لم يعد للحديث بالسياسة أية قيمة أو أهمية، لأن الكلام في واد والواقع في واد آخر اكثر عمقا، وحين أتخيل عالمنا العربي من المحيط الى الخليج بكل ما فيه من ثروات وامكانات ومواقع جغرافية رهيبة وبما فيه من سكان بمئات الملايين، وما هو عليه حاليا من انقسامات وخلافات ومهاترات سياسية أتمنى لو اني لا افكر ولا اهتم بهذا العالم العربي وكيف اصبحت بلاد العرب احزاني بدل اوطاني، ولكن الانتساب لهذه الامة ولهذا الوطن قضية غير قابلة للجدل رغم كل ما نحن فيه.
وبدل ان نلوم الآخرين على انقساماتهم وخزعبلاتهم يجب ان نتوقف طويلا عند ما نحن الفلسطينيين نعيش فيه ويحرق انفسنا وتفكيرنا، واعني بذلك هذا الانقسام بين جناحي الوطن غزة والضفة، رغم مرور السنوات وكثرة المطالبات باستعادة الوحدة التي تظل كلها دائما مثل طبل عند اطرش.
والمضحك المبكي ان الكل يتحدث عن اقامة الدولة والتحرر من الاحتلال والكل يرى ان الاحتلال يتمادى ويتوسع ويلتهم الارض ويسد جميع الابواب امام أية احتمالات للخلاص.
ومما زاد في الالم ما قرأته بالامس عند معطيات حول يهود العالم اعتمادا على بحث اجراه بروفيسور يهودي هو سيرجيو دلة مزعولة الاستاذ في الجامعة العبرية، وأكد فيه ان عدد يهود العالم هو 15،7 مليون منهم اكثر من سبعة ملايين يعيشون في اسرائيل والباقون موزعون بين عدد من الدول وبالدرجة الاولى الولايات المتحدة. ولا اعرف مدى دقة الارقام ولكن صدورها عن بروفيسور يهودي يعطي للمصداقية درجة اعمق من المنطق والقبول.
وسواء أكان العدد نهائيا او غير ذلك، فإن الاكيد ان عدد اليهود في اسرائيل نحو سبعة ملايين او اكثر قليلا ، ومع هذا نرى هذه الدولة تتمتع بقوة كبيرة يحسب لها الكثيرون كل الحساب، وانها تسيطر ليس على ما تمثله اسرائيل من مساحة فقط ولكن المنطقة كلها وهي تقصف مواقع في هذه الدولة المجاورة او تلك وتفكر في ما هو ابعد ، ولا نسمع من ردود الفعل الا الخطابات والبيانات والتهديدات الجوفاء التي لا قيمة لها ولا احد يهتم بها او يحسب لها اي حساب، وتظل غزة في واد والضفة في واد وقادة حماس لهم مصالحهم وقادة فتح لهم مصالحهم ، وسلام عليك يا وطن وسلام عليك يا دولتنا الموعودة والتي طال انتظارها وهي تبتعد يوميا ولا احد يعمل على تحقيقها او تقريب وصولها، وتظل البيانات التي لا قيمة لها سيدة الموقف وتظل بلاد العرب احزاني بدل اوطاني..!!