ما قبل حلب!!

205
حجم الخط

يشهد شمال سورية، خاصة ما بين شمال مدينة حلب، وصولاً للحدود التركية حرباً ضروساً، لا هوادة فيها. يشارك بها الطيران الروسي، عبر إغارات لا تهدأ، وباستخدام اكثر أنواع الطائرات تطوراً، واكثر الذخائر فتكاً ودماراً. برياً تشارك بها فيالق الجيش السوري، وكتائب حزب الله.

من يتابع سير الأحداث هناك، يشعر وكأن هنالك سباقاً مع الزمن، تركيا ومن معها من معارضة سورية، تحاول الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه، من جغرافيا، كي لا تسقط محافظة حلب بالكامل، ولكي لا تصل جحافل الجيش السوري، للحدود الدولية، ما بين سورية وتركيا. من الواضح، ان النظام التركي، يتجنب اي نوع من الصدام مع سلاح الجو الروسي، وبالوقت ذاته يقف النظام التركي، محتاراً بالموقف الأميركي، ويرى فيه غموضاً.

تتساءل الأوساط التركية، وفي المقدم منها، مؤسسة الرئاسة عن حقيقة الموقف الأميركي، إزاء ما تشهده الأزمة السورية. وعلى ما يبدو، لا توجد اجابات شافية اميركية، على التساؤلات التركية والسعودية على حد سواء.

الامور في الشمال السوري، سترسم آفاق الازمة السورية، وتحدد مسائل جوهرية، لها علاقة بالشرق الاوسط الجديد.. ومن هذه الزاوية تحديداً بتنا نتابع تصريحات ومواقف لافتة للنظر، ومثيرة للتساؤل، خاصة فيما يتعلق بالموقفين التاليين: محاولة السعودية، حشد ١٥٠ الف مقاتل بري، كجزء من جيش إسلامي، من المزمع ان يقاتل في سورية، وباختصار، عدم سقوط محافظة حلب بأيدي النظام .. وإدامة الأزمة السورية، للحيلولة دون عودة النظام المركزي في سورية.

الى جانب ذلك، صرح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في حال فشل المفاوضات السورية - السورية، وعدم التوصل لحل سياسي للازمة السورية، بخيارات اخرى، ملوحاً بحلول وخيارات عسكرية. هنالك سباق مع الزمن، والروس، هم اكثر الناس حرصاً، لحسم الأمور عسكرياً، للانتقال الى حل سياسي، يتناسب ورؤيتهم للأمور، ولمستقبل سورية إجمالاً، ولدور روسيا الجديد في الشرق الأوسط!!

تدرك المملكة العربية السعودية، تلك المخاطر الجسيمة ومدى تأثيرها، على الدور السعودي المحوري والقيادي، في الشرق الأوسط، خاصة وأن ايران، باتت دولة مقبولة دولياً، بل باتت جزءا من الوضع الدولي العام، والوضع الشرق اوسطي خاصة.

من هنا نستطيع ان نتفهم التصريحات الرسمية السعودية، وسعيها، لإقامة تحالف إسلامي، لمحاربة الإرهاب وداعش .. علماً بأن السعودية، لا تزال منشغلة بل ومستنزفة في الأزمة اليمنية. لعله من نافلة القول، بأن اي تدخل سعودي، بل التلويح بهكذا تدخل، غير ممكن دون موافقة حلف الناتو، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، تدخل محور السعودية، وبمشاركة دول إسلامية عديدة، يحتاج الى قدرات لوجستية عالية، وسيتعرض لمخاطر جمة، أشار اليها وليد المعلم بقوله: بأن من سيأتون، سيعودون بصناديق من خشب، يتحدث المعلم، وهو واثق بأن سلاح الجو الروسي، بقدراته الاستثنائية، هو على أهبة الاستعداد للقضاء على تلك القادمة من الصحراء .. إضافة الى ان هكذا معركة، هي معركة مصيرية وحاسمة، بالنسبة للشرق الأوسط الجديد! ما تشهده الساحة السياسية فيما يتعلق بالأزمة السورية، جد خطير، وينذر بالمزيد من الدمار والدماء وويلات الأمور.

من الصعب التنبؤ ببقاء الحال على حاله، او ترك الأمور على غاربها، ليتمكن الروس والنظام السوري، وحزب الله، وحلفاؤهم من تحقيق  كل ما يريدونه. من الصعب القول، إن الولايات المتحدة، ستبقى على غموضها.. والأصعب من كل ذلك، تصور جحافل الجيش الإسلامي، ينطلق من الرياض، ليصل الى حلب!!