا أن مشروع “الامبراطورية الإيرانية” لا يمكن أن يمر عبر لبنان.