هآرتس: هل يقع بن سلمان وبايدن في فخ الكهانية الإسرائيلية بمنح الفلسطينيين “تسهيلات رمزية”؟

20211023081735anapicp-aa_ar_pho_gen-20211023111606-25913921--730x438.jpeg
حجم الخط

وكالة خبر

تتضمن خطة الإدارة الأمريكية الطموحة كما عرضت جزئياً في لقاء الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نيويورك ضد بضع خطوات ليست سهلة على التحقق: العودة إلى التفاهمات مع إيران في الموضوع النووي؛ وتعويض السعوديين في شكل حلف دفاع ومشروع نووي خاص بهم؛ وموافقة إسرائيل على خرق شاذ لتفوقها العسكري النوعي (QME) في الشرق الأوسط؛ وتطبيع علني بين السعودية وإسرائيل؛ وتسهيلات ذات مغزى للفلسطينيين على أساس حل مستقبلي للدولتين، وأخيراً، نظرياً، تأثير ملطف بعض الشيء أيضاً على التركيبة الائتلافية الأكثر تطرفاً في تاريخ دولة إسرائيل، والذي سيضطر لإقرار صفقة الرزمة هذه. كل هذا على فرض أن الكونغرس الأمريكي، الكدي للصفقة من الجانب الجمهوري ومن الجانب الديمقراطي على حد سواء، سيعطي مباركته فيما أنها تعرض عليه في تغليف لامع لسلام في الشرق الأوسط (مقابل إمكانية اتفاق أمريكي ثلاثي مع إيران والسعودية بحد ذاتها، لا يحظى بشعبية مشابهة في المجلس التشريعي).

إلى جانب الفرص الكبرى، تنطوي هذه الخطة من ناحية إسرائيل على عوائق كثيرة أيضاً. أولاً، الخلاف بين جهاز الأمن والقيادة السياسية بالنسبة للضوء الأخضر الذي يعطيه نتنياهو للبرنامج النووي السعودي. ثانياً، ليس واضحاً كم ستساعد هذه الصفقة في تلطيف حدة ائتلاف الكوابيس الحالي، أم لعلها ستؤدي إلى تعزيز مكانة نتنياهو. لكن الخطر الأكبر هو الاكتفاء بفتات تسهيلات رمزية للفلسطينيين تبقي الوضع الراهن في “المناطق” [الضفة الغربية] على حاله: ضم بحكم الأمر الواقع واندفاع إلى الأبرتهايد.

الحكومة تعمق وترسخ كل يوم نظام الاحتلال بتوسيع مشروع البؤر الاستيطانية وتشجع الإرهاب اليهودي. بلا خطوات ذات مغزى تكبح هذه السياسة الخطيرة، في ظل الحوار مع السلطة الفلسطينية، فمن شأن الصفقة مع السعودية أن تصبح ورقة تين تسمح باستمرار التدهور. يكفي النظر إلى العلاقات مع باقي دول “اتفاقات إبراهيم” –الإمارات والبحرين والمغرب – التي رغم الآمال العظيمة بأن تشكل عاملاً إقليمياً ملطفاً، لم تنجح في لجم حكومة الكهانية. محظور على الولايات المتحدة والسعودية أن تقعا مرة أخرى في هذا الفخ. عليهما مطالبة إسرائيل بخطوات أكثر جسارة.

أسرة التحرير

هآرتس