المـدارس .. مـرآه للمجتــمـع الإسـرائيلـي!

Students-in-Kiryat-Sharet-high-school-in-Holon
حجم الخط

 

 

بقلم: البروفيسور ليهو زيسبرغ
المعطيات التي نشرت في وسائل الاعلام، أول من أمس، حول جهاز التعليم تقدّم صورة للمدارس كمكان لا نريد ارسال أولادنا اليه: عنيف (لفظيا واجتماعيا وفيزيائيا ايضا) ومملوء بالقيم السلوكية والاجتماعية (مكشوفة أكثر أو أقل) التي يعتبرها الكثير من البالغين في الدولة «غير أخلاقية». لكن هل فوجئ أحد بالفعل؟ إن وجه الشباب هو مثل وجه الجيل بشكل عام.
 يعيش مجتمعنا مع شعور «غياب القانون» مع أقل قدر ممكن من تقبل الآخر. وعندما يكون هناك خارجون على القانون «من العيار الثقيل» ممن لا يتم القاء القبض عليهم ومعاقبتهم، فاننا نكون متسامحين أكثر تجاه «الجرائم البسيطة». في المقابل، الفورية والجماعية للعنف الكلامي السريع، حيث تلقى التهديدات في الجو خلال النقاش الاجتماعي والثقافي – والسهولة  في أن تكون صلفا وعنيفا في الواتس آب أو الانترنت – كل ذلك ينعكس في التعليم. الاجواء في الشارع مهددة وعنيفة، وكذلك في المكان المصغر المسمى مدرسة.
النقطة الاكثر ايلاما هي تلك التي تشير الى أن 14 في المئة من الطلاب تحدثوا عن العنف الجنسي ضدهم في المدارس. وبعد أن تزعزعنا تعالوا نتذكر ما يحدث حولنا – عدد كبير من الاشخاص في السياسة ومنهم رفيعو المستوى ومديرو شركات وشرطة وشخصيات مشهورة، يستمرون في التحرش الجنسي أو التهجم الجنسي كجزء أساسي من سيرتهم الذاتية. كل ذلك من جهة، والاشتعال منفلت العقال في الشبكات الاجتماعية بخصوص هذا الموضوع، من جهة اخرى، يعكس واقعا لم تعد فيه القيم واضحة. المسموح والممنوع لم يعد بسيطا وقاطعا. من هنا وحتى الفوضى الكاملة فان الطريق قصيرة جدا.
لا يوجد عند جهاز التعليم وسائل فعالة لمعالجة هذه الظواهر. ولا يمكن اتهام المعلمين والمديرين. لا توجد سياسة واضحة من وزارة التربية والتعليم. والنتيجة – لا توجد صلاحيات قانونية واجتماعية للمعلمين والمديرين أو رجال التعليم الآخرين من اجل التدخل بصورة فاعلة وخلق تطبيق عام للسلوك المطلوب في المدارس. وهذا ما يحدث عندما يحضر الطلاب معهم الى المدرسة ما يتعلمونه في البيت والشارع والانترنت، خاصة حينما يتراجع تدخل أولياء الامور واحيانا لا يتم دعم المعلمين أو تشجيعهم على التدخل.
التوجهات التي نشاهدها منذ وقت مقلقة وتعكس تدهورنا كمجتمع، وتعكس ايضا الضائقة في الجهاز التعليمي. ظواهر العنف واستخدام المواد الممنوعة في هذا الجيل توجد في حالة تصاعد معتدل جدا، الامر الذي يعكس خدعة الاستقرار. «هذا جيد» سيقول المتفائلون، «على الاقل المسألة لا تزداد خطورة». والواقع هو خلاف ذلك. «التدهور بخطوات صغيرة، 1 أو 2 في المئة كل سنة يدفعنا الى التعود على الوضع. نتعود على السيئ. المدرسة التي يفترض أن تكون جزيرة ازدهار وتطور واكتشاف الطلاب لانفسهم خصوصا أن العالم من حولهم غير مستقر دائما وغير سليم دائما، لم تعد كذلك منذ زمن.
  20 في المئة من الطلاب لا يشعرون بالامان في المدرسة. وهذا أكثر من نسبة المواطنين الذين يقولون إنهم لا يشعرون بالامان في شوارع المدن.

عن «إسرائيل اليوم»

-