التقى وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي بنظيره البولندي زبيجنوف راو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78 في نيويورك.
واستعرض المالكي آخر التطورات والمستجدات السياسية والدبلوماسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتطرق إلى سياسات الحكومة الإسرائيلية العنصرية وتدميرها للسلام وحل الدولتين، من خلال سياساتها الاستعمارية تجاه شعبنا والمتمثلة في تصاعد وتيرة عمليات هدم المنازل، والاستيلاء على الأراضي، وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، وهجمات جيش الاحتلال ومستوطنيه الشرسة على أبناء الشعب الفلسطيني بفئاته كافة، في مخالفة للقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
وقال: "إنّ حكومة الاحتلال المتطرفة الحالية لا يوجد على أجندتها مفهوم السلام ولا حل الدولتين، بل يعملون على خلق واقع جديد يتجاوز الأسس التي قام عليها هذا الحل، ويهدف إلى عرقلة إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وأكد المالكي على أنّ القيادة الفلسطينية جاهزة لاستئناف مفاوضات سياسية جادة، ولا تزال تتمسك بخيار حل الدولتين، رغم أن إسرائيل تجاوزت هذا الحل من الناحية الواقعية.
وشدد على عمق العلاقات التاريخية مع بولندا، مشيداً بإنجازاتها المتواصلة على صعيد حفظ الذاكرة والرواية البولندية، والتأكيد على صحة الأحداث التاريخية، وكشف زيف روايات الآخرين، وهو مثال يحتذى به من طرف القيادة الفلسطينية، لتوثيق نضال الشعب الفلسطيني والرواية الفلسطينية.
ودعا المالكي، نظيره البولندي إلى مساندة القيادة الفلسطينية في مساعيها السياسية والدبلوماسية والقانونية إلى الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكدا أهمية التعاون الدولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
بدوره، أثنى وزير الخارجية البولندي على العلاقة الطيبة التي تجمع الطرفين الفلسطيني والبولندي، مؤكدا دعم الحكومة البولندية للقضية الفلسطينية، والتزامها بموقف الاتحاد الأوروبي، وإيمانها بالحل السلمي وهو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها.
وأعرب عن قلقه من توسع الاستيطان وتصاعد العنف الإسرائيلي، خاصة الذي يستهدف المدنيين، وتعارض ذلك مع القانون الدولي وتقويضه للجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي ودائم، مؤكداً ضرورة المضي قدماً في تحقيق السلام وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
وتطرق الوزيران إلى موضوع الانقسام، وأكد المالكي استمرار جهود القيادة الفلسطينية لإنهاء الانقسام الذي طال أمده، مشيراً إلى أن الانقسام يضر بقدرات الشعب الفلسطيني على مواجهة التحديات والاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، ويضعف الموقف الفلسطيني التفاوضي.
ووجه وزير الخارجية البولندي دعوة عمل رسمية الى المالكي لزيارة بولندا ومناقشة العلاقات الثنائية بين الدولتين بعمق، وبحث سبل التعاون الثنائي وتوسيعها، والتي رحب بها المالكي وعبر عن استعداد دولة فلسطين لتطوير وتعزير العلاقة الثنائية بين البلدين.