القدس الدولية: "نفخ البوق" في الأقصى عدوان خطير

نفخ البوق في الأقصى.jpeg
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

قالت مؤسسة القدس الدولية إن "نفخ البوق" داخل المسجد الأقصى يمثل إعلانًا للسيادة، ويستحضر الأسطورة التوراتية والممارسة الإسرائيلية في سيناء عام 1956، والقدس عام 1967.

وأضافت المؤسسة في بيان، أن "نفخ البوق يحمل دلالات دينية تتوهم أنه انتقال من زمان الحصرية الإسلامية للمسجد إلى زمان تهويده، وتسعى لفرضه عقلية خلاصية أسطورية تؤمن بأنها تحضّر بنفخه لمقدمات التدخل المباشر للرب في مجرى التاريخ بإرسال المخلص".

وأوضحت أن هذا الإجراء يأتي في إطار مسار صاعدٍ منذ عام 2019 لفرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى، باعتبارها أداةً لتبديل هويته من مسجد إلى "هيكل، وفرض تحويله إلى مقدسٍ مشترك بالقوة كمحطة وسيطة".

وحملت المؤسسة، الكيان الإسرائيلي بحكومته وأذرعه الأمنية والعسكرية المسؤولية عن هذا العدوان، وهو من ينبغي أن يدفع ثمنه.

وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال هي رأس حربة في تهويد المسجد الأقصى، فهي التي فرضت الاقتحامات في 2003، وتحويلها إلى اقتحامات جماعية في 2006، وهي التي فرضت أوقات الاقتحام في 2008 وأخذت تعمل على زيادتها.

وتابعت أن الشرطة هي التي واجهت الاعتكافات عام 2013 بقوة همجية كادت أن تكرر حريق الأقصى، وحاولت فرض إغلاق المسجد أمام المسلمين في الأعياد اليهودية عام 2015، وفرض البوابات الإليكترونية عام 2017، وقضم مصلى باب الرحمة عام 2019، وفرض اقتحام 28 رمضان عام 2021، ومنع الاعتكاف في 2023.

وقالت: "لابد أن تُعلن شرطة الاحتلال صراحة بوصفها العدو الأول والأساس للمسجد الأقصى، الذي لابد أن توجه ضده معظم أشكال الاشتباك لردعه وكسر شوكته.

وأضاف أن "تظاهرها بإبعاد المقتحمين الذين نفخوا البوق ليس إلا حيلةً رخيصة في إطار تبادلٍ للأدوار معهم، فقد أطلقت شرطة الاحتلال سراحهم بعد ربع ساعة من مكوثهم في مركزها لتأمين خروجهم من المسجد".

وأوضحت أن المرابطين أثبتوا رغم الإبعاد والعدوان أنهم على العهد بهم، ثابتون ثبات الجبال الراسخات، وأن ثلة قليلة منهم قادرة على الوقوف في وجه دولةٍ نووية مدججة بالسلاح ومنعها من فرض إرادتها وتمرير عدوانها في الأقصى باعتباره أمرًا واقعًا مسلّمًا به.

وبينت أن الفعل الجماهيري أكد قدرته على الاشتباك في معركة الأقصى عبر مختلف الساحات، وإن "عزّ الرباط وعلَت موجات الإبعاد لتعزله، حضر الشباب الثائر في غزة على السياج ليؤكد أن ساحة الأقصى لن تُترك وحدها، وأنهم قادرون على أن يكونوا طليعة نصرته رُغم البعد والحصار".

وأكدت مؤسسة القدس الدولية أن استمرار هذا الفعل المقاوم سيثمر على جبهات الإرادة الشعبية الأخرى بتصميمه وإرادته ولو بعد حين.

وطالبت الأردن باتخاذ موقف يتناسب مع خطورة التحدي في الأقصى الذي يتقدم المحتل خطوات في تبديل هويته وهو تحت المسؤولية المباشرة للدولة الأردنية.

وقالت: إن "الاكتفاء بالتنديد على لسان الناطق باسم الخارجية هو مؤشر تهميش وتراجع للأقصى ومكانته، بينما اتفاقات التطبيع والتعاون الاقتصادي مع الاحتلال مستمرة وآخذة بالتقدم".

وأكدت أن موسم العدوان على الأقصى ما زال أمامه 18 يومًا، ما يفرض استنفار كل الإمكانات لمواجهته، داعية كل القوى الشعبية الفاعلة بضرورة التحرك العاجل لنصرته، ودعم وإسناد مرابطيه ومنع الاستفراد بهم.

ودعت إلى إظهار الدعم الشعبي الواسع للمقاومة بوصفها الاستجابة العملية الوحيدة الكفيلة بدفع هذا الخطر الوجودي الذي يبدأ من الأقصى، ويمتد عبر فلسطين إلى الأمة العربية والإسلامية بأسرها.