أكّد الكاتب والمحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، على أنَّ الاحتلال "الإسرائيلي" حوَّل مدينة القدس المُحتلة، بالتزامن مع ما يُسمى بـ"رأس السنة العبرية" إلى " ثكنة عسكرية"، وذلك بنشر نحو خمسة آلاف شرطي في المدينة المحتلة، ووضع رجل أمن مسلح أمام باب كل كنيس، في محاولة لتغيير الوضع القائم في الأقصى من خلال السماح لمئات المستوطنين باقتحام الأقصى وإقامة ما يُسمى بـ"الصلوات التلمودية" في حرمه وعلى أبوابه.
إفراغ الأقصى من المصلين
وقال عبيدات، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ أعضاء الكنيست المتطرفين أمثال يهودا غليك وإيتمار بن غفير، هم من يقودون حملات اقتحام المستوطنين للأقصى"، مُضيفاً: "تعمل شرطة الاحتلال على تسهيل اقتحام المستوطنين، بجعل الأقصى فارغاً من المصلين عبر منع من هم دون الخمسين عاماً من الصلاة، وكذلك منع سكان الضفة الغربية أيضاً من الوصول للمسجد".
واقتحمت مجموعات من المستوطنين صباح اليوم الأحد، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وذلك بحراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي واصلت التضييق على دخول الفلسطينيين للمسجد والحد من تنقلهم في ساحات الحرم.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، تجمع مئات المستوطنين أمام باب المغاربة استعدادًا لبدء الاقتحام الذي دعت له "منظمات الهيكل" المزعوم، وذلك بمناسبة رأس السنة العبرية.
حشد المستوطنين في الأقصى
وأفادت دائرة الأوقاف بأنَّ المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، حيث تضم كل مجموعة 40 مستوطناً، قاموا خلالها بجولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا شعائر تلمودية في الجهة الشرقية من الساحات وقبالة قبة الصخرة، قبل أنّ يُغادروا المكان من جهة باب السلسلة.
ويأتي ذلك في ظل استعداد "منظمات الهيكل" لتنظيم اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية في شهر أيلول/وسبتمبر الحالي، وشهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
كما جددت "منظمات الهيكل" دعوتها للمستوطنين، عبر نشرها إعلان بأنَّ المسجد الأقصى سيكون مفتوحاً لهم في الفترة الصباحية ما بين الساعة 7:00 – 11:30 صباحاً، وفي الفترة المسائية ما بين 1:30 – 2:30 بعد الظهر.
الانفجار من بوابة الأقصى
ورداً على ذلك، دعا نشطاء مقدسيون ومرابطون مُبعدون عن المسجد الأقصى للحشد بالقدس وشد الرحال للمسجد الأقصى، والتصدي لاقتحامات المستوطنين خلال الأعياد اليهودية والتي بدأت صباح اليوم الأحد.
وحذّر عبيدات، من تحركات المتطرف بن غفير، الذي يسعى وجماعته الاستيطانية إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى من أجل العودة إلى الهيكل، مُشيراً إلى مشروع البقرات الخمس التي تم جلبها من أمريكا من أجل تنفيذ المخطط الاستيطاني في الأقصى.
يُذكر أنَّ تقارير إخبارية بثتها وسائل إعلامية إسرائيلية، قبل أسابيع، حول جلب خمس بقرات حمراء من الخارج من قبل مجموعات يهودية متطرفة، وبدعم حكومي، تمهيداً لذبحها وإحراقها في المسجد الأقصى واستخدام رمادها في طقوس يقولون إنّها ستمهد لإقامة "الهيكل" وبنائه على أنقاض المسجد.
وشدّد عبيدات، على أنَّ الانفجار سيكون من بوابة الأقصى، بفرض الاحتلال إجراءاته التعسفية بحق المصلين ومحاولاته تغيير الوضع القائم، مُحذّراً من انفجار الأوضاع مع بداية شهر كانون الثاني، يناير، مع اقتراب موعد ذبح البقرات، الأمر الذي سيؤدي إلى انفجار في المنطقة المرشحة لحرب إقليمية.
وخلص عبيدات، إلى أنَّ الجماعات الاستيطانية ومنظمات الهيكل وكذلك أعضاء الكنيست أمثال بن غفير، تستغل الأعياد اليهودية، مثل يوم الغفران ورأس السنة العبرية وعيد المظلة من أجل تغيير الوضع القائم في الأقصى وفرض التقسيم المكاني والزماني.