يدلين: خلافات حادّة داخل الكابينيت الإسرائيليّ حول مُعالجة خطر الأنفاق

نتنياهو-يخفي-الورقة-المصرية-عن-الكابينيت..والمفاوضات-المنهارة-تمدد-ليوم-إضافي
حجم الخط

كشفت القناة العبرية الثانية النقاب عن وجود خلافات حادّةٍ جدًا داخل المجلس الوزاريّ السياسيّ-الأمنيّ المُصغّر (الكابينيت) حول كيفية التعامل مع تهديد أنفاق حماس الهجوميّة، والتي بحسب المصادر العسكريّة في تل أبيب، قد وصلت إلى داخل الأراضي الإسرائيليّة في جنوب الدولة العبريّة.
وقال مُراسل الشؤون السياسيّة في التلفزيون، عميت سيغال، إنّ الخلاف الحاد نشب بين وزير التربيّة التعليم وزعيم حزب “البيت اليهوديّ” اليمينيّ، نفتالي بينيت من ناحية، وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن، موشيه يعالون، من ناحيةٍ أخرى. وتابع قائلاً إنّ بينيت، الذي تسود بينه وبين يعلون عداوةً شديدةً، طالب الكابينيت باتخاذ قرار لشنّ عدوانٍ جديدٍ ضدّ قطاع غزّة، زاعمًا أنّ تهديد الأنفاق بات يُشكّل خطرًا حقيقيًا على سكّان المُستوطنات الإسرائيليّة في الجنوب، في المنطقة التي تُسّمى إسرائيليًا منطقة غلاف غزّة. نتنياهو ويعلون رفضا الاقتراح وأكّدا للوزير بينيت، كما قال التلفزيون الإسرائيليّ، إنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم بعمليات كثيرةٍ وكبيرةٍ وسريّةٍ، لا يُمكن الكشف عنها، لدرء هذا الخطر، واعتبرا أنّ مطلب الوزير بينيت يتعلّق بحسابات سياسيّة ضيّقة للغاية، ولا تمُت بصلةٍ للأمن القوميّ الإسرائيليّ، على حدّ تعبيريهما.
ووفقا لتقرير نشرته "رأي اليوم" ,كان مسؤول أمنيّ إسرائيليّ، قد قال قبل يومين إنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة ستُوظف 125 مليون دولار لمساعدة إسرائيل في التصدّي للأنفاق، التي يحفرها فلسطينيون أسفل الحدود مع قطاع غزة. وقال الجنرال في الاحتياط، عاموس غلعاد، رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، للإذاعة الإسرائيليّة العامّة باللغة العبريّة (ريشيت بيت) إنّ الولايات المتحدة ستوظف 500 مليون شيكل، لمساعدة إسرائيل في التصدي لتهديد الأنفاق.
واعتبر غلعاد، أنّ شن حربٍ وقائية ضد الأنفاق ليس حلاً عمليًا، غير أنّه، أضاف قائلاً إنّه في حال ارتكاب أي اعتداء ضد إسرائيل، من خلال الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، فإن الجيش سيشن رداً عملياتيًا سيكلف الفلسطينيين ثمنًا باهظًا جدًا، على حدّ قوله. وكان مسؤولون إسرائيليون، دعوا في الأيام الأخيرة، لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الأنفاق، بين قطاع غزة وإسرائيل، في حال وجودها. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، في الأسابيع الأخيرة، أنها ترصد حدود قطاع غزة ولم تجد أي نفق.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أنّ السلطة الفلسطينية تعمل ضدّ بنى الإرهاب التحتية لأنها إذا لم تتصرف على هذا النحو، فإنّها ستنهار كما حصل في قطاع غزة، في إشارةٍ إلى سيطرة “حماس″ على غزة، منتصف العام 2007. على صلةٍ بما سلف، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الأسبق، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، الذي يترأس مركز دراسات الأمن القوميّ التابع لجامعة تل أبيب، قال في دراسةٍ جديدةٍ نشرها على موقع المركز إنّ الحروب التي شنّتها إسرائيل ضدّ قطاع غزّة منذ العام 2009 وحتى اليوم لم تُحقق أهدافها الإستراتيجيّة التي تمّ تحديدها وهي: ردع حركة حماس لفترةٍ طويلةٍ جدًا، ضرب البنية التحتيّة لحركة حماس وإضعاف الحركة عسكريًا وفرض حصار يمنع الحركة من زيادة ترسانتها العسكريّة، على حدّ تعبيره.  وبناءً على ما تقدّم، تابع الجنرال يدلين، إنّه ليس مفاجئًا أنْ تقوم حركة حماس في الفترة الأخيرة بتحضير وتجهيز نفسها للمواجهة القادمة مع إسرائيل، وأنّها تبذل جهودًا جبارّة في حفر الأنفاق.
ورأى الجنرال يدلين أنّ الحلّ الأنجع والأفضل لإسرائيل في هذه الفترة الزمنيّة يكمن في إيجاد حلّ  تكنولوجيّ لدرء هذا الخطر المُحدّق، والذي من شأنه أنْ يؤدّي إلى تأجيل المُواجهة القادمة، والتي لا محال منها، بين الجيش الإسرائيليّ والفصائل الفلسطينيّة، لأنّه عن طريق هذا الحل يُمكن لإسرائيل أنْ تصل إلى الحرب القادمة في ظروفٍ أفضل لها من ناحيتها،على حدّ تعبيره.
مع ذلك، أشار الجنرال يدلين إلى أنّه إذا لم تتمكّن إسرائيل من إيجاد الحل المُقترح من قبله، سيُدخل صنّاع القرار في تل أبيب إلى دوامةٍ حول الحلّ الأنجع للأنفاق الهجوميّة التي تقوم حركة حماس بحفرها، وبالتالي، أضاف، على الحكومة الإسرائيليّة اتخاذ القرار فيما إذا كانت هناك حاجة لضربةٍ استباقيّةٍ ضدّ الأنفاق، شريطة أنْ تكون هذه الضربة العسكريّة، لفت الجنرال الإسرائيليّ، قصيرةً، ولكن، في حال تطوّر الوضع إلى مواجهة، يجب أنْ تُحقق الأهداف الإستراتيجيّة، التي عجز الجيش الإسرائيليّ عن تحقيقها حتى الآن، بحيث أنّ ديناميكية التعامل مع حماس تتغيّر بشكلٍ جوهريٍّ، وأنْ تؤدّي إلى تغييرٍ كبيرٍ في ميزان القوى بين الطرفين، خلافًا للجولات السابقة بين الطرفين، على حدّ قوله.
وخلُص إلى القول إنّه قبيل البدء في المواجهة القادمة يتحتّم على إسرائيل فحص الأسئلة الصعبة وتحديد الإجابة إذا كان الجيش الإسرائيليّ قادرًا على تحقيق الأهداف.
وبرأيه، الأسئلة هي: وهي: كيف يُمكن للجيش الإسرائيليّ توجيه ضربةً قاصمةً لحركة حماس، بحيث تنتهي الجولة بقدرة إسرائيل على فرض شروطها؟ والسؤال الثاني، بحسب يدلين: هل يجب على إسرائيل أنْ تُواصل النظر إلى حماس بمثابة العنوان لكلّ ما يحدث في قطاع غزّة، أمْ أنّه يجب على الجيش الإسرائيليّ، بإيعاز من المُستوى السياسيّ بالعمل على القضاء على حكم حماس في قطاع غزّة؟، على حدّ قوله.