عن موقع "N12" : إيران تجاوزت كل الخطوط الحُمر ولم يحدث شيء

تنزيل (21).jpg
حجم الخط

بقلم: تامير هيمان

 

 



تدفعنا تصريحات رئيس "الموساد"، دافيد برنياع، الأحد الماضي، إلى نتيجة يجب توضيحها، وفحواها أن إيران اليوم في وضع أفضل من أي وضع كانت عليه سابقاً على الصعيد الأمني خلال الأعوام الماضية. عملياً، يدور الحديث حول دولة عتبة نووية تبث الردع النووي من دون أن تدفع الأثمان التي يجب عليها دفعها كدولة لديها قنبلة في الغرف المغلقة.
ركّز رئيس "الموساد"، خلال خطابه، على القدرات التقليدية لإيران. لدى النظام في طهران جيش كبير وقدرات لتهديد إسرائيل في المجال غير النووي أيضاً. تهدد العلاقة الآخذة بالتقارب مع روسيا بإدخال أدوات جديدة إلى ساحتنا، كطائرات "ميغ-35"، أو صواريخ فرط صوتية [سرعتها تفوق سرعة الصوت]، تغيّر حجم ونوع التهديد للجبهة الداخلية الإسرائيلية. أيضاً تتعزز مكانتها الدولية، وتسمح لها بمحاولة تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين في الخارج.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المُقلق فعلاً هو ما يحدث في البعد غير التقليدي في إيران. خلال الأسبوع الماضي، نُشر تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يشير إلى أن لدى إيران كمية كافية من المواد النووية المخصّبة لستة مفاعلات نووية. يُعتبر هذا تخطياً لكافة الخطوط الحمر التي وضعتها إسرائيل سابقاً، بالأساس من فوق منصة الأمم المتحدة. تخطت إيران فعلاً جميع الخطوط الحمر، ولم يحدث أي شيء. هذا التقرير المُقلق والخطِر لم يصل إلى الوعي. لقد تعودنا عليه، وإذا استمررنا في التعود على هذا الوضع الذي تزداد خطورته، فسنشهد إيران نووية. في الوضع الحالي، لا يوجد ما يكبح إيران.
ماذا علينا أن نفعل؟
أولاً، وقف إضعاف الردع الإسرائيلي بوقف الأزمة الداخلية فوراً. حقيقة أننا نزرع الأمل في صدور أعدائنا الذين يتمنون أن ننهار من الداخل هي هدية غير ضرورية، من الممنوع منحهم إياها. التفكير في أن المنظومات الأقوى داخل الجيش موجودة في حالة صراع داخلي وضُعف يجب أن يدفعنا إلى التفكير في مسارنا مرة أُخرى.
ثانياً، علينا العمل أكثر لتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة. لقد عدت في الأيام الماضية من واشنطن، وأعلم بأنه إذا كان هناك من يخيف الإيرانيين، فإنهم الأميركيون والإسرائيليون معاً. فقط الولايات المتحدة وإسرائيل تستطيعان معاً تشكيل تهديد حقيقي لطهران.
في المحصلة الأخيرة، من الأفضل لنا جميعاً إيقاف الضرر الداخلي الذي نرتكبه بحق أنفسنا. كل هذه الاتهامات بـ"مَن بدأ"، و"مَن صعّد الوضع"، ليست مهمة. تعالوا نتعامل مع التهديدات الخطِرة، بدلاً من النقاشات الداخلية العبثية.

عن موقع "N12"