مقابلة بن سلمان مع فضائية فوكس نيوز مقلقة جدا

ugr5e.jpg
حجم الخط

بقلم هاني المصري

 

فما جاء فيها مقلق للغاية ( بدون أن يعني ذلك بان التطبيع بات حتميا وسهلا ولكن احتمال حدوثه يكبر)، ليس أساسا بسبب ما قاله بأن كل يوم يصبح التطبيع أقرب، بل في حصر حديثه عن المكون الفلسطيني بتحسين أحوال الفلسطينيين، فلم ينبس ببنت شفة بأي شئ عن مبادرة السلام وإنهاء الاحتلال والدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير وحق العودة للاجئين، وهذا يعني أنه لا يريد أن يلزم نفسه بشئ وهذا يعكس إستعداد كبير للمرونة المفرطة والمساومة غير المشروعة.

في العادة المفاوض يطرح في البدايات وقبل التوصل إلى إتفاق نهائي مطالب الحد الأقصى ويغير موقفه إذا قدم الطرف الآخر ما يستحق المساومة، أما البدء بسقف منخفض جدا فيؤدي إلى التنازلات الكبيرة بدون مقابل يذكر من دولة الاحتلال كما يدل من تصريحات ومواقف نتنياهو وأركان حكومته حيث أكدوا على عدم التنازل عن المواقف الأساسية وأنهم غير مستعدين حتى لتجميد الاستيطان ولا ثانية واحدة.

لنا في المسيرة التفاوضية الفلسطينية والعربية عبرة حيث بدأنا من التحرير الكامل إلى لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف وإزالة آثار العدوان إلى اتفاقات الصلح المنفردة إلى مبادرة السلام العربية "سلام كامل مقابل إنسحاب كامل"، التي تحولت إلى تطبيع بدون إنسحاب، وهذا كله يشجع الاحتلال وحلفاءه، حيث لسان حاله مثل المقبرة التي كلما دفن بها أموات تقول هل من مزيد.

قد يقول قائل أن الإعلان الصادر عن يوم السلام الذي عقد في الأمم المتحدة قبل أيام بمبادرة سعودية يتضمن الدولة ومبادرة السلام، الرد على ذلك بأن ما يصدر على لسان صاحب القرار في الرياض أهم، خصوصا في ظل ضرورة متابعة تحركات يمكن أن تنتهي بمبادرة و خطة ترى أن يمضي مسار التطبيع بشكل موازي لمسار البحث عن "حل الدولتين" وبحجة أن الواحد منهما مكمل ويخدم الآخر، وهذا غير صحيح فما يمكن أن يجري أن مسار الحديث عن الأفق السياسي والحفاظ على "حل الدولتين،" يغطي عمليا على عملية استكمال القضاء على إمكانية تجسيد الدولة الفلسطينية وعلى إقامة إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر.

لا يزال هناك فلسطينيا وعربيا ما يمكن عمله لمنع التطبيع السعودي، وأول خطوة عدم الاستعداد للمشاركة به أو تغطيته، وهناك أمل بالنجاح لأن تطرف وتعنت الحكومة الكهانية يوفر فرصة ذهبية لمنع التطبيع معها.