ذكر الإعلام العبري، أن حدة التصريحات والاتهامات المتبادلة بين حكومة بنيامين نتنياهو، والمعارض، تصاعدة في الفترة الأخيرة، إثر مواجهات على خلفية تنظيم حركات يمينية صلوات، فيما يسمى بـ"يوم الغفران"، أمس الإثنين ومساء أول من أمس، تخللها الفصل بين الجنسين في ميادين وأماكن عامة في عدة مدن. وجاءت المواجهات في ظل الصراع الداخلي الحاصل على إثر خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء.
ومن جانبه، قال رئيس الاحتلال يتسحاق هرتسوغ، اليوم الثلاثاء، خلال مراسم رسمية في ذكرى مرور 50 عاما على حرب أكتوبر عام 1973، إن "الانقسام، التقاطب، الخلافات التي لا تنتهي، هي خطر حقيقي على المجتمع الإسرائيلي وعلى أمن دولة إسرائيل"، مضيفًا أنه "في هذا الوقت خصوصا علينا أن نستخلص العبر وأن ندرك جيدا أن التهديد الإسرائيلي الداخلي هو التهديد الأشد والأخطر من جميع المخاطر".
وذكر الإعلام العبري، أن مواجهات دارت عشية وخلال "يوم الغفران" بين منظمي هذه الصلوات من حركة "روش يهودي" (رأس يهودي) اليمينية المتطرفة، التي سعت خلالها إلى الفصل بين الجنسين، وبين المئات من سكان تل أبيب الذين اعترضوا على الفصل بين الجنسين في هذه الصلوات. وتخلل هذه المواجهات، التي دارت في عدة مدن، تدافع بين الجانبين
وفي وقت سابق، صادقت المحكمة المركزية في تل أبيب على قرار بلدية تل أبيب بعدم الفصل بين الجنسين أثناء هذه الصلوات في ميدان ديزنغوف في وسط المدينة، ورفضت المحكمة العليا استئناف حركة "روش يهودي" ضد قرار البلدية.
وبدوره، هاجم نتنياهو الناشطين ضد هذه الصلوات، الذين يشاركون في الاحتجاجات ضد خطة إضعاف جهاز القضاء، قائلا إن "متظاهرين يساريين تهجموا على يهود، ويبدو أنه لا توجد حدود ولا معايير ولا حدود للكراهية من جانب المتطرفين من اليسار. وأنا، مثل معظم مواطني إسرائيل، نرفض هذا. ولا مكان عندنا لتصرف عنيف كهذا".
وقال بيني غانتس إنه "في المكان الذي يوجد فيه من يدهوروننا إلى حرب أهلية، فإن مهمتنا جميعا هي منعها. وطوال 75 عاما نجحت الأغلبية بالتوصل إلى تفاهمات حول الحيز العام في يوم الغفران. والآن، الذي يقرر الفصل بيننا نجح في تدنيس هذا اليوم المقدس بالإكراه وبكراهية عبثية".
وأضاف مهاجما نتنياهو أنه "من إن لم يكن رئيس الحكومة، هو مثير الكراهية الأكبر، وهو الذي اختار الآن أن يغذي النيران. وأدعو جميع القادة إلى التحلي بمسؤولية، والتوقف عن هذا الخطاب".
من جانبه، قال رئيس المعارضة، يائير لبيد، إن "ما حدث في يوم الغفران هو بالأساس أمر محزن جدا. وطوال السنين كان هذا يوم احترام متبادل، وأخذ مشاعر الآخر بالحسبان. والذي أراد فصلا جندريا ذهب للصلاة في الكنيس. ومن أراد صلاة مختلطة ذهب للصلاة خارج كنيس. ولم يحاول أحد فرض يهوديته على الآخر. وذلك حتى جاء إلى هنا من خارج المدينة نويات خلاصية ومتطرفة التي تحاول أن تفرض علينا صيغتهم لليهودية. ونحن لسنا بحاجة من أي أحد لإملاء تعليمات تفعيل كيف نكون يهودا. وخسارة أنهم حولوا هذا اليوم المقدس والرائع إلى يوم آخر من الخصام الإسرائيلي".
ووصف عضو الكنيست غدعون ساعر، من كتلة "المعسكر الوطني" برئاسة بيني غانتس، أقوال نتنياهو ولبيد بأنها "بشعة"، واتهمهما بأن "كل واحد منهما يحاول إضافة وقود إلى الوقدة بدلا من إطفائها. أي ’زعماء’ هؤلاء الذين يغذون حربا أهلية في نهاية يوم الغفران؟".
وأشار رئيس بلدية تل أبيب، رون خولدائي، إلى أنه "يوجد هنا تنظيم خلاصي يقول إنه يريد أن ينفذ تديين في تل أبيب، ولذلك يتجاهل قرار المحكمة".
وتجاهل المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، عدم حضور أفراد شرطة إلى مواقع المواجهات من أجل إنفاذ قرار المحكمة، واعتبر أن "مشاهدة الصور من تل أبيب خلال يوم الغفران كان محزن. والوحدة هي عامل هام ضد تهديدات العمليات العدائية والتحديات".
من جانبه، أعلن رئيس حزب "عوتسما يهوديت" الفاشي ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أنه سيقيم "صلاة احتجاجية" في وسط تل أبيب، مساء بعد غد الخميس.
وقال بن غفير عن الأحداث خلال "يوم الغفران"، إنه "شهدنا في يوم الغفران هذا كارهين الذين يحاولون طرد اليهود من الحيز العام. وسأقيم يوم الخميس المقبل صلاة مسائية في الميدان، والجمهور مدعو".